شرح أيقونة عيد العنصرة
" ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً"(أع8:1)
تجسّد هذه الأيقونة حلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة ناريّة، ابتدأ على أثره التلاميذ يشهدون للرّب دون خوف. فإنه عيد تأسيس الكنيسة ومولدها. - بعد الفصح أي القيامة شهدنا الصعود وها الآن العنصرة. وهي المرحلة الثالثة في الكنيسة، في العهد الجديد:
فالمرحلة الأولى هي: من البشارة الى الصليب، والمرحلة الثانية هي من الصليب الى القيامة، والمرحلة الثالثة من القيامة الى العنصرة مروراً بالصعود.
- الروح القدس قوّى التلاميذ وأضاء لهم كلّ شيء من جديد. فهموا الكتب، الأحداث التي حصلت معهم... فهذه هي معموديتهم بالروح.
- حدث العنصرة يعيدنا إلى برج بابل ولكن هذه المرة بالعكس. كانوا يتكلمون لغة واحدة ثم ما عادوا يفهمون على بعضهم البعض، وأما الآن فتكلّموا بلغات مختلفة ولكنهم فهموا على بعضهم البعض.
- مكان العنصرة: العليّة. وهذا يعيدنا بالذاكرة الى العشاء السرّي في علّية صهيون.
- الرداء الأحمر فوق ما يرمز الى العلّية يشير الى المجد الإهي الذي كان يظلّل المكان. ونراه في عدة أيقونات مختلفة.
- وضعية التلاميذ وعددهم: كما في الصعود، إثني عشر مع بولس الرسول، ستة من كلّ جهة، أما المكان الوسطي الذي يشكّل مكان الرئيس فهو شاغر، لأن هذا هو مكان الرّبّ يسوع رئيس الكنيسة الدائم.
- يجلس التلاميذ على مقعد نصف دائري وكأنهم في مجلس أعلى، وهذا يذكرّنا بما قاله الرّبّ يسوع: ستجلسون معي وتدينوا الأمم.
- التلاميذ هم على هذا الشكل:
1- من اليمين: بولس، يوحنا، لوقا، اندراوس، برثلماوس وفيليبس.
2- من جهة اليسار: بطرس، متى، مرقس، يعقوب، سمعان، توما.
- على خلاف الصعود، لا نجد مريم في هذه الأيقونة، وذلك لأن مريم نالت معموديتها يوم حلّ عليها الروح القدس في البشارة.
- بطرس يحمل ملفّاً يدل أنه كتب رسالتين، بولس رسول الامم ويحمل مجموعة رسائل ولوقا ومتى ومرقس ويوحنا يحملان أناجيل كونهم كتبوا أناجيل. وكل من بشّر في المسكونة يحمل ملفّاً.
- الرجل المسّن في الأسفل يمثل المسكونة التي تنتظر البشارة لهذا نجده داخل كهف مظلم لأن نور المسيح لم يدركه بعد. وهو مسنّ لأنه يمثّل الخليقة جمعاء الثاقلة تحت ثقل الخطيئة. ويحمل بين يديه قطعة من القماش وضع عليها إثني عشر ملفاً رمزاً للرسل الإثني عشر الذين حملوا البشارة الى العالم وعلى أيديهم تأسست المسكونة.
- طروبارية العنصرة، نجدها في هذه الأيقونة:
- الصيادين هم الرسل، المسكونة تتمثّل بالشيخ الذي يقف في الوسط، والروح القدس بالألسنة النارية الهابطة من فوق." أسكب عليهم روحي- يوئيل". ومعمودية الروح القدس تنشئ ولادة جديدة: الروح القدس في البشارة، كانت نتيجته ولادة المخلّص، وأما الآن فهي ولادة الكنيسة.