رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(1)
1- المعجزة التي تمت لإيسيذوروس الذي كان يعاني من مرض بالرئة سنروي عن إيسيذوروس ومرضه وشفائه العجيب منه . كان إيسيذوروس من بلدة بالإسكندرية , حيث أقام فيها عندما كانت جزيرة فارو . وكان إيسيذوروس في حالة سيئة ، إذ أن رئتيه كان تؤلمه بشدة ، وكان الموت يتوعده ، كراحة من المرض الذي اعتلاه . لأنه كان يخرج من رئتيه قليلاً قليلاً بصاق ممزوج بدم ، وبسبب ذلك كان ينتظر المصير المحتم في أغلب الأحوال بالأخص لمثل تلك الحالة التي بالرئة . وإذ رأى نفسه في هذا الحال ومتيقناً أنه لم يتبقى له رجاء في خلاصه من قِبل الناس ، ولكن كان له إيمان بالقديسين الشهيدين كير ويوحنا ، الذين ينقلون الجبال إلى البحار , ويقيمون الأموات من القبور (بالقوة التي وهبها لهم المخلص بمكافأته لهم بهذه الطريقة لأجل محبتهم له) ، فتوجه لهؤلاء الأطباء القادرين من المدينة التي فيها . وقد قبل الشهيدين حضوره لهم بإيمان ، وظهروا له لا في الحلم بل في اليقظة ، ولم يأمروه أن يفعل هذا أو ذاك ، ولكن أوصوه أن يأخذ جزء من لارنج ويأكله . أما إيسيذوروس فقد أخذ هذا من الحاضرين المتواجدين بالبيعة معتبراً إياه كعطية من الشهداء ، وبفرح أخذه وبدأ يأكله . وإذ كان لا يزال أخر جزء من اللارنج في فمه شعر بغثيان ، وإذ كان يتقيأ أخرج مع الطعام الدودة التي كامنة في الرئة . وإذ قد قذفها ، قذف معها المرض ، ونال الشفاء في الحال بنعمة الشهيدين. 2- المعجزة التي حدثت مع مينا مشرف الملجأ الذي أصيب بانسداد معوي حان الوقت الآن من بعد إيسيذوروس والمعجزة التي حدثت له أن نسرد قصة مينا أيضاً المحب للمساكين , والذي كان مشرف لملجأ القديس أندريا الذي في بيروني . فقد مرض محب المساكين ذاك بمرض شديد وأصيب بحمى شديدة ، وكانت الحمى في ارتفاع وازدياد مستمر ، حيث أدت إلى فقدان كل السوائل تقريباً من أحشائه ، وبسبب شدة الجفاف الذي حدث أصيب بانسداد معوي . وحاول الأطباء أن يذيبوا هذا الانسداد سريعاً غير مكترثين بالحمى إذ حسبوها أقل ضرراً ، فاستخدموا سوائل كثيرة ودهانات متعددة ، ومعطين إياه أدوية عن طريق الفم وطعام لفك الانسداد للمعدة . وإذ كانوا يحاولون بكل هذه ، توقفوا أخيراً لأنه لم يفيده أي شيء فعلوه معه ، بل على النقيض أضره بدرجة أكبر . لأن ما قد دخل بطنه بقى كما هو ولم يخرج فكان الرجل في حالة خطيرة , ورويداً رويداً كان ينتفخ , وبطنه ترتفع كثيراً . و لم يجدوا أي أمل لمرضه الذي كان يؤلمه ويميته . وأما هو فقد احتمل الخطر لمدة 14 يوم , وإذ لم يستطع أن يحتمل أكثر من هذا ذهب إلى كير ويوحنا الشهيدين , تاركاً في يديهما حياته أو موته . وجاء إليهما , لا على رجليه , ولا على حصان , ولا على كرسي جالس (حيث كانت العادة أن يجلس عليه المرضى ويحمله به الممرضين ) . لأنه لم يكن يقدر أن يجلس بسبب انتفاخ بطنه , حتى أصبح شكله عجيباً , ولكن كان على سرير راقداً , محمولاً من 16 شخص يبدلون فيما بينهم . وعندما أتى ذاك إلى الشهيدين , أشفقوا عليه ، وبمحبة ظهروا له في ذات الليلة ، وأمروه أن يأكل تينة يابسة كانت معهم ، لأن بها سيشفى من المرض ويُنقذ من الموت . أما هو فعندما استيقظ ( لأن ما حدث كان في حلم ) ، ظن أنه يمسك في يده التينة اليابسة ، وعندما لم يجدها في يده حزن لأنه ظن أنه هكذا ستنتهي حياته . ولكنه دعا زوجته ، وروى لها الحلم ، وأمرها أن تحضر له مثل هذه الثمرة . أما هي إذ كانت تسمع له ، وهو لا يزال يروي لها عن حلمه ، وقع نظرها على فراش زوجها ، فرأت عليه مثل هذه النبتة , فاختطفته بسرعة ، وأظهرته له . أما هو فإذ قد أخذ النبتة منها ، أقر أنه هو ما رآه بالضبط في حلمه ، امتلئ حالاً بنفس الفرح الذي شعر به من قبل ، وبعدما أكل تلك التينة التي قد أعطاها له الشهيدين لأجل شفائه ، تعافى نهائياً . لأنه إذ كان يأكل منها ويمضغها في فمه انتهى الانسداد . وهكذا إذ حُل مما قيد بطنه ، أراد الذهاب إلى المرحاض ، وإذ وصل هناك أخرج كل ما كان قد خزنه في بطنه بسبب الانسداد ، وبعدها مباشرة رجع نحيفاً كما كان قبل إصابته بالانسداد المعوي ، وبنواله الشفاء كاملاً أعترف بالشكر لنعمة القديسين . وهكذا حمل سريره الذي كان محمولاً عليه فوق أكتافه , وبقوة كان يركض في الإسكندرية , يعلن عمل الله لقطيع المرضى الذين ما زالوا مطروحين ، كالمريض الذي كان عند البركة وشفاه المسيح بعد 38 سنة وأمره أن يقوم ، فكان يصرخ بصوت عظيم مخبراً عن قدرة القديسين التي لا توصف ، والتي بواسطتهم تم هذا العمل العجيب . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا” |
22 - 07 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(2)
