الحرب ضد الهراطقة والأخطاء الفكرية للجماعات المنحرفة
أولاً: مواجهة الهرطقات فيما نتكلم عن الحب والإتحاد والسلام الكامل… يبرز للكنيسة من آن لآخر تيار غريب يهدد سلامة التعليم الأرثوذكسى وتضطر الكنيسة إلى أن تحارب هذا التيار وقد تلجأ إلى سلاح القطع والحرمان، من أجل حفظ سلام الكنيسة وسلامة التعليم…قد يتساءل البعض ألا يتعارض هذا مع تعليم المسيح الخاص بالمحبة وقبول الآخر والإتجاه نحو الوحدة والسلام؟كيف للكنيسة وهى مسئولة عن سلام العالم ومسئولة عن نشر فكر المسيح، وتعميق روح الحب كيف لها أن تحارب أشخاصاً وتطردهم وتقطعهم؟ ألا يوجد هنا شبهة قساوة وإرهاب فكرى، وتعارض مع إتجاه التجميع والإحتضان والتسامح والحب؟!!
† ولكن أيضاً هل يجوز للكنيسة أن تترك كل إنسان يفكر كما يشاء، وينشر فكره مهما كان؟ تحت إدعاء طيبة القلب والتساهل، وخلاص نفس الآخر بقبوله؟ دعنا نناقش الأمر كتابياً لنرى رأى الكتاب المقدس، وفكر المسيح من جهة هذا الأمر. خاصة وأن الكنيسة بطول الزمان لجأت إلى منهج عقد المجامع ومحاكمة الهراطقة، وقطعهم وفرزهم ونحن مازلنا نمدح أبطال الإيمان الذين شاركوا قطع الهراطقة وأمضوا عمرهم كله فى جهاد عنيف ضد الأفكار المتمردة، كمثل القديس أثناسيوس، وكيرلس وديسقوروس وغيرهم. هل أخطأ الآباء فى منهجهم هذا ولم يتوافقوا مع فكر المسيح؟!
هل علينا الآن فى عصر الحرية، والفكر المنفتح، والديمقراطية أن نغيّر منهج الآباء القدامى، ونسلك مع الهراطقة بروح جديدة، حفظاً لتواجدهم معنا فى الكنيسة ومنعاً لإستخدام سلاح الطرد والتشهير والحرمان كما يقولون…؟!