![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا ويكليف
![]() لما أدرك الشيطان أن نيران الإضطهاد لاتزيد الكنيسة إلا لمعاناً وقوة فى الشهادة لسيدها، لجأ إلى الخداع بجعل الكنيسة صديقة للعالم مُستخدماً رضاء الأباطرة والعظماء وعطفهم على الكنيسة الذى جعل رجال الدين فى ذلك الوقت يضعون يدهم فى يد العالم ويتحدون معه وينخدعون بتملقاته. وسرعان ماغزت المبادئ العالمية الكنيسة وظهرت كثير من التعاليم الغريبة التى أدت إلى إغفال نعمة الله، وتعظيم الذات. واتجه الكثيرون منهم إلى مُضاعفة ثرواتهم، متجرين بأمور الدين. وكان لابد فى هذه الحالة من مقاومة عمل الرب وتحريم قراءة الكتاب المقدس ليبقى الشعب أعمى، وحاربوا كل من فتح الرب ذهنه على المكتوب واتهموه بالهرطقة. والتاريخ ملئ بالفظائع التى ارتُكبت فى ذلك الوقت ضد رجال الله الأمناء والتى فاقت الإضطهادات التى لاقوها على يد الوثنيين، حتى ساد الظلام وعمَّت الخرافات. ولكن هل يترك الرب نفسه بلا شاهد؟ حاشا. بل بقيت نعمة الله عاملة فى شهوده الأمناء الذين شهدوا للرب ولنعمته حتى فى أحلك أوقات الظلمة. ومن هؤلاء الشهود: يوحنا ويكليف» ولادته ونشأته وُلد من أبوين فقيرين بمقاطعة يوركشير بانجلترا عام 1324 م ولكنه وصل فى تعليمه إلى جامعة اكسفورد وتعلم على يد عالم تقى هو توماس برادو اردين الذى منه استقى آراءه عن عمل النعمة وعدم وجود أى استحقاق بشرى فى أمر الخلاص كقول الكتاب «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كى لايفتخر أحد» (أف 2: 8،9) وقد تقدَّم ويكليف بسرعة ليس فى العلوم المدنية فقط لكن فى دراسة كلمة الله بمعونة الروح القدس وكان متضلعاً فى اللغتين اللاتينية والإنجليزية، وجاهد فى المُناداة بالإنجيل بلغة القوم العامة. بدء الخدمة حوالى عام 1349 م انتشر وباء الطاعون فى انجلترا وفى كل المسكونة وحصد حوالى ربع السكان مما ملأ قلب ويكليف بالمخاوف واستنتج أن يوم الدينونة على الأبواب فقضى فى صومعته أياماً وليالى فى صلوات حارة طالباً الإرشاد الإلهى خرج بعدها وقد امتلأ قلبه بالسلام الكامل من كلمة الله، مُبشراً بكل غيرة وأمانة بالإنجيل حتى لُقب «الدكتور الإنجيلى» . ولكن الذى أكسبه الشهرة فى اكسفورد هو مقاومة الأنظمة الفاسدة فى الكنيسة ، وضرب ويكليف بشدة على أصل هذا الشر. فى سنة 1361 إنتُخب ويكليف أُستاذاً بإحدى الكليات وبعد ذلك بأربع سنين انتقل إلى كانتربيرى وصار موضع احترام الجميع لمعرفته الدقيقة بالمكتوب وطهارة حياته الخاصة وشجاعته فى الحق وفصاحته كمبشر وكان ينادى بالخلاص بالإيمان، بالنعمة بدون أى استحقاق بشرى، وذلك كان متعارضاً تماماً مع المفهوم السائد فى ذلك الوقت وأعلن أنه ما من قانون دينى يمكن أن يكون له قوة إذا كان متعارضاً مع كلمة الله، مما جعل البابا والكرادلة يخافونه ويتتبعون أعماله بدقة. وفى عام 1372 إرتقى ويكليف إلى رُتبة دكتور فى اللاهوت مما أعطاه الحق فى إلقاء المحاضرات العامة كما كان يُحاضر الطلبة فى جامعة اكسفورد وكان له تأثير صالح على عقول وقلوب مئات الطلبة الذين كانوا يتزاحمون على محاضراته والذين كانوا بدورهم يذهبون كمعلمين متجولين حاملين نفس البذار الثمينة المباركة. عمل وجهاد واضطهاد عكف ويكليف على الوعظ ونشر النبذ الروحية الواضحة بين جميع الطبقات وكان مما يقوله «إن انجيل الرب يسوع المسيح هو المصدر الوحيد للدين الصحيح» وكان لتقواه وطهارة سلوكه إلى جانب مُناداته بالحق أن اجتمع حوله جمهور عظيم. وصل ويكليف إلى مركز سامٍ وكان الملك مُتعاطفاً معه وقد عيّنه رئيساً لجامعة لاتروث فى عام 1375، على أن الأخطار كانت تتجمع حوله وتهدده من نواحِ أخرى بعد أن أثار غضب البابا والرؤساء الدينيين الذين اتهموه بالهرطقة وأعلنوه بالحضور أمام المجلس التأديبى. فخضع ويكليف وحضر المجلس، ولكنه تلقى عوناً من يوحنا دوق لانكستر واللورد برسى قائد انجلترا العام وهكذا أصبح ويكليف حراً مرة أخرى بعد أن نجا من العقاب الشديد أو الموت حرقاً الذى كان يخططه له أعداؤه. استمر ويكليف يكرز ويعلم الشعب بغيرة وشجاعة لم تَقَلاَّ عن الأول، واستُدعى مرة أخرى للوقوف أمام نفس المندوبين البابويين ولم يكن بجانبه هذه المرة أحد بل كان متكله الله الحى وحده وبطريقة عجيبة أنقذه الرب أيضاً من أيديهم فعاد إلى أعماله الأولى وأنشأ فرقة من المبشرين المتجولين يطوفون البلاد المختلفة مُنادين بإنجيل المسيح مُعتمدين على الرب فى تسديد أعوازهم . ويكليف والكتاب المقدس على أن أعظم أعمال ويكليف كانت ترجمته للكتاب المقدس للغة الإنجليزية. وكان كلما أنهى ترجمة جزءاً سلَّمه بسرعة إلى النُسّاخ حتى انتشر الكتاب انتشاراً واسعاً بين جميع الطبقات مما كان له أعظم الأثر على عامة الشعب فقد استنارت العقول وخلصت النفوس وتمجد الله. وقد حاول الإكليروس إصدار تحريم لنشر الترجمة الإنجليزية ولكن فشلت هذه المحاولة الآثمة وانتشر الكتاب فى طول البلاد وعرضها بواسطة المُبشرين المتجولين. وبعد أن اجتاز ويكليف ضيقات كثيرة وتهديدات عديدة وبعد أن أنقذه الرب من السجون والموت حرقاً، سمح الرب له أن يغلق عينيه فى سلام ورقد فى الرب فى آخر يوم من سنة 1384 |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي على مشاركتك الجميلة مرمر
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
![]() |
![]() بركة صلاته تكون معانا
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ."
ربنا يبارك خدمتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من جهود ويكليف في الإصلاح |
جون ويكليف | من كلماته عن الكتاب المقدس |
من آراء جون ويكليف | هاجم البابا هجومًا عنيفًا |
جون ويكليف |
من المصلحون في أوربا | جون ويكليف (1328-1384) |