"منحوتة رجل"
كَتَبْتني قصيدةً وقلتِ لرجلٍ
اختصَرتِ فيه كلَّ الرجالْ
هو ذاكَ الشرقيُ الذي يرى
في قصائِدِ العشقِ ساحاتَ قِتال....
عيناهُ قوسُ قزحٍ
وامتدادُ الزمنِ في ملامِحِه خيالْ
هي خيالاتُ الدنيا تقبّل شفاهَهُ
وتعلمُ أن الوصولَ لِما ورائِها محالْ
في راحةِ يديهِ ترتاحُ الطيورُ
بعدما أمضت أعوامَها في الترحالْ
وعلى أنامِلِه القاراتُ الخمسُ
تتسابقُ في صخبِها من دون اعتدالْ
شِعرُهُ رقصةُ الموجِ
ولونُ الشعر ليلُ النجاوى
وحوريةٌ تختالْ...
هو كالنظرات الصامتة التي
تُجيبُ على سؤالٍ
وتطرَحُ ألفَ سؤالْ !
طافَت بنا ليالي الهوى
حتي لي أصبحتِ الوجود،
ورحلتِ دونَ وداعٍ
كحبٍ هاربٍ من سجلِّ الخلودْ...
تهتُ في الوعودِ
ما كنتُ أعلَمُ أنَّ
عُمرَ هواكِ حباتٌ...
وأنكِ البارحة أكلتِ
آخر حبةٍ في العنقودْ !
تهتُ أتسابقُ مع طيفٍ لا أراه...
وموسيقى لا أسمعُها...
وكلماتٍ لا أكتبها...
مع حواسٍ تذهبُ
وأخرى تعودْ...
ما كنتُ أعلمُ أنهُ
في فصلِ الخريفِ
تتعرّى الكذبةُ
وتذبُلُ الورود...
وأن ما أوهمتني بهِ
كان حباً غيرَ موجود...
وأنني بطلٌ في أوراقِكِ فقط
وكلماتِكِ فقط...
وأنَّ من اختصرتِ بهِ كلَّ الرجال
كان منحوتةً معروضَةً
في متحفٍ عربيٍّ جوّالْ !