لنطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع .. (عب12: 1،2)
ما هو الجهاد أو الركض؟ باختصار هو المثابرة في طريق الاتكال على الرب بالرغم من كل محاولات العدو لإبعادنا عن هذا الطريق. ليس شيء أغلى في عيني الرب من السلوك في الاتكال عليه وفي الخضوع لكلمته! سلوك مثل هذا هو فيض قلب خاضع متعبد للرب، هو سلوك في إنكار للذات وتكريس مستمر، لكن أيضاً في قوة وفرح الروح القدس. إن حالة قلب مؤمن يسلك هكذا تنم عن ثبات داخلي دائم. مهما يكن طريقه وسط ظروف سارة أو مُحزنة، وسط فرح أو ألم، نرى المؤمن يتقدم دائماً في ذلك الروح الوديع الهادئ، روح الانتظار المستمر لإرشاد الرب. لا تدفعه الظروف المواتية إلى التعالي، ولا المضادة إلى تثبيط الهمة.
وصورة الجهاد أو السباق يتكرر استعمالها في الكتاب، فالرسول بولس في1كورنثوس9: 24 يتكلم عن « الذين يركضون في الميدان » وواحد فقط هو الذي يأخذ الجعالة. ولكن في جهادنا الروحي يستطيع الكل أن يصلوا إلى الغرض، والمكافأة هي نصيب كل واحد، لن يخرج أحد صفر اليدين. لكن إن كان طريق المؤمن هو الجهاد، فإن عليه أن يكمل الجهاد بنجاح.
قبل كل شيء يجب أن يكون غير مثقل بأي حمل على كتفه يعوقه عن الركض. على سبيل المثال: الهموم، بسبب الظروف والأعواز، تحنينا. لذلك يقول الرسول بطرس « مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم » (1بط5: 7). فضلاً عن ذلك يوجد الكثير الذي نثقل به أنفسنا. هناك أشياء تبدو غير ضارة وليس فيها شر لكنها تعوق إظهار القوة الروحية وتمنعنا من الركض، مثل: الكفاح للوصول إلى وظيفة مرموقة، التلهف على الغنى والشهرة، ألا تعوق هذه تكريس كل قوانا للرب؟ التوسع في المشروعات التجارية مع كون المؤمن في رغد من العيش، أو قبول عمل إضافي ليس هو مُجبر عليه، هي أثقال تعوق المؤمن عن الجهاد. إن النظر إلى الرب يسوع المسيح رئيس الإيمان ومكمله، يحررنا من مثل هذه الأثقال.
« ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ». ويقول الرسول « أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع » (في3: 13،14). فالرب في المجد هو الغرض، وهو القوة الدافعة للجهاد.