3- شفاء ياذاؤس رئيس النواتية الذي أصيب بخراج يجذبنا أيضاً مشهد آخر لرئيس النواتية الذي يدعى ياذاؤس , الذي أصيب بخراج في الفخذ , وكان يؤلمه بطريقة لا يعبر عنها ، وكانت كصنبور تخرج سوائل غزيرة من داخل الجسم ، وكان ذلك سبب لإنزعاجه كثيراً . ولكن ياذاؤس إذ كان يريد باشتياق أن يبرأ من الخراج الذي كان يعذبه باستمرار ، كان يطرق طوال الوقت أبواب الأطباء ويركض ويأتي لأولئك الأطباء الذين اشتهروا عن غيرهم . وبالرغم من أنه جربهم جميعاً ، لم ينال صحته ، وإذ قد صرف كل ماله وما ليس له ولم يبرأ من الخراج ، جاء أخيراً إلى ضريح القديسين ، إذ لم يكن له طبيب نافع لشفائه ولا مال يستخدمه لدفع أجرته ، لاجئاً لهؤلاء الأطباء القديسين الذين ليس لهم احتياج لمقابل . وإذ استحق الظهور المقدس للشهيدين له ، سمع في الحلم علاج الخراج . والذي كان عبارة عن سمسم وعسل يفرك مع خبز مقدس يابس حتى يخلط معاً ، وهكذا أصبح لديه خلطة كاملة ، التي كان قد أُمر أن يدهن بها مكان المرض ، لكي يدمر بها جذور الخراج ، ولكي يُشفى الجرح . أما ذاك إذ ألقى النوم جانباً ، قام سريعاً وفعل ما قيل له ، وبما فعله قد نال الشفاء . لأنه عندما دخلت هذه المعونة القوية في كل مكان ، هرب الخراج بعيداً عندما تعرف على أمر القديسين ، والجرح الذي في الجسد أغلق عندما علم بمشورة القديسين . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا” |
||||
22 - 07 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(3)
4- المعجزات مع الخادم خريستوذوروس الذي تعرض لخطر في إحدى الرحلات بالبحيرة , واعتلى جسده بسبب دوار البحر. ولن نغفل عن خريستوذوروس ، الذي كان مدبراً لمزار القديسين ، لأنه بالحقيقة يستحق التذكار ، ليس فقط من أجل الفضيلة التي اقتناها ( لأنه كان محب الفضيلة والمعرفة ) ، واهتمامه وتعلقه الخاص بالقديسين ، ولكن أيضاً من أجل فضل الشهيدين عليه ، ولكي يعلم أولئك الذين يقرأون معجزات أباكير ويوحنا ، بحسب ما كُتب في ذلك الزمان ، حسب وصية الله بذلك ، وعاملاً في الذين يعملون ومن الذين تتم فيهم المعجزات . وهكذا قام أفلوجيوس الشهير رئيس رؤساء كنيسة المدينة العظمى الإسكندرية ، بتعيين خريستوذوروس كمدبر لشئون القديسين ، مكافئاً إياه من قبل بوضعه في مزار يوحنا المعمدان . والطوباوي ثيؤذوروس الذي تولى الكرسي من بعد أفلوجيوس ، دعاه للخدمة في الكنيسة ، بالإضافة أيضاً ليوحنا محب الفقراء ، الذي كان يتميز بعطائه ، وقد دعي لنفس الخدمة من قِبل الله ، إذ كان راعياً في ذلك الوقت لتلك الخراف ، واتفق وعينه بأن يتولى تدبير مزار القديسين ، هذا بالإضافة إلى تدوينه المعجزات العظيمة التي تتم بواسطة الشهيدين ، وتسليمها للذين بعدنا ، بهدف تذكار لفاعليها ، ولأجل الجسارة المسيحية . أما بحيرة Marean فكانت معروفة لدى كل السكندريين بلا استثناء ، ومن المصريين عدد ليس بقليل ، لكثير من الليبيين ، ولكل الذين قرأوا عن الإسكندرية حباً في المعرفة . وفي تلك كان يبحر خريستوذوروس ، متشوقاً أن يصل إلى Mareotida ويتفقد الأملاك الموقوفة للقديسين . ولكن بسبب رياح شتوية قامت (لأن في مثل هذا الوقت كان آتياً) ، هيجت مياه البحيرة وارتفعت الأمواج عالية ، وكان القارب يتأرجح بسبب هذه الأمواج ، ولم يستطع أن يبحر باستقامة ، ولكن كانت الأمواج تقذفه كالكرة من هنا وهناك ، فتعرض بهذا خريستوذوروس لخطر وكان يبكي بتنهد ظناً أنه سيموت ، وتخيل أن سيصبح طعاماً للأسماك بعد أن يتجمد داخل المياه ، هذا في حالة أن نجا من أفواه التماسيح . ولكن قبل أن يتفوه بأي شئ من هذا ، توجه بالتضرع للقديسين ، لأنه كان يعلم جيداً أنه حتى من الموت يقدرون أن ينقذوه ، وكان يتوسل بحرارة أن ينجوه من الخطر الذي تعرض له من أجلهم . أما أولئك فقد سمعوا تضرعه وجاءوا لمعونته سريعاً . لأنه لا يوجد مكان يعوق معونتهم ووصولهم لا يابس ولا بحيرة ولا مكان يبعد بمسافات طويلة ، ولكن عندما يدعوهم أي أحد لمساندة يظهرون في الحال ويساعدونه وينقذونه ويحفظونه . ولو وُجد أيضاً هجوم من عدو غير مرئي يحاربون مع هذا الشخص ، وبعدما يهزمون العدو في تلك الحرب يتبعونه مسلحين ، ويدعون ذاك الذي دعاهم منتصراً . أو إن كان ذلك بواسطة أناس أشرار أو أي عمل صادر منهم ، بسهولة شديدة يحلون ذلك . وإن كان العائق وحش مفترس ، يهبون النجاة كمكافأة . وإن كان أي مرض خطير وألم غير محتمل ، يسكّنونه وكأطباء شفوقين يشفونه . أو إن كان الخطر في مياه بحيرات أو بحار ، فينعمون لهم بالصفاء وينقذون أولئك الذين يكرمونهم . كما حدث حينذاك ، عندما ظهروا لخريستوذوروس الذي دعاهم ، إذ واحد منهما أمر الرياح أن تهدأ والآخر انتهر المياه لتهدأ . وإذ اشتركا في نشر هدوء الجو ووجهوا القارب أن يبحر باستقامة في المياه الهادئة ، أنقذوا ذلك الخادم الحكيم ، وأظهروا بوضوح كيف يهتمون بالذين يدعونهم للمعونة . وبهذا يخبرون المؤمنين الذين لا يعرفون عن مساندتهما ، أنه عندما يدعونهما في أي احتياج أو أخطار كمعاونين يجدون تدخلهم المرجو وبحضورهما القوي تهرب أخطر الصعوبات . وأعتق خريستوذوروس من ذلك الموت الرهيب ، واجداً بتضرعاته معونة القديسين العظيمة كرفيق له . ولكن بسبب حركة القارب المتقلبة واضطراب الرياح العجيب وتخبط الأمواج بوحشية ، حدثت له عاهة جسدية طويلة المدى وتدهورت حالته بسبب ذلك ورقد بمرض غير محتمل . فقد إمتلأ جسده كله بطفح جلدي ، بسبب مادة تتكون في داخل الجسم حدث بها خلل وبطريقة أو بأخرى تدفقت على سطح الجسم ، وكان في حالة خطيرة ليس بأقل من الموقف الأول . لأننا جميعاً بالطبع سنموت ، ولا يوجد أحد لن يسير في هذا الدرب . “أي