رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
.. هكذا هي طرق الله في التدبير .. أن الأمور التي تضرّنا هي بعينها التي تنفعنا ..! طرق الله في التدبير أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا ( تكوين 50: 20) هكذا هي طرق الله في التدبير .. أن الأمور التي تضرّنا هي بعينها التي تنفعنا .. ظن أولاد يعقوب أن يوسف سينتقم لنفسه بعد موت أبيهم ويرد لهم الشر أضعافًا .. فكان رد يوسف على هذا الأمر في نبرة لا تخلو من مخافة عظيمة: هل أنا مكان الله!! .. وفي وداعة وترفّق راح يطمئنهم أن “لا يخافوا .أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيّب قلوبهم” (تك 50: 21) .. فهل القلب الذي لم يحتمل توسل إخوته بل راح في لطف يطمئن قلوبهم ويعدّهم بإعالتهم هم وأولادهم .. سيأخذ مكان الله في دينونة إخوته ؟! .. وهنا دعاهم يوسف أن ينظروا حولهم: هل كنا نحلم بمثل هذا الخير وهذه المكانة التي وصل لها أسباط بني إسرائيل في مصر بسبب الشر الذي فعلتموه بي وألقاؤكم لي في البئر .. وأباع مثل عبد في أرض مصر .. وأخدم في بيت فوطيفار ثم ألقى في السجن .. هذا التسلسل في أحداث الشر يستخدمه الله ويحولّه إلى خير .. فعوض الفناء الذي كان سوف يحدث بسبب مجاعة عظيمة يستبقي الله شعوب كثيرة أصبحت مديونة لأسرة بني إسرائيل التي خططت ونفذت هذا الشر .. أحكامك عظيمة جدًا يا رب فأخطاء قد تبدو بسيطة تصل إلى خلاص شعوب! ثقافة الأنتقام لو كان يوسف يُجيد ثقافة الانتقام لكان قد انتقم لنفسه من امرأة فوطيفار فور خروجه من السجن .. لكن يوسف قد اعتاد أن يترك كل الأمور في يد الله ولا سيما حقه المُهدر وكل ظلم يلحق به .. فيد الله تحوّل كل شر إلى خير .. وكل ظلم إلى عدل .. وكل قهر إلى نجاح وتميز .. وكل لعنة إلى بركة .. هو اختبار عظيم مر به يوسف .. فكل شر كان يدّخره له من حوله كان الله يستبقي له خير في المقابل “ ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده.” (رومية 8: 28 صعد على صليبه ليغفر لصالبيه هنا موقف يوسف يذكّرنا بموقف السيد المسيح حين صعد على صليبه ليغفر لصالبيه .. الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة حسدوا يسوع وأرادوا فناؤه .. فحوّل شرهم إلى خير كان لخلاص كل البشرية .. قديمًا أيضًا آدم وحواء فعلا شرًا فحول الله هذا الشر إلى خير فتجسد وكان فداءًا لكل الإنسانية .. وفي كل جيل تأتي مؤامرات ودسائس فيستخدمها الله لخير الكنيسة وخير أولاده ولمجد اسمه .. حين نترك كل الأمور في يد الله ولا سيما الشر الذي يقتحم حياتنا .. ونصرّح لذاوتنا أننا لا ننتقم أبدًا لأنفسنا “لي النقمة أنا أجازي يقول الرب” (رو 12: 19) .. قصة حياة يوسف مليئة بمواقف النجاح والتميّز حتى وصل للمركز الثاني في مصر بعد فرعون .. لكن تعظّم شأنه أكثر وازداد مهابة في عين إخوته حين صفح عن ذنبهم .. حين لم يُرد أن يقابل الشر بالشر وسلّم كل الأمور في يد الله التي حولت كل شر لحق به إلى خير عظيم ومكانة مهيبة ..! |
15 - 11 - 2016, 09:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: أنتم قصدتم لي شرًا
ميرسى ربنا يفرح قلبك
ويبارك تعب محبتك |
||||
16 - 11 - 2016, 10:11 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أنتم قصدتم لي شرًا
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
16 - 11 - 2016, 09:11 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: أنتم قصدتم لي شرًا
رينا
مارى ميرسي كتير على مروركم الغالى |
||||
|