رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنطقة في عصر ترامب.. السعودية عدو لأمريكا.. ومصر «صديق وفي» وجه المنطقة سيتغير| أمريكا ستستعيد عداوة إيران.. وداعش إلى زوال.. و"الله" الملاذ الأخير للإخوان بعد أوباما بالتأكيد تتأثر المنطقة العربية بتغير الرئيس الأمريكي، فما بالك لو كان التغير من النقيض "أوباما" للنقيض "ترامب"؟ فحاكم البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب، والذي نجح قبل ساعات على حساب هيلاري كلينتون، بنى حملته الانتخابية كاملة على انتقاد سياسات الرئيس السابق باراك أوباما، وتبني رؤية مغايرة لها تماما. السعودية.. أول المتأثرين ستكون دول الخليج وعلى رأسها السعودية أول المتأثرين بقدوم ترامب، لذلك ما إن فاز حتى غرد الكاتب السعودي القريب من دوائر الحكم، جمال خاشقجي، قائلًا "فوز ترامب مسألة جادة ولا يجوز تبسيطها بقول: وما الفرق بينهما؟.. ثمة فرق ولذلك اهتزت الأسواق وانتاب العالم القلق، بالتأكيد سنتأثر نحن أيضا". وكان الأجدر بخاشقجي أن يقول "وسنكون نحن أول المتأثرين". ففي مقابلة أجرتها صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية مع ترامب حول الخطوط العريضة لسياسته الخارجية حال نجاحه، قال إنه ربما يلجأ إلى سياسة مقاطعة النفط السعودي ودول خليجية أخرى، وأشار إلى أنه يمكن أن يلجأ لتلك السياسة في حالة عدم قيام الرياض ودول أخرى في الخليج بإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، أو أن تقوم تلك الدول بسداد فواتير مالية لواشنطن من أجل محاربة تلك الجماعة الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة العربية. وسخر ترامب من السعودية، قائلًا: "لا أعتقد أن السعودية تستطيع البقاء إذا لم تقم الولايات المتحدة بدورها في حماية المملكة". إيران هي الصفقة هل تحارب السعودية حقًّا داعش؟ يبدو ذلك مستبعدا، فالجيش السعودي بالكاد يحارب الحوثيين في اليمن، وحتى ذلك لا يستطيع أن يفعله وحيدًا، فيضطر للاستعانة بجيوش أخرى! فهل تدفع السعودية الأموال لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة؟ هذه قد نراها في عصر ترامب.. ولكن ما المقابل؟ يبدو أن السعودية قد تتوقف عن مشاكسة إيران في الفترة المقبلة، فأمريكا ستقوم بهذا الدور. ومعروف عن الرئيس الأمريكي الجديد عداوته الشديدة لإيران، وعندما أصدر بيانا في إبريل الماضي عن خمسة أخطاء كبرى لإدارة أوباما للسياسة الخارجية، اختار أن يتعلق الخطأ الأول بإيران، فقال ترامب: "الخطأ رقم 1 هو التحالف مع إيران على حساب حلفاء أمريكا التقلديين. وخسارة ثقة حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، حتى أصبحت إيران قوة عظمي في المنطقة". وعن علاج هذا الخطأ "الأوبامي"، أشار ترامب إلى أنه حال نجاحه لن يسمح "مهما كان الثمن أن تمتلك إيران القنبلة النووية.. لن أسمح أن تكون قوة نووية.. أو حتى قوة عظمي في المنطقة.. وسأتحالف في هذا الشأن مع من يبدي استعدادا حقيقيًّا لهذه المعركة".. نعم وصفها ترامب بالمعركة.. وهنا قد تلتقي السعودية مع ترامب في نقطة واحدة ويعاد توزيع الأدوار.. السعودية تحارب داعش، وأمريكا تتولى شأن إيران. لا داعش بعد اليوم.. ولا إخوان أيضًا! في عهد أوباما حاربت أمريكا داعش على استحياء، وأحيانا كانت تحاربه بيد، وتعطيه السلاح باليد الأخرى، أما الإخوان والجماعات المتطرفة التي تبدو كأنها معتدلة، فكانت أمريكا تدعمها. هذا في زمن أوباما. لكننا الآن في زمن ترامب. الرجل الجديد للبيت الأبيض يعادي داعش بشدة.. وبنفس الشدة يرفض الجماعات المتطرفة التي تبدو كأنها معتدلة! مثل الإخوان. لذلك أعلن دونالد بوضوح الحرب علي "داعش وأمثال داعش" هكذا قالها.. وهل ينطبق وصف "أمثال داعش إلا على الإخوان؟ ولنتأكد سنتابع باقي تصريحاته.. قال ترامب في إبريل الماضي إن "داعش لن تكون في عهدي بأي حال من الأحوال.. كما سيتم تحجيم وحصار الإسلام السياسي المتشدد والراديكالي.. وسأتحالف مع أي قوة تحارب معي معركة داعش والإسلام السياسي المتشدد والراديكالي، سواء كانت هذه الحرب علي الأرض الأمريكية أو خارج الأرض الأمريكية".. إذن الرجل ليس ضد تنظيم بعينه، ولكنه ضد كل معتنقي الإسلام السياسي الراديكالي المتشدد، وكررها أكثر من مرة، بل سخر من سلفه قائلًا "أوباما يعلن الحرب علي داعش وعلي الإسلام السياسي المتشدد، لكنه لم يحدد حتي الآن أسماء المنظمات"، ومن المعروف أن الولايات المتحدة لم تصنف الإخوان كمنظمة إرهابية طوال عهد أوباما. ذعر الإخوان من نجاح ترامب ظهر في تصريحات القيادي بالجماعة جمال حشمت، والذي قال عقب إعلان نجاح دونالد: "الأمر يحتاج من الجميع حسن التوجه إلى الله لإعادة الحسابات، بعيدا عن الفرقة والخلاف"، فالله هو الملاذ الوحيد للجماعة بعد رحيل أوباما، ملاذهم السابق! والآن.. ماذا عن مصر؟ صباح اليوم، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول المهنئين لترامب على فوزه برئاسة أمريكا.. لكننا لم نكن في حاجة إلى تلك المعلومة لندرك شكل العلاقات المصرية الأمريكية في عهد ترامب. فقد قال دونالد من قبل إن أمريكا ستتحالف بقوة وحسم مع أي نظام يحارب المستشددين الإسلاميين، سواء في داعش أو غير داعش.. وأردف "ومصر تحارب الإرهابيين والمتشددين، وعلينا أن نساعدها في ذلك". السيسي دعا ترامب –اليوم- لزيارة مصر؟ لو كنت تابعت ما قاله دونالد للرئيس المصري في سبتمبر الماضي، لأدركت أن دعوة الزيارة متوقعة. بحسب ياسر رزق، في مقاله بالأخبار بتاريخ 20 سبتمبر الماضي، فقد قال ترامب للسيسي: "سيادة الرئيس.. أنا من كبار المعجبين بك وببلادك.. إنني أقدر ما فعلته وما قام به شعب مصر من أجل الدفاع عن دولتكم من أجل مصلحة العالم بأسره"، وأضاف الرئيس الأمريكي الحالي أثناء لقائه بالرئيس المصري خلال وجود الأخير في نيويورك: "ستجدون أمريكا فى إدارتى ليست فقط حليفا لمصر، وإنما صديق وفي يمكنكم الاعتماد عليه في الأيام والسنوات المقبلة". الأهم من ذلك أن ترامب سبق وأن وجه لومًا شديدًا إلى إدارة أوباما وشريكته في الحكم هيلاري كلينتون، لأنهما "أشعلا منطقة الشرق الأوسط ودفعاها إلى الفوضي الشاملة، وحاولا فرض نموذج واحد للديموقراطية".. لاحظ هنا أن ترامب استعمل نفس تعبير السيسي، الذي دائمًا ما يطالب الغرب بعدم فرض مفهومه للديموقراطية.. فهل دونالد هو الآخر يؤمن بأن هناك أكثر من مفهوم للديموقراطية؟ الإجابة الواضحة تكمن فيما أعلنه ترامب من قبل: "لن نعمل على فرض النظام الديموقراطي الغربي أو القيم الديمقوقراطية الغربية على العالم الخارجي، بل سنعمل علي تعزيز قيم وسلوكيات الحضارة الغربية فقط.. وهذا يكفي لصنع السلام الثقافي مع العالم الخارجي". يبدو أن العلاقات المصرية الأمريكية ستتغير تماما تماما في عصر ترامب. نقلا عن اليوم الجديد |
|