إنسان يحيا ولا يرى الموت؟” لأن الدخول للحياة واحد والخروج منها واحد . وندعو أن يمر بنا بسلام ، لأن موت كل الطبيعة البشرية هو مقرر . ونطلب أن لا يكون انتقالنا من هنا بطريقة رهيبة أو غير سالمة وبالأخص الموت الذي يحدث في البحار . وهذه الطلبة هي التي طلبها داود المرنم إذ قال “لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية عليّ فاها” . ويظهر بالمثل حبقوق في صلواته “هل على الأنهار حمي يا رب هل على الأنهار غضبك أو على البحر سخطك ..” . لأنه من ناحية يدل هذا على لطفه المقدس بنا ومن ناحية أخرى سخطه الذي لا يطفئ على الذين تمت دينونتهم من البداية ، على الرغم من أن كثيرين قد عاشوا حياة مجيدة انتهت حياتهم بموت مشين ، وكثيرين عاشوا حياة شريرة ونالوا موت مجيد . وهذا أيضاً بالضبط معلوم لدى الله الذي يدبر لنا كل أحوالنا بحكمة لا ندركها وغير معروفة لنا . “لأنه من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً . الذي تحت سلطانه الكل صنع في البحر طريقاً وسبل في المياه الكثيرة . ويُكمل ذلك قائلاً “وآثارك لم تعرف” .ونعود مرة أخرى لخريستوذوروس الذي كان في خطر شديد إذ كان غارقاً في كثرة الإفرازات وكاد يختنق من إفراز تلك المادة . وقد اجتمع حوله أفضل الأطباء ، ولكنهم لم يقدروا أن يفيدوه بشيئ أو يفعلوا له شيئاً نافعاً إلا أنهم أجمعوا أنه حتماً سيموت في كل الأحوال ولن يرى حتى شمس اليوم التالي تشرق . أما هو إذ سمع هذا التشخيص المؤسف تذكر للتو معونة القديسين السريعة معه وترجى بتضرعات أن يحظى بافتقادهما له مرة أخرى . وكان يدعو لافتقاد يوحنا وكير الشهيدين معاً ، ورئيس الجند في الشهداء تادرس . لأن خريستوذوروس كان محباً لتادرس ، وبسبب محبته الكبيرة له كان يدعوه باستمرار لمعونته . أما ذاك إذ تقبل التضرعات كأنها من صديق ، وإذ التهب بتلك المحبة القوية نزل وظهر له في حلم لمدة طويلة لأجل المعونة المرجوة . وكان في يده اليمنى علامة يمسكها ويعلوها صليب , وبوضوح قاموا بظهورهم له الذي يزيل الآلام . يا خريستوذوروس ، تعلم جيداً لأي سبباً قد حضرت ، وإذ أنكر معرفته للسبب ، استكمل قائلاً “أني قد جئت إلى هنا لأتوسل عنك لدى كير الكاهن” . وإذ قال له تادرس الشهيد ذلك ظهر كير وأحضر معه يوحنا رفيقه واقتربوا من فراشه باهتمام كبير ، إذ كانوا قد افتقدوه من قبل ، وبأيديهم لمسوا الجروح وأخمدوا قسوة الطفح الجلدي كما بنطرون . وإذ أتموا ذلك بلطف ، انصرف ثلاثتهم أيضاً . ولكن هذا قد تم في الحلم وانتهى الداء بظهور الشمس في الصباح . لأنه إذ أشرقت على وجه الأرض وأنارت العالم بالنور ، ظهر للجميع كقشر السمك على الجلد ، وقد يبس هذا الطفح الذي كان قد ظهر في جسمه وأصبح كقشور السمك يتساقط . وعندما سقط كل هذا من جسمه ، ظهروا له الشهداء مرة أخرى ( لأنهم كان عددهم خمسة في اليوم الأول ) وأمروه أن يستحم على أمل الفرار من الموت ببذارحبوب مشوية جيداً ( وهو نوع من الحبوب كان يطلق عليه إسم pisarion ) , وأمروه أن يدهن جسمه كله ، حتى أن كل بقعة وكل ما تبقى من التشوهات الناتجة عن الطفح يتطهر ، وهذا ما حدث بالفعل . لأنه إذ جاء إلى الحمام بعلامات الطفح عليه ، كان يتلاشى رويداً رويداً ، حتى أنه لم تبقى فيه علامة واحدة . وهكذا رأى بعد ذلك أنه قد تحرر من أوساخ الطفح ومن التورم الذي تسبب من ذلك الداء ظهر جالية أنه قد تحرر منه . لأنه هكذا هي عظيمة قوة القديسين ، ليس فقط في ظهورهم ولكن أيضاً في أن يلاشوا كل مرض يخطر ببالنا ، وذلك لأنهم يريدون فقط أن يزيلوا كل آثار المرض . وهكذا خريستوذولوس تحرر من مرضه المزدوج ، وإذ خلص خدم ومجّد الشهيدين . ونحن إذ قد وصلنا إلى النهاية ، نشاركه في تمجيده للقديسين وننتقل إلى معجزات متشابهة تمت مع زوجته من قِبل الشهيدين . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا” |
||||
22 - 07 - 2016, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(4) 5- شفاء ثيؤدورة زوجة الخادم التي مرضت بمرض شديد في عينيها بعدما سردنا أمراض وشفاء خريستوذولوس جيد أن نتذكر الآن ثيؤدورة ( لأنه هذا كان إسم زوجة خريستوذولوس ) والتي قد فعل معها الشهيدين معجزات . في البداية إذا فلنذكر أول معجزة تمت لها ، لأنها تستحق التذكار ، إذ تظهر لنا وللغائبين حث وتذكير للقديسين ، الذين يشفون البعيدين جداً والذين يأتون إليهم بهدف الشفاء ، ويفعلون ذلك لأجلهم وليس لأجل لمعان الذهب والفضة والكنوز والجواهر الكريمة ، ومن خلال هذا الحدث نوضح هذا . أصيبت المرأة بمرض في عينيها وكانت في المدينة منزعجة تعاني من المرض ، حيث كان هناك حشد من الأطباء يزورونها وجميعهم وجدوا صعوبة في تصدي هذا المرض . وإذ نتكلم بأسلوب شعري نقول , أنه هكذا كانت شدة المرض حتى أنه تصدى لكل الأطباء وقد أنهى تلك المعركة القديسين بظهورهم والنصر قد جعله محالف للطرفين ، بل وأكثر من هذا قد كافئوا الطرفين بالحق ، فبمعونتهم أنهوا الداء حتى لا يحزن أحدهم بسبب انتصار الآخر عليه لا المرض ولا الذين أرادوا أن يعالجوه . ولنذكر أيضاً الطريقة التي دبرها بالحقيقة الشهيدين ، لأنها تصور للجميع تواضعهم الفريد . في ذلك الوقت