عين الفخاري ويده
أنا تراب اختلط بالماء
لم أكن يومها في ذاتي شيئً
بل كنت ازداد رداءة
لكن اختارتني عين الفخاري
فكرمتني يده وامسكتني
أخذت أصابعه تشكل فيَّ
وتنزع كل حجر وحصاة
حتى ظننت: لا جدوى
نظرت لجميع الآنية حولي
هل كانت هذه يومًا مثلي؟!!
رد الفخاري حانيًا وقال:
كل واحد له جماله
استمر يعمل بكل مهارة
إنه لا يتعجل النهاية
أنا من أصابني الضيق
صرخت طالبًا إليه
ففسد الوعاء الطين
سألته خجلاً قائلاً:
سأعملك وعاء جديدً
يجب أن تكون خاضعً
سيدي:
لقد ضللت الطريق
أخضع بين يديك
إناء للكرامة اصنعني
اشفي كبريائي سيدي فصار قطعة من الطين
ولا اليوم ولا في أي حين
كلما مرت الأيام والسنين
لتصنع مني الوعاء الثمين
وعلى الدولاب قد وضعتني
تارة أراحتني وتارة أوجعتني
وشوائب في كياني شوهتني
فعيوبي بداخلي قد افزعتني
فتعجبت من مقدار جماله
فتمنيت لو أصبح مثله
إنك تختلف عنها كله
وأنت لن تكون تكرارًا له
ومرت الساعات والثواني
فالذي يهمه هو اتقاني
تلويت ورفضت عمل اليدانِ
لقد مللت وتعبت.. كفاني
الذي كان بيد الفخاري
هل اسأت في اختياري؟!!
مثلما يحسن في انظاري
حتى إن وضعتك في النارِ
وأفسدت بعنادي وعائي
اؤمن بحكمتك إزائي
حسب رضائك لا رضائي
وانزع مني كل داءٍ