دموع أم
نظرت إلى ابنها طويلاً ثم هتفت فيما بينها وبين نفسها قائلة: هذا ليس ابني. أهذا الذي ربيته أنا والذي كان أقرب أولادي
إليّ ؟ ما الذي حدث ؟ لماذا هذه القسوة كلها من أين أتى بها. من غيّر قلبه من جهتي. حتى الكلمات التي يتلفظ بها غريبة عليّ،
بل غريبة عليه هو...قلت لأب اعترافه فنصحني بأن أطيل أناتي عليه، وفعلت كما أمرني ولكنه آخذ في التمادي. أبكي أمامه فلا
يأبه لبكائي، يقول أنني ألاحقه بالأسئلة والاستفسا ا رت، نعم هذا يحدث ولكن أليس من حقي أن أطمئن عليه. غدا يصبح أباً
وسيشعر بكل مشاعري الآن، ولكني لا أريد أن يعاني من أولاده مثلما عانيت أنا منه.
ليت كل من يقرأ كلماتي هذه على موقع الإيبارشية يوجه رسالة إليه ويخبره أنني الوحيدة التي تحبه أكثر من نفسها، وحتى
رغبتي في تفوقه ليست لكي أتباهى بهذا فقط، وانما لأن سعادته تسعدني. لقد بدأ يأكل خارج البيت، ويغلق حجرته على نفسه ولا
يتكلّم معنا إلاّ ناد ا رً. فهل هذه ما يسمونها المراهقة ! هل سريعاً ما تمرّ ويعود كما كان ابني الحبيب ؟ ليته يعود.