إذ قد مرضت المرأة في نظرها ,، وكان هناك صراع قائم بين الأطباء والمرض ، وكان قد أوصى أفلوجيوس ذاك العظيم الذي ذكرناه من قبل ، أن يوكل مزار أباكير ويوحنا لخريستوذولوس ليهتم به . فعندما علمت زوجته ثيؤدورة بهذا تشاجرت مع زوجها كثيراً وكانت تقبح تلك الخدمة لأنها كانت تقول أنها تبعد مسافة كبيرة من المدينة وهكذا ستضطر لترك بيتها وتعيش في الصحراء . وبكل وسيلة كانت ترفض الخروج من المدينة وكانت مستعدة بشجار النساء أن تواجهه . وأيضاً الحجة الثابتة والتي من الصعب دحضها ، كان مرض عينيها . وهكذا أقنعت زوجها أن يتنازل عن هذه الوظيفة (لأنه هكذا هم النساء أشداء في إقناع أزواجهن بأي شئ يريدونه حتى ولو كان شيئاً تافه إلى أقصى حد ، ولديهن طبيعة محالفة والتي بها وكآنية ضعيفة يملكون في جنسهن الأنثوي تلك المقدرة ) . وعندما علما القديسين هذا بالطبع ، ولأنهم كانوا مسرورين بتعيين خريستوذولوس ، ظهروا للمرأة في منامها وهيئوها أن ترافق زوجها لمزارهم المقدس . قالوا لها : لأي سبباً تعطلين زوجك عن خدمتنا التي تعين لها ؟ أما هي فسألت : مَن , مَن أنتم ؟ أشهداء المسيح ؟ أما كير فقال لها : أنا كير وهذا هو يوحنا الذي حمل معي شرف الجهاد . فقالت له المرأة : فقط لأجل مرض عيناي ، لأني سأبتعد من هنا عن مساعدة الأطباء . وإذ قد سمعا الشهيدين منها ذلك الكلام حتى أظهرا لها مباشرة مزارهما المقدس وأراها حشد المرضى المنطرحين هناك ، وكانا يصفان لها بالضبط مرض كل أحد موجود هناك . وبعد ذلك قالا لها : ألا نستطيع مع كل هؤلاء أن نشفي عينيك ؟ وإذ قالا لها ذلك أقنعاها بالأعمال وليس بواسطة أقوال جافة . لأنه برؤيتها فقط لذلك المزار المقدس انتهى المرض فوراً ولم تعد تعاني من ذلك الألم الذي في العينيين ، إذ أ ن رؤية بيعة القديسين فقط أثمر فيها شفاء لا يذبل ، لأن شكل المزار الجميل استطاع أن يشفي أمرّ داء ويظهر قوة القديسين المقيمين فيها . وسأذكر أيضاً المعجزة الأخرى التي تمت لها من قبل الشهيدين ، بعد أن انتهينا من ذكر الأولى ، ولن أخفي ذلك عن السامعين ، لأن هذه لا ينبغي لها الصمت كخداعات الشيطان القبيحة لأن تلك ينبغي الصمت عنها والنسيان والدفن والظلمة الخارجية كمكان يُخفى فيه الخراب الحاصل ، وأما هذه فسيعلنها ملاك يمكث في مساكن علوية تمس السحب ذو صوت قوي وبواسطة بوق وبصوت عظيم يهتف بها ، لأنها توجد في مكان ظاهر وليس خفي يمتلئ بالمعجزات التي أقامها الشهيدين ولا نطويها بخجل فهي تستحق أن تعرف للجميع وتُعلن بوضوح لكل الأرض فلنذكر إذاُ ولا نخفي ونركض قائلين ونرقص مبشرين بأعمال القديسين لجميع المؤمنين ، لأنه بعد فترة طويلة من مرض عيني ثيؤدورة بل بالأكثر بعد فترة طويلة من شفاء مرض عينيها ، كانت تغتسل ، وذلك في حمام خاص بالقديسين ، لأنها كانت تعيش هناك في ذلك الوقت . وإذ كانت تغتسل وقعت عن طريق الخطأ وحدث لها شرخ في الجزء الخلفي وإذ انزلقت في شئ لزج من الذي تساقط في الغالب من الدهانات التي تستخدمها النساء وكانت السقطة خطيرة . لأن ذلك حدث بعد الاغتسال إذ كانت خارجة من الماء الدفي إلى الهواء البارد ، وعندئذ يكون الجسم المغتسل حساس وضعيف بسبب انتشار الدم وتدفقه البطيء . لأن ذاك الدم الدافئ إذ تعرض لهواء بارد يهرب ويختبأ داخل القلب من التعرض للبارد وذلك عن طريق الانقباض ولكن إن تعرض لهواء دافئ تنسحب الحرارة وتصل إلى الخارج مباشرة ومحرراً بطريقة أو بأخرى من الهواء المندفع إليه والانقباض . وفي مثل تلك الحالة التي للجسم كانت توجد ثيؤدورة وقعت على ظهرها وعلى تجمع عصبي كما جرحت أيضاً بجرح عميق في كوعها وكان الجرح كبير ومفتوح فأدى إلى نزف دموي كثير . ولكن الجرح كان خطير وكان كبير لدرجة يصعب شفائه ، فظهر الشهيدان لها مباشرة وشفوها ولم يتركوا أي فتحة في اليد أو الكوع أن تكتشف . فيجب الآن أن تتعرفوا بالطبع عن دواء الصحة الذي استخدمه الشهيدين المكرمين لشفاء هذا الداء في لحظات ، وسأذكر هذا أيضاً باختصار وسأوضحه للسامعين . لأنه إذ أقبل الليل وتناهى ضياء شمس ذلك اليوم ، ظهر القديسين لتلك المرأة المجروحة التي كانت قد نامت ، وكأن النوم كان لها بمثابة نعمة في وسط أتعابها حتى تتقبل سريعاً زيارة القديسين لها . وعندما ظهرا لها الشهيدين محبو البشر ، أمروها أن تغمس يديها في خمر من Mareoty , وأن تضع على الجرح نساي من ذئب البحر ( وهذا هو سمك بحري يُسمى بذئب البحر ) , وأمروها أيضاً أن تغتسل سريعاً ، لأنهما علما إن الضرر كان من الشياطين ، الذي أحدث هذا بهذه الطريقة أو بأي عمل شرير ، والذي سيرفع أولئك ضدهم أعلام الشفاء . وإذ قد أتمت أمر القديسين شُفيت ثؤدورة في الحال . أما الشياطين فخزوا من محاولة فعل الشر ، أما الشهيدين فتمجدا لأن المسيح إلهنا يعمل بواسطتهما أعمالاُ مجيدة . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا“ |
||||
22 - 07 - 2016, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(5)
