رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان يرضع ويُرضع الكل
مار إفرام السرياني هذا هو اليوم الذي أبهج الأنبياء والملوك والكهنة ففيه تحققت كلماتهم وكملت نبوتهم لأن العذراء قد ولدت اليوم عمانوئيل في بيت لح ما نطق به إشعياء قديمًا، صار اليوم حقيقة ما تغنى به داود في المزامير، تحقق اليوم ما تحدث به ميخا يومًا ما، تم اليوم فعلاً ما تنبأ به بلعام، وجد له تفسيرًا لقد أتى إلينا النور السري، وظهر جماله بالجسد من آدم الرجل الذي لم يكن له ولادة، خرجت أمنا حواء فكم بالحري يلزمنا أن نصدق أن ابنة حواء تلد طفلاً بغير رجل الأرض البكر حملت آدم الأول الذي كان رأسًا على كل الأرض واليوم حملت العذراء البكر آدم الثاني الذي كان رأسًا على كل السماوات عصا هارون أفرخت، والعود اليابس أثمر لقد أنكشف اليوم سرّ هذا، لأن رحم البتول يحمل طفلا حملت مريم الطفل الصامت الذي فيه تختفي كل الألسن حمل يوسف من فيه تختفي الطبيعة وهي أقدم من الزمن صار العالي طفلاً، وفيه يختفي كنز الحكمة الذي يغني الكل مع أنه "العالي جدًا" إلا أنه رضع اللبن من مريم هذا الذي كل الخليقة ترضع من صلاحه عندما كان يرضع اللبن من أمه، كان يُرضع الكل بالحياة بينما كان يرتمي على صدر أمه، كانت الخليقة كلها ترتمي في أحضانه كرضيعٍ كان صامتًا، لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أوامره في السنوات الثلاثين (ثلاثة وثلاثين) التي قضاها بالجسد على الأرض كان يدبر كل الخليقة، فكان يتقبل كل تسابيح السمائيين والسفليين هو بكليته في الأعماق، وهو بكليته في الأعالي هو بكامله مع كل الأشياء، وهو بكامله مع كل منها على حدة بينما الحمل بالابن يتم في الأحشاء، كان يكَّون الأجناء في الرحم مع أن جسده كان ضعيفًا في الأحشاء، إلا أن قوته لم تكن ضعيفة وهكذا أيضًا كان جسده ضعيفًا على الصليب بينما لم تكن قوته ضعيفة على الصليب، إذ كان يحيي الموتى أنظر كيف يحرك الخليقة كلها بقدرته وهو على الصليب لأن به أظلمت الشمس، وتزلزلت الأرض، وتفتحت القبور، وخرج الأموات أنظر كيف وهو بكليته على الصليب كان بكليته في كل مكان هكذا وهو بكليته في الأحشاء، هو بكليته في كل مكان وهو يُصلب كان يفتح القبور، وهو في الأحشاء كان يكَّون الأجناء تعالوا أيها الأخوة اسمعوا بخصوص ابن الواحد السري الذي ظهر في الجسد، بينما قوته كانت مخفاة لأن سلطان الابن مطلق. الرحم لا يحده، والجسد لا يقف قدامه أحضر له المجوس مرًا (ولبانًا) وذهبًا، بينما تختفي فيه كل كنوز الغنى المر واللبان (والذهب) الذي خلقه وأوجده، أحضره له المجوس فمما له أحضروه له بقوة منه استطاعت مريم أن تحمله في حضنها، هذا الذي يحمل كل الأشياء أرضعته لبنًا هو هيأه فيها، وطعامًا هو صنعه كإله أعطى مريم لبنًا، ثم عاد فرضعه منها كابن الإنسان يداها كانت تعريانه، إذ أخلى هو نفسه ذراعاها احتضنتاه، من حيث كونه قد صار صغيرًا قوته عظيمة، من يقدر أن يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتُلبسه، إذ أخلى نفسه من ثوب المجد البحر سكن وهدأ عندما حمله، فكيف استطاع حضن يوسف أن يحمله؟ أحشاء الجحيم أدركته، فانفجرت أبوابه، فكيف احتوته أحشاء مريم؟ الحجر الذي على القبر تدحرج بقوة، فكيف اشتملته ذراعا مريم؟ لقد تنازلت لترفع الكل إلى الحياة من يقدر أن يتكلم عن ابن الواحد السري، الذي جاء لابسًا الجسد من الرحم؟ جاء ورضع اللبن كطفلٍ، وبين الأطفال ابن الله كان يزحف رأوه كطفلٍ صغيرٍ في الطريق، بينما يسكن فيه حب الجميع كان الأطفال المرئيون يحيطون به في الطريق وكان الملائكة غير المرئيين يحيطون به في خوف كان بشوشًا مع الصغار كطفلٍ، مخوفًا لدى الملائكة كآمرٍ كان مخوفًا لدى يوحنا أن ينحني ليحل سيور حذائه وكان (الرب) رقيقًا مع الخطاة الذين قبَّلوا قدميه الملائكة كملائكة رأوه، وكل إنسان حسب قياس معرفته أدركه لكن هو والآب لهما المقياس الكامل للمعرفة فالآب وحده هو الذي يعرفه كما هو لأن كل الخليقة علوية أو سفلية تنال قياسها في المعرفة (وإن أدركته كإله لكن لا تدركه كما هو ) أما رب الكل فهو الذي يهب كل شئ لنا الليلة ليلة جميلة، إذ جاء كلي الجمال لكي يجعلنا جُمال فلننزع إذًا من سهرنا كل ما يفسد نقاءها لتحفظ الأذن نقية، والعين طاهرة، وتأملات القلب مقدسة، وكلام الفم مملحًا في ليلة المصالحة هذه، ليصرف كل إنسان عنه الغضب والحزن في هذه الليلة التي فيها هدأ روع الجميع، ليته لا يكون فيها من يهدد أو يضايق في ليلة الإله الواحد الحلو، ليته لا يكون فيها مرارة أو قسوة في ليلة الإله الوديع، لا يكون فيها متشامٍخ أو متعاٍل في يوم الغفران، لا نزيد فيه الأخطاء في يوم الفرح، لا ننشر فيه أحزان في يوم العذوبة، لا نكون قساة في يوم الراحة والسلام، لا نكون فيه غضوبين في اليوم الذي نزل فيه الله إلى الخطاة، لا ينتفخ فيه الأبرار على الخطاة في اليوم الذي نزل فيه سيد كل أحد إلى العبيد، لينزل السادة بلطف إلى عبيدهم في اليوم الذي صار فيه الإله الغني فقيرًا من أجلنا فليشارك الأغنياء الفقراء في موائدهم في اليوم الذي وهبنا فيه عطايا لم نطلبها فلنقدم صدقة لمن يصرخون متوسلين إلينا إحسانًا في اليوم الذي فيه مُهد لصلواتنا طريق في الأعالي لنفتح أبوابنا نحن أمام الذين أساءوا إلينا وطلبوا منا العفو اليوم أخذ الله الطبيعة غير التي له ليته لا يكون صعبًا علينا أن نغير إرادتنا الشريرة اليوم خُتم الطبع البشري باللاهوت، حتى يتزين بنو البشر بطبع اللاهوت المرجع: من تسابيح الميلاد لمار إفرام السرياني ترجمة الأب تادرس يعقوب ملطي وجورج فهمي حنا |
24 - 07 - 2016, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: كان يرضع ويُرضع الكل
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
||||
25 - 07 - 2016, 01:30 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كان يرضع ويُرضع الكل
شكرا على المرور
|
||||
|