ماذا تفعل عندما ترى أُناس شكلهم مختلف من حيث المظهر وما قرروا أن يرتدوه سواء كان ملابس مُلفتة ،وشم ،أو حلقان متنوعة في أنفهم أو ماشابه؟كيف تراهم؟ ما هو أول رأي يقفز إلى ذهنك؟
عين جارحة:
كنت عندما أركب المترو وأشاهد بنات غريبة اللبس أو الهيئة عموماً كنت أتفحصهم بالكامل بطريقة مهينة ليس لأنني أتفحص جسدهم بل تحمل نظراتي ما معناه :” نزلت من بيتك اليوم تصطادين رجالاً” كان حكمي مؤلما وظاهراً جداً لشخص على الأغلب يتعرض لإهانات لا حصر لها يومياً، كنت أظن أن مكنونات أفكاري لن تصل إليهم لتجرحهم مادمت أنظر بعيداً فور قفز هذه الأفكار لذهني ولكن علمت أنهم يشعرون بكل شيء ولم أكن أعلم لماذا؟
بعدما تعرفت أكثر على الرب وعلى كم هو حنون ورؤوف فاحص القلوب والكُلي وليس المظاهر كما تفعل عيني المؤلمة عرفت كيف ينظر هو لهؤلاء ومن هنا علمت أمرين:
أني شخص شرير جداً
وعلمت لماذا يستشعرون أي إهانة، هم يستشعرون أي إهانة لأنهم ببساطة مجروحين طوال الوقت من النظرات المؤلمة ومادمت لم أُكِن أنا نظرة مريحة لهم فما هو تصنيفي إلا شخص مُحتقر لهم مع الباقين؟!
رد الرب:
الرب يفحص ما بالداخل هو يعرف كيف ينظر وإلى ماذا ينظر هو يعلم ما سبب كل تصرف صادر من أي إنسان وهو ما فهمته فيما بعد حين قال لي بطريقة خاصة: “هم مكسورين منبوذين مكروهين فاقدين القيمة ولا يعلمون من هم وكم أحببتهم ولا كيف أراهم … تماماً كما ذُهلت أنت أيضاً عندما فهمت لماذا لا أصب أنا جامات غضبي عليك عندما تفعل أمور لا تليق فأنا أفهم قلبك تماماً أنه أمين ويجتهد في أن يتغير وأعرف تفاصيل ما ممرت به من يوم ولدت فرفقاً بهم!!! “.
تغير سلوكي تماماً تجاههم فبدلاً من نظرة قصيرة مؤلمة كنت عندما أرى الناس تنظر بتفحص شديد لشخص أفهم من دخل من الباب فأنحني وأصلي لمن أمامي لكي يجد الشبع في الرب وإن شعرت أني سأكون نظرة راحة لهم ومنفذ على الرب كنت أرفع عيني وإن كان غير ذلك فلا أرفع رأسي أبداً.
الرب يرى القلب ويرى كيف نحتاج للقيمة والحب والبعض من هول ما مروا به عندهم إستعداد ليستسلموا لليأس بحثاً عن القيمة مهما كان الألم الناتج بعدها
عزيزي كن شخص مريح لمن حولك في الرب فقد عانوا بما يكفي فلتكن واحة وراحة أو فلتمتنع تماماُ عن هؤلاء الأشخاص المستنزفين للنهاية.