6- عن مارو ابنة الخادم , التي كانت تعاني من أسنانها وصمم في أذنيها . بالإضافة لأولئك سنتحدث عن مارو , ونضيف الابنة لأولئك لوالديها , فكانت ابنة خريستوذوروس وثيؤدورة . ولن نتجاهلها على الرغم من أنها تركت عالمنا ورحلت عنه منذ فترة قصيرة وماتت في ريعان شبابها . فلنشرك تلك مع والديها في سرد معجزات القديسين غير متذكرين الموت القاسي الذي أبعدها عنهم , تاركين إياها بلا ذكرى . لأنه كان واضح أن هناك صلة تربط بين الشهيدين ومارو مثلما كانت تروي في حياتها , والتي سنضعها أمامكم ساردين ما حدث معها . إذ كانت الابنة مازالت صغيرة وكانت مازالت ترضع من الثدي , الذي يهب الغذاء لمثل ذلك السن , ولم يكن قد نبتت لها أسنان حتى ذلك الوقت . وإذ قد حان الوقت الذي فيه وقت إنبات الأسنان لتلك المولودة , ومن طبيعتهم أن يتكونوا بألم ، بالإضافة إلى حرارة مرتفعة تلهب الجسم . وفي هذا الوقت كانت مارو تمر بمثل تلك الفترة التي للرضع فقد كانت تخرج الأسنان وكانت تعاني من مثل تلك الأوجاع بسبب أنها تثقب مسالك الأسنان وتضغط على اللثة . أما مارو لم تكن فقط تنغصها , وبحرارة مرتفعة كانت تحرقها , جاعلة الفم ملتهباً , ضاغطاً على الأذن وعلى الرأس مسبباً ألماً شديداً , وهذا ما كانت تتعرض له الابنة حتى ظهرت لها الأسنان . وإذ كانت اللثة تلمع بتلك الأسنان , توقف الألم إلى حين و ولكن امتلأت الأذن من ألم شديد فيها , بسبب تجمع السوائل كلها حول العظمة التي هي المصدر الأم لهذه السوائل , ومنه صدر صديد ورائحة كريهة وأصبح هناك دود كثير متجمع فيها . وهكذا بدأت تبرز هذه الثلاثة أشكال معاً , حتى أنها لم تكن تحتمل أي سد أو إعاقة تمنع سريان ما يصدر من هناك . وعندما رأت والدتها ما يحدث لها , والتي لم تكن تحتمل معاناتها أكثر من ذلك , قررت أن تذهب بها إلى الإسكندرية وتعرضها على الأطباء لكي يداووها ويعالجونها من كل كل ما أصابها إذ كانوا حينئذ يعيشون بالقرب من مزار القديسين . وفي تلك الليلة التي كانت تستعد فيها للرحيل , رأت في أثناء نومها حجرة الطبيب مهجورة , ووجدت شخص في شكل راهب جالساً بداخلها , وكان الذي ظهر فيها جالساً هو كير , لأنه أصبح متوحد وبالأولى أن يظهر بلباس المتوحدين . وكان أمام الشهيد يمتد برج صغير , وقال لها أنه محتفظ بوظيفة الأطباء , فيظهر وكأنه في عيادة . وإذ كان القديس جالساً على عرش قال لها : يا امرأة لماذا توجهت إلى هنا ؟ أما هي فأجابته قائلة : إني أطلب عيادة , وكنت أظن أنها بهذا المسكن , ولكنني لا أرى أنه يوجد أي شئ له علاقة بالأطباء مما كنت أراه عند زياراتهم , ولا يوجد أي شئ من ذلك في درجك . أما ذاك فقد قال لها بالضبط : ابحثي وما تريدينه بالضبط ستجدينه , واسكبيه في الأذن المصابة وستشفى ابنتك . أما هي فإذ قد بحثت في كل المسكن , رأت نافذة صغيرة ويوجد عليها كوب به عسل . لأني كما كان ظاهراَ أن الدرج كان كدولاب للأدوية لأهم الأمراض . فنهضت مسرعة من مقعدها , وركضت منفذة ما قيل لها , وسكبت قليل من العسل في أذن الطفلة , فخرج من أذنها كيس ملئ بالديدان , طوله أربع إصابع , وبنفس العرض تقريباً . وإذ قد تخلصت الطفلة مباشرة من ذلك , الذي كان يمثل مركز الآم شديدة , تخلصت أيضاً من المتاعب الشديدة الغير محصاة التي كانت لديها . وهكذا الشهيدان أبرءوا مارو بعسل فقط . وإمرأة أخرى تقية وصالحة , تُسمى بنفس الإسم ماريا ( لأن البنت كانت تُسمى مارو وأما ماريا فكان إسم تصغير لها ) . غير متشبهة بها في سنها , ولكن في الألم التي كانت تعاني منها , ولكن بأعراض مختلفة , وبعد محاولات باءت بالفشل لدى أطباء كثيرين , جاءت إلى تلك البيعة المكرمة , وبرأت بشمع العسل وتوت , إذ قد أُمرت في حلم أن تفركهما معاً وتضعهما في أذنها . ونحن أيضاً فلنمجد الشهيدين مع السيدتين اللواتي برئن , ولنسرع إلى معجزات أخرى , تلك التي نسمعها بوقار , ولنسردها . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا” |
||||
22 - 07 - 2016, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(6)
– ماريا إبنة الخادم التي لم تصاب بأي أذى عند وقوعها من ارتفاع عالي ولنذكر أيضاً طفلة أخرى من نفس السن وبنفس الإسم . لأنه وإن كان طبيب ماهر هو الذي فعل ذلك , ما كان يستطيع أن يفعلها هكذا سريعاً , وما كان ليستخدم مثل هذا الدواء . أما هذه المعجزة فلم يكن يقدر أن يفعلها أحد الأطباء , ولا جميع البشر مجتمعين يقوموا بهذا العمل , حتى أنهم يقيمون الأموات من القبور , والأحياء من البشر يجعلونهم غير مائتين . وقد فعلوا هذه كما الآخريات بأنفسهم , هم أنفسهم وليس آخرين . كير المقدس ويوحنا رفيقه , الذين يفعلون عظائم بالنسبة للأمراض الصغيرة والكبيرة , ودائماً يهتمون بالمتألمين , وينقذون الطالبين معونتهما سواء في احتياجاتهم الصغيرة أو الكبيرة . كانت الطفلة تُسمى ماريا , ابنة يوحنا الخادم ببيعة القديسين , كانت الطفلة بجانب نافذة صغيرة بالغرفة , حيث اعتادت والدتها أن تجلس بقربها , وكانت تعمل على المغزل وهو ممتلئ بخيوط الكتان . ولعل أخذها الفكر كما يحدث مرات عديدة , وقد شغلها أمر ضروري فاضطرها أن تترك الطفلة عند النافذة . أما الطفلة إذ قد افتقدت الاهتمام الأموي , وتخلت عن كل توجيه إيجابي أو سلبي , سقطت من النافذة المرتفعة جداً إلى الأرض . وقد أثار ذلك ضجة كبيرة بسقوط الجسم , أما الأم فإذ قد سمعت الصوت أسرعت لترى ما حدث , ناسية تماماً أنها تركت ابنتها جالسة عند النافذة حيث كانت تجلس . وإذ قد نظرت إلى أسفل رأتها مطروحة على الأرض , وإذ جاء بفكرها مباشرة منظر الجسم المطروح , صرخت بشدة وولولت وزلزلت المكان كله بصوتها , حتى وصل صوتها إلى بيعة الشهيدين السمائيين , لأن مكان البيعة كان قريب إذ أن مدخل ومخرج البيت كان من خلال البيعة . وإذ قد ركضت بدموع كثيرة اغرورقت خديها بالإضافة لجميع الذين ينظرون كانوا يبكون , وكان يُسمع من على بُعد صوت عويلها , لأنها ستتقبل ابنتها ميتة وستسلمها بالدفن للذكرى , ولكن قد وجدتها سليمة , بدون أذى أو إصابة جالسة على الأرض , وتلهو مع بعض الخنازير في ذلك المكان وغير مكترثة بالواقعة . وإذ قد رفعوها سريعاً من الأرض , وضعوها أمام بيعة القديسين تماماً , كمنقذين للطفلة تذكروهم , محتفلين بإنقاذ الطفلة , ويمجدهم كل الذين يؤمنون بهم في المسيح , كمعاونين وحراس . ولا أظن أنه عبثاً أن نضيف على هذه الرواية ما رؤى في حلم تلك الليلة وله علاقة بذلك . فقد كان هناك كاهن يُدعى يوحنا , من القسطنطينية , ولكنه ليس أب الطفلة المذكورة , وقد جاء من سفر لأجل الشهيدين بسبب مرض رجليه . كان يعاني من تجمد بالركبة , والذي لم يستطع ولا طبيب القصر الملكي ذاته ولا بالطبع الآخرين , أن يشفوه . وإذ قد شُفي وخلص من دائه , أقسم أن يخدم في بيعة القديسين كعرفان بالجميل . وبعد ذلك تم اختيار ذاك الخادم من قِبل الشعب , ولكن بطريقة فريدة وهامة , باختيار ووصية الشهيدين , وبوضع يد البطريرك يوحنا راعي كنيسة الإسكندرية في ذلك الحين . فقال أنه إذ كان نائماً ، في ذلك الوقت ، وبينما تلك المعجزة كانت ستحدث في الغد , أنه رأى كير ويوحنا الشهيدين ومن حولهما جمع من القديسين متسربلين بلباس أبيض , وقالواله في تلك الرؤيا الآتي : تعال معنا وأبتهج بالمعجزة التي ستحدث. أما يوحنا فسأل القديسين “إلى أين يتوجه وبماذا يبتهج؟” . فقالوا له “أن يوحنا الخادم قد دعانا اليوم على العشاء , وعنده نحن جميعاً سنتعشى” . وإذ قد سمع ما قيل له هذا , أطاع الأمر الذي وُجه إليه , وتبع أولئك القديسين الذين أمروه , وعندما اجتمع الجميع مع القديسين , جلست أنا أيضاً متمماً أمرهم . وبعدما تعشيت معهم جميعاً رحلت معهم في بهائهم وكرامتهم . وإذ قد أُبهرت بالعشاء , وغنى التقوى , والرؤيا التي ظهرت لي , روتها ليوحنا الخادم بالتمام , غير عالماً بالطبع مغزى الرؤيا . ولكن مغبوط ذاك ومطوب الذي دعاهم , إذ قد وصل إلى هذه الدرجة من الاستحقاق , حتى يضيف أولئك القديسين العظماء , ويستضيفهم في بيته . وذاك الحلم ظل غير مفهوم , حتى تمت تلك المعجزة , فأوضحت معناه . أما أنا مع ذاك وهؤلاء جميعاً مجدت القديسين , لأن كثيرين بالحقيقة قالوا عن تلك المعجزة التي للعشاء بأنهم تشبهوا فيما فعلوه ، بالمسيح المعلم ورب الكل فيما يفعله مع الجميع . لأنه كما بالضبط قد جلس المخلص على بئر السامرة , وقد سأله تلاميذه أن يأكل , فقال لهم : أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم , وقد قال عن طعام الخلاص والفداء الذي صار لأولئك الذين يؤمنون به , طعامي أن أعمل مشيئة الآب الذي أرسلني وأتمم عمله , وليس عمل آخر أو مشيئة أخرى للآب سوى الخلاص الذي تم . وهكذا الآن يوحنا وكير الشهيدين دعوا خلاص الطفلة طعام وعشاء , منبئين عن المعجزة العظيمة التي ستحدث لها , وكأنهما يشبعون جوع أولئك للتقوى ومحبة البشر , ويمجدون استعداد أولئك النقي والحكيم . أما نحن فقد نقلنا قصة تلك الطفلة , ولأولئك الشهداء الذين أتموا الخلاص نرسل لهم أصوات الحمد , ونسجل عنهما قصة أخرى . “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي من المجلد رقم 78، الباترولوجيا” |
||||
22 - 07 - 2016, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(7) عن إيليا الأبرص : إن المعجزة الهائلة التي تمت لإيليا الأبرص من قِبل القديسين ، إن سمعه أحد ليس فقط سيمجد صانعيها بل بالأكثر إن استطاع سيستشهد بسبب هذه المعجزة . لأن إيليا هذا كان أبرص ، وكان يعاني من هذا منذ مدة طويلة ، ولم تكن مقتصرة فقط على عضو واحد فيه ، بل كانت علامات المرض تملأ جسده كله ، وكان مرض ذاك (البرص) كريه ونجس حسب الشريعة الموسوية ، والإنسان المُصاب به كانوا يطردونه خارج المحلة والمدينة وكان يُستبعد من بني جنسه كمرذول ونجس . وإذ كان لإيليا تلك الوصمات ، كعلامات الخطية الموجودة فيه ، فقد فشل في علاجه كل الأطباء وذوي العلم في ذلك الوقت . فتوجه إلى الشهيدين كير ويوحنا ، وهو يريد أن ينال الشفاء من أمراضه ، وواثقاً أنه بالتأكيد سيناله . ومر وقت ليس بقصير من حين حضر ، ولكنه لم يجد أية منفعة ، ولكن كان القديسين يدخرون له الشفاء بتدبير معين . لأن الذي قد حدث له كان بضربة شيطانية وكانوا أيضاً يريدون أن يعطلون شفائه ، ويقطعون رجائه بالقديسين ، وهكذا لم يستطع بعد البقاء في البيعة . لأنه ثقيل هو احتمال عدم الاهتمام ، وهي حرب شديدة للأرواح المحبة لله ، وهي قادرة على تحطيم النفوس الكبيرة إذا لم تُنتزع سريعاً من البداية تلك الخيالات الشيطانية التي للوقت الظهيرة (هناك اعتقاد أن لكل وقت من النهار هناك شياطين