جاء في الإنجيل المقدس «لما كنا ضعفاء، مات المسيح من أجل الخاطئين في الوقت الذي حدده الله. وقلما يموت أحد من أجل إنسان بار، أما من أجل إنسان صالح، فربما جرؤ أحد أن يموت. ولكن الله برهن عن محبته لنا بأن المسيح مات من أجلنا ونحن بعد خاطئون.»… ا
اخوتنا الأحباء، من الناحية المنطقية، فموت السيد المسيح ليس بالشيء الجميل، بل هو بكل بساطة عملية قتل شخص بريء على يد أشخاص ارادوا التخلص منه! ويستغرب الأخوة غير المسيحيين كيف أن الشخص المسيحي يفتخر بالصليب وبموت السيد المسيح؛ لا بل حتى الإنجيل المقدس يقول: حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح!… ولمعرفة سبب هذا الإفتخار والمحبة، علينا أن ننظر الى الأمور من وجهة نظر السيد المسيح نفسه. فلو فعلنا ذلك، لوجدنا أن ما قام به السيد المسيح ببساطة هو أنه ضحى بحياته من أجلنا، وليس أنه مات غصب عنه او لأنه أذنب في شيء نهائياً؛ بل تماماً كمحب أخذ مكان محبوبه لأن محبوبه حُكم عليه بالموت؛ فالسيد المسيح هو المحب، ونحن محبوبيه. فكلنا كبشر خطاة وسيكون مصيرنا جهنم في نهاية الحياة، لأن الله كلي القداسة والنقاوة ولا يرضى بالخطيئة؛ والنقاوة من الخطيئة لا تعني ارتكاب الخطايا ثم التوبة عنها، بل تعني عدم ارتكابها اساساً. فاعمالنا الصالحة ليست ولا بقليل كافية لتجعلنا ندخل الحياة الأبدية… فما فعله السيد المسيح هو أنه جاء وأخذ العقاب عنا، عقاب الموت؛ فمات هو بدلاً منا ودفع ثمن خطايانا… اي أنه افتدانا بحياته، وهذا هو معنى اسم يسوع: معناه مُخلّص او فادي. فبعد أن نفهم الأمور بهذه الطريقة، لا نعد نرى موت السيد المسيح على أنه عمل قبيح او لا يليق بمكانته… بل نراه على أنه اعظم عمل محبة في تاريخ البشرية كلها! فنحن لا صالحين، ولا مستحقين، ولا مقدرين للنعمة العظيمة التي وهبنا اياها السيد المسيح بموته على الصليب. فصليب السيد المسيح هو رمز محبة الله لنا، وهو الوسيلة التي بها ننال بها الحياة الأبدية؛ ولهذا فهو فخر كل مسيحي. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في رسالة رومة ٥ : ٦
