ولم يطل الوقت حتى بلغ خبر تيموثاوس أذني الحاكم أريانوس. هذا كان يضطهد المسيحيّين بعنف، لاسيما بعدما قرر الإمبراطور ذيوكلسانوس (384 – 305) ملاحقة المسيحيّين ومعاملتهم بقسوة آملاً في عودتهم إلى الوثنية.
قُبض على تيموثاوس، ولم يكن قد مرّ على زواجه سوى عشرين يوماً، واستيق إلى أمام أريانوس فأمره بإحضار الكتب المقدّسة التي يستعملها لتعليم المسيحيّين. لم يذعن شهيد المسيح للحاكم ولا خشي غضبه بل أجابه بكل جرأة: "مَن تًرى، أيها الحاكم، يُسلم أولاده، إرادياً، للموت؟ إذا كان الأب الذي يحب أولاده يخضع لناموس الطبيعة ولا يُسلم أولاده بالجسد إلى الموت، فكيف يمكنني، أنا، أن أتخلى عن أطفالي الروحيّين، وهم الكتب المقدّسة، فأسلمهم إليك؟ كلا، هذا لن يحدث أبداً! وإني لمستعد أن أموت على أن أطيع أوامرك".
فلما سمع الحاكم جواب تيموثاوس أمر بإنزال العقوبات به، فاستبان، بنعمة الله، صبر القدّيس وحُسن اتكاله على الله. وقد جعلوه على دولاب يدور فوق مسامير فمزّقوا لحمانه. في كل ما حدث له كان القدّيس يصلّي. ذهنه كان عند ربّه ولسان حاله: "الرب معيني فلا أخشى ما يصنع بي الإنسان" (مز6:117). "لست أخشى شرّاً لأنك أنت معي" (مز4:22).
بلغ خبر تيموثاوس مافرا زوجته وعدداً من المسيحيّين فجاؤوا إلى الموضع الذي كان يُعذب فيه.