الأرثوذكسيّ يعيش بالروح والحقّ
![الأرثوذكسيّ يعيش بالروح والحقّ](https://images.chjoy.com//uploads/images/ch-joy.com-9fbb32f4e2.jpg)
معرفة الحقيقة الأرثوذكسيّة ليست نظريّة إنّما طريقة حياة نعيشها في حياة الكنيسة الليتورجيّة. لهذا، حياة التقوى الكنسيّة مرتبطة بالعقيدة. إذا كانت عقائدنا مستقيمة فإيماننا كلّه يكون مستقيمًا، والإيمان المستقيم يحفظ حياة التقوى من الانحراف والتغيير. بتواضع نؤمن، أنّ الجهاد الروحيّ والحياة الروحيّة، هما خاصيّة الأرثوذكسيّة التي حفظتهما من أي انحراف أو تغيير.
إنّ التقليد الأرثوذكسيّ هو تقليد تطهير القلب، عبر جهاد قاس ضد الأهواء التي تقف حاجزًا بيننا وبين معرفة الله الحيّ. إنّه تقليد الحياة النسكيّة التي تُميت الخطيئة في القلب وتجعل الإنسان قادرًا على حمل نير المسيح ومعاينة مجده. النسك، من صوم وصلاة وأسهار وتطبيق وصايا المسيح، هم في النهاية الوسيلة الوحيدة لبلوغ معرفة يقينيّة للإله الحيّ بمشاركة فعليّة للنفس والجسد. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس: «إنّ قول شيء عن الله لا يُعادل لقاء مع الله» (الثلاثيّة الأولى، 3، 42). بمقدار ما نتنقّى من نزعاتنا الفاسدة بهذا المقدار ندخل بعمق أكثر في سرّ الأرثوذكسيّة التي حفظت لنا إلهنا حيًّا. فالهراطقة قتلوا هذا الإله الحيّ وحوّلوه إلى صنم.
التكبّر الّذي كان علّة سقوط الإنسان الأول، يبقى إلى الأبد علّة السقوط المستديمة. وكلّ هرطقة علّتها المخفيّة هي أولاً التكبر. أمّا الأرثوذكسيّة فهي كمسيحها، لا يمكن لأحد أن يقبلها إلا بالتواضع. المتواضع يقبل الحقيقة دون أن يثور عليها لأنّها تُخالِفُ آراءَه ومعتقداتِه. المتواضع الحقيقيّ يبحث عن الحقّ فيجده لأنّ الربّ لا يدعه يضلّ ويخسر خلاصه.