رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البعض يكره الانتظار البعض يكره الانتظار ويبغضه ويستثقله . يقولون وقوع البلاء اهون من انتظاره . هذا في انتظار البلاء والشقاء لا الفرج والهناء . انتظار الفرج فرح ، انتظار الهناء سعادة . حين تقدم ابونا يعقوب لزواج راحيل ابنة خاله ، كان مهرها سبع سنوات يخدم فيها خاله . سبع سنوات طوال . لم تكن في نظره ِ طوال . يقول الكتاب المقدس : " وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا." ( تكوين 29 : 20 ) ينتظر محبوبته ، وانتظار الحبيب ، محبوب . الحب يطوي السنين ويقصّرها ويجعل الانتظار حلوا ً مقبولا ً . انتظار الفرح يجعلنا نعيش الفرح المنتظر كل ايامه ونحياه . ونحن في انتظار مجيء المسيح ثانية ً ، نرى ايام الانتظار قليلة ولذيذة . يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين 10 : 37 " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " وقد أكّد الملاكان للرسل ولنا وللعالم أمر مجيئه ، فقالا : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ . " ( اعمال 1 : 11 ) وكل مؤمن ينتظر هذا المجيء ، الرجاء المبارك بسعادة ٍ وفرحة . ومهما طالت فترة الانتظار فهي قصيرة بالمقارنة بابدية اللقاء الذي لا ينتهي . رجاء الشركة مع المحب الفادي ، وقضاء الابدية في رفقته ، يجعل سنوات الانتظار كأيام قليلة . وفي سنوات الانتظار نعيش اللقاء ، نتصور ، نتخيل ، نحلم ، نرسم ، نستعد . فيلذ الانتظار ويحلو ويخف ويبدو جميلا ً رائعا ً . انتظار الفرح يجعل ما حولنا مفرحا ً . انتظار الفرج يجعل كل الضغوط خفيفة ً محتملة . فنسعد بالانتظار سعادتنا باللقاء ، وتبدأ شركتنا بالحبيب المنتظر من الآن . وتنظم فترة الانتظار فتلتحم بوقت البقاء الابدي معه . فاسعد بانتظارك " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " . |
|