خاصة به ) . وهكذا الأبرص إذ كان قد قرر المجيء آملاً أن ينال الشفاء ، ولكن لم يستطيع بعد أن يحتمل ذاك اللهيب ، فقام ومشى وترك البيعة ونعم الشهيدان المقدسة ، وكل شفاءات الأمراض التي تنبع من هذا المسكن . أما القديسين فإذ قد رأوه في ذلك الوقت يتذمر على شفائه ، فرحموه مشفقين عليه ، متغاضين عن عدم تعقله أو إهانته لهم . وإذ كان في طريقه نحو ميترا ، في منتصف النهار صادفه القديسين الشهيدين في شكل رهبان ، مؤثرين عليه بمودة نقية ، وسألوه من أين يأتي وإلى أين يتوجه . أما ذاك فإذ كان في الحقيقة غير مبالي صرح لهم وتكلم عن القديسين وعبّر عن سخطه . ولكن الشهيدان أمروه أن يقول لهما لأي سبب ذهب هناك . أما ذاك فقال ” السبب ها أنتم ترونه ، لأنه غالباً ليس هناك داعي أن يقوله أحد . أما الطوباويان فسألوه مرة أخرى ، ولأي سبب انصرفت قبل التحرر من الداء ؟ فذكر لهم زمن الانتظار وأنه لم يستفد بشيء في فترة بقائه وكدليل على ذلك تلك البقع البيضاء القبيحة التي فيه . أما القديسان فلاماه ليس لأنهم لا يقدران أولا يريدان ، بل قالا له أنه غير مستحق لهذه الهبة بالإضافة للخشوع والتمييز التي كان يجب أن يتصف بهم . أما أولئك القديسين المحبوبين مشفقين عليه بأكثر من ذلك ، قالوا له “ثق وعد إلينا الآن مسرعاً ، وانظر عجائب الله ، وافتقاد القديسين لك . وإذ تصل إليهم في البيعة ، ستجد أربع جمال عند البئر يدورون حوله ، ومتأملاً في الرابعة تأخذ مخلفاتها وتحللها بماء البئر ، واستخدم هذه الخلطة وامسح بها جسدك كله دون أن تترك شيء دون استخدامه ، لئلا يبقى أي جزء دون أن يوضع عليه هذا الدهان ويبقى المرض ملازماً له” وإذ قالوا له هذا وجهاً لوجه ، اختفوا من أمامه تماماً . وإذ قد استوعب مباشرة هذه الرؤية المقدسة أن أولئك الشهيدان هما الظاهران له بأنفسهم والآمرين له ، توجه مباشرة إلى بيعتهم المقدسة ، وبجوارها وجد البئر والجمال التي قالوا له عنها ، وأمسك بمخلفات الرابعة وبللها بماء البئر ، ومسح بها جسده . وكان لم يزل هناك شيطان يحسده ، لأنه لم يدهن بهذا الدهان وجهه ، لأنه كان يجزع من تنظيفه . ولهذا بحسب الوصية الإلهية التي من قبل القديسين ، كل جسده مباشرة برأ من كل العلامات ، أما وجهه فبقي فيه بقع . فظهر بوضوح امتحان عدم طاعته لهم ، وقوة الشهيدان ، وأصبح كارز صامت وشهيد أمين بالحقيقة للوصية الغير منطقية التي أُعطيت له . وأدان إيليا ذاته كثيراً لعدم طاعته ، ولم يقدر أن يسترجع نهائياً ما سبق كعيسو الذي لم يستطع أن يسترجع البكورية بدموع . عن Theopempton ( ثيئوبمتون ) الذي به روح نجس : ثيئوبمتون والذي يعني مُرسل من الله فهو مثال لكل من له نفس اللقب . وسنسرد المعجزة التي حدثت معه ، والتي ستبهج الأتقياء الذين سيسمعونها ، وستكرز أيضاً بأقوى التماجيد عن عمل القديسين ضد الشياطين .وإذ كان ثيئوبمتون مصروعاً بشدة ، وكل من كان ينظر إليه تجري من عينيه الدموع إشفاقاً على ما هو عليه. إذ أن هذا المرض ليس خاص بالجسد ، ولكن مرض الروح التي لا تموت ، وفي هذا المرض ظل ثيئوبمتون ثمانية عشر عاماً خاضعاً وغير قادراً على تحمل وحشية الشيطان ، وأخيراً توجه إلى كير ويوحنا الشهيدين الذين يقدرون على طرده . وإذ قد قطع المسافة الأكبر من الطريق بتعب شديد (لأنه فعل ذلك ماشياً على قدميه بسبب قلة إمكانياته المالية) وإذ قد وصل عند غروب الشمس إلى البيعة ، وبعد تعب كبير قد استنزف كل قواه ، ففي فناء البيعة الخارجي تمدد غير قادراً حتى عل سير هذه المسافة الصغيرة لداخل البيعة ولكنه ظل عند مدخل البيعة . وهناك إذ كان نائماً طوال الليل ، ظهر له الشهيدان محبي البشر بشكل مألوف وليس غريب ، ودعوه بإسمه قائلين : أيها الأخ ثيئوبمتون ، ها الروح الشرير الذي يضايقك ويشقيك ، بإسم يسوع المسيح الذي احتمل الصليب لأجلنا ، تحررت منه . ولكن مجرد أن تقوم تشكر الله وتذهب إلى بيتك . أما ذاك فغير منتظراً أن تظهر الشمس على الأرض بالإضافة إلى التعب الذي هرب منه كما هرب الروح الشرير منه ، قام مباشرة من المكان الذي كان نائماً فيه وجاء إلى البيعة وبعدما قد الشكر لله وللشهيدين لأجل نعمة هذا الشفاء العظيم فرحاً ومتهللاً ومعلناً عظم المعجزة ، انصرف . ترجمة: يوحنا فورتوناس وإيريني مفرودي من المجلد 78 من سلسلة البترولوجيا |
||||
22 - 07 - 2016, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(8)
عن يوليانوس الأمير الذي شُلت كل أعضائه بسبب تصرف خاطئ يوليانوس المشهوربثروته الكبيرة بالإضافة إلى ما كان يملكه من صلاح وتقوى، فقد كان من جنس شريف ومعروفاَ لدى الجميع بلياقته يوليانوس هذا قد اعتراه مرض عضال ونال شفاء عظيم ، تاركاً ورائه سيرته علامة للجميع لتمجيد القديسين . اشتهر يوليانوس بشبابه بالإضافة إلى غناه ، ولكنه أُعتبر أبو الخلاعة ومعلماً لكل دنس . وإذ قد تولدت فيه الشهوة وخضع لها ، كانت تزداد لديه وتقوده وكانت تحاربه من جهة ثروته بالإضافة إلى جسده ، حتى انتصرت عليه وجعلته أسير واستعبدته وكانت ترغمه أن يعمل ما تريده به ، غير جاسراً أن يتصدى لهذه القوة التي كانت تأمره . كما كان يفعل إسرائيل القديم الذي كان يعمل في مصر لأجل أجرة . وكأنك تنظر إلى شخص عليل ضعيف راكباً على فرس هائج , وغير قادر على احتمال ثورتهم ولكنه منقاد إليهم دون إرادته , وممسكاً منهم بشدة ، وفي النهاية يترك اللجام فيهوى هو ومن معه إلى الهلاك . هكذا كانت روح ذلك الشاب مُسيطر عليها من قِبل الغنى كما تملكت عليه الرفاهية والشهوة الجسدية ، فإتجه إلى عمل الدنس وأُذل في أوجاع لائقة بالعبيد . وفي تلك الحالة التي وصل إليها يوليانوس ، وعلى الرغم أنه كان متزوجاً إلا أنه دخل في علاقات غير شرعية ، وإذ كان يملك ينبوع أسري كان يذهب ليرتوي بماء من ينبوع غير أسري ، فقد عشق إمرأة وارتبط بها في الدنس . ولكنه إذ كان مرتبط بزيجة مكرمة ومضطجع غير دنس ، شعر بأضرار العلاقات غير الشرعية فقطع علاقته مع تلك المرأة . أما هي فلم تحتمل الإنفصال عنه وإمتلأت بغيرة دنسة تجاهه ، حاربته بالسم مفضلة موته عن إنفصاله عنها . ولكنها فشلت من الإنتقام منه ، ولكن جعلت جثة هامدة لا فرق بينه وبين الميت ، بسبب السم الذي أثّر على يديه ورجليه ، ودمر كل عضو من أعضاء جسده . أما الله فقد حفظ ذلك الشاب ، وذكر له صلاحه ولم يذكر خطايا شبابه لأن اللههه يتغاضى عن خطايا البشر ولا يسخط علينا في الوقت ذاته ، لكنه يطيل أناته دائماً وينتظر عودتنا وتوبتنا . أما ذاك الشاب فكان منظره يُرثى له ، إذ كانت هناك كارثة تنتظر أسرته ويُتوقع الأسى عوض الفرح لإمرأته الشابة وإثارة الحزن لكل من يرون منظره .لأنه بأرجل آخرين كان يتنقل ، ويستخدم أيدي الآخرين ، وكل ما وهبه الله للبشر ليعملوه بأنفسهم كان يعمله بواسطة آخرين . ومن الأطباء لم يستطع أحد أن ينقذه من هذا الداء ، لا بواسطة الأكل ولا عن طريق المضادات ولا بواسطة دهانات متعددة ولا بأي نوع من المساعدة ، وبالرغم من كل هذه المحاولات كان يزداد الداء غير نافعاً أن يُنقذ بيد بشر أو بواسطة أي معونة بشرية. وعندما رأى ذويه هذا بالضبط ، توجهوا إلى الله والشهيدين ، تاركين مشورة الأطباء ومفضلين المعونة الإلهية . أما الشهيدان القديسان إذ قد حزنوا لأجله ، خففوا عنه الآم أوجاعه الشديدة ووهبوا له أن يحرك يديه ورجليه بالتدريج . ولكن كان هناك سبب جوهري يتعلق ببدعة ، يعوقهم عن شفائه بالكامل .لأن يوليانوس الشاب ، كان تلميذ يوليانوس القديم الذي كان يتبع أبوليناريوس وكان يتبع ذلك الإعتقاد . أما الشهيدان الطوباويان فقد ظهروا له عدة مرات ليلاً ، وكانوا ينصحونه أن يبتعد عن تلك البدعة وأن يقبل إلى شركة الكنيسة الجامعة . وفي مرات عديدة كانوا يظهرون له ممسكين بكأس الرب مملوؤ بجسده ودمه المكرم ، ويحثونه أن يتقدم لهذا ، مظهرين له أنهم يتناولون منه ويدعونه أن يشترك معهم في التناول ، وليس لهذا الحد فقط بل كانوا يوضحون له إعتقاد الكنيسة الصحيح . وقد قاموا بكل هذا وبأكثر من هذا ولكنهم لم يقنعوا يوليانوس ، لأنه لم يرد أن يقتنع ، فعادت له الآلام الأولى مرة أخرى ، وثارت عليه سهام الأوجاع وربطوا رجليه وقدميه كما كانت من قبل ، وازادوا عليه الأوجاع جداً ، حتى يثبتوا له عن طريق الأعمال هذا الأمر ويربطون فمه بأربطة ولجام الذي لم يقبل إلى الله بإيمان صحيح . أما هذا الشاب على الرغم من الإرشادات العديدة والظهورات المتعددة ، وبالطبع قبل كل هذا المعجزة التي حدثت له شخصياً والتي ذكرناها سابقاً ، لم يقوى على أن يتخطى تلك الضربات الصغيرة ، وكان يبكي ويصرخ ويتضرع ويدعو ويعترض ويرفع صلوات متوسلاً للقديسين ، ولكن ليس منجي ولا مخلص ولا رافع للتجربة ولا أحد قادر على المعونة لأن ما حدث كان بسبب سخط القديسين . وبعدما هدّأوا نار تلك العذابات وأعادوا الوداعة لذاك الذي كان قبلاً هائجاً ظهروا له مبتسمين وسألوه أن يخبرهم لأي سبب كان يبكي ويصرخ هكذا . أما هو فكان يخبرهم بأنهم لا يبالون بمرضه ، ويدعوهم أن يساعدوه لأنه في حالة خطيرة . أما الشهيدان الطوباويان فقد ذكّروه بإيمانه في رؤية ووضحوا له أن تلك الآلام التي تضايقه هي بسبب ذلك وأنه لن يتحرر من تلك الآلام لو لم يتخلى أولاً عن الهرطقات التي تسيطر عليه ويقبل لشركة الكنيسة الرسولية . أما يوليانوس فكما قيل له هكذا فعل ، آمن وظل يصلي . وعندما نظر الشهيدان كيف أقبل إليهم هذا الشاب وآمن بما قالوه له تحرر من مرضه المزدوج ، ونال صحة الروح وعافية الجسد لأجل إيمانه . وأنه غير مفيد أن أصمت عن نعمة وعمل القديسين الذي ظهر في مشاركتهم ليوليانوس ، وهو ما يلي : لأنه إذ رأوا أن ذاك يبتعد عن الإيمان السابق ويقبل على الإعتراف بالإيمان الحقيقي للمخلص ، كان يخجل من التناول من الأسرار المقدسة ويظن ذلك عدم أمانة منه ، فعملوا معه عمل عجيب ومبهج . فقد ظهروا له في الحلم كما اعتادوا أن يفعلوا وقالوا ” ها نحن نقترب من ميلاد المسيح ، الذي فيه أرسل الله الآب إبنه الوحيد الجنس ليتجسد ويتأنس . لأنه إحتفال مقدس ومكرم للسكندريين ، أن يذهب أبناء ومدبري الكنيسة الجامعة إلى البيعة التي تُدعى ثيؤنا والتي تنسب إلى القديسة العذراء مريم والدة الإله . فإلى هناك تذهب صائراً واحداً من الذين يحتفلون بهذا الميلاد المقدس ، معدوداً ضمن مؤمني الكنيسة ، ومشاركاً في التسبيح ، ومصغياً إلى القراءات الرسولية ، وسامعاً بوق الأناجيل المