موهبة الالم

[walaa farouk]

تخيل معايا كدة لو كان ربنا إستجاب لبولس وشال الشوكة من جسده زي ما طلب..
تخيل لو كان ربنا طاوعه وريّحه من الألم اللي ملازمه دايماً ده..

وبعدين هي صعبة ربنا يشيل الألم يعني؟ ده ربنا !!!
وده بولس الخادم العظيم، يعني مش هايغلى عليه الطلب ده ولا ايه؟
وهو يعني لازم الألم والقرف في الحياة؟
ماينفعش نعيشها كدة مرحرحين مستريحين عادي زي باقي الناس؟

نرجع للسؤال اللي فوق تاني، عارف بقى كان هيحصل ايه لو الألم اتشال من حياة بولس؟

ببساطة مكانش هايبقى "بولس".. الخادم العظيم اللي تلمذ آلاف في حياته، وملايين تانية بعد ما مات.. مكنش هايبقى بولس اللي عايشين على كتاباته ولسه بنكتشف في أعماقها حتى بعدها بألفين سنة.. مكنش هايكمل خدمته بنفس الطاقة والنعمة اللي ربنا ادهاله.. مكنش هايفضل شايف نفسه "أصغر جميع القديسين"، كان هايبقى مرتاح متكبر.. بيخدم بدراعه.. شايف نفسه.. يعيشله كام سنة ويموت بعدها ولا حد يسمع عنه حاجة ولا يفرق في حياة حد.

بس أشكر ربنا أنه مطاوعهوش في طلبه ده.. أشكره انه ماريحوش على الأرض.. لأنه كان هايضيع في السماء..

وأشكره في حياتي الشخصية أنه بيفوت صلوات كتير، ويطنش طلبات كتير كنت هاضيع لو اتحققت.

أشكره أنه بيسكت أحياناً، وأحياناً بيختفي من المشهد.. بس عشان أحس بحجمي الحقيقي، واعتمد على نعمته، وأفهم أن قوتي مش في دراعي لكن في علاقتي بيه.

أشكره على الألم اللي ماتشالش بس قربني منه، والإحتياجات اللي ماتسددتش بس عرفتني اني ممكن أعيش من غيرها، واتأكدت وقتها فعلاً أن "الحاجة الى واحد".

أشكره على كل مرة صرختله عشان يشيل الظروف الصعبة وكان رده بس "تكفيك نعمتي"، لأني أدركت وقتها أني قوتي مش في ظروف مريحة وحياة سهلة، قوتي بس بنعمته (حتى وأنا ضعيف).

أشكره على "عصا التأديب" و"موهبة الألم" و"الشوكة في الجسد"، لاني من غيرها كنت هاكسب كل حاجة، وأخسر نفسي.. وأخسره.

أشكره انه مش عايزيني أكون شخص عادي زيي زي اللي حواليا، عايزني أبقى زي يسوع.. وبيستخدم كل الطرق اللي توصّلني لكدة.. حتى "الشوكة في الجسد".