لتهتف أعماقي لك!
+ خلقتني كسائر البشر ، لكي تهتف أعماقي متهللة بك أتأمل الخليقة ، فأذوب أمام حكمتك ورعايتك وحبك! كل ما في الخليقة يشهد لعظمتك وعنايتك!
+ اعترف لك أنني أقف في دهشة ، فإنني لا أعرف حتى أسرار جسدي ونفسي وكل أعماقي! إن كنت أدهش لأسراري التي هي صنع يديك ، فكيف أعبر عن دهشتي لعظمتك وحكمتك .
+ اعترف لك إنني لا أرى حتى نفسي التي هي في جسدي ، هي سرّ لا أعرفه أنا نفسي . لكنك وعدتني أن أراك . هيأت لي قلبًا يتنقى ، فيبصرك يا خالق الكل! قدمت لي دمك كفارة عن خطاياي ، تغسل بصيرتي الداخلية ، فأنعم برؤية بهائك!
+ تدعوني أن أتعبد لك ، وأنت لست محتاجًا إلى خدمة السمائيين والأرضيين . لست تصدر أمرًا كواجبٍ نلتزم به . لكن في حبك العجيب لنا ، تود أن ننعم بحضرتك مصدر الفرح والبهجة . أعبدك فألتقي بك . تترنم أعماقي ، ويبتهج قلبي ، وتذوب عواطفي بالحب ، وينطق لساني بالتسبيح . أصير أشبه ببوقٍ لا يكف عن الهتاف . وعودٍ يعزف روحك القدوس على أوتاره . يُخرج لحنًا عجيبًا هو من عمل روحك القدوس .
+ بإرادتك تركت السمائيين ، ونزلت تبحث عن الخروف الضال . أخليت ذاتك ، وأخذت شكل العبد . قبلت الخزي والعار لكي تردني إلى المجد! احتملت الآلام حتى الصلب ، لكي تحررني ، وترفعني إلى السماء . اعترف لك أنك أنت هو الله . أنت هو الباب ، بدونك كيف أدخل إلى سماواتك؟ اعترف لك أنك خالقي . بدونك لم يكن لي وجود . أنت هو مخلصي ، وحدك تهبني الكمال . بدونك لا انعم بالصلاح ، بل يلتصق بي شري .
+ تسبيحك سند لنفسي . هو طعامها في الأبدية . به تتقوى وتنمو .
كلما تذوقته زادت حلاوته!
(قدس ابونا تادرس يعقوب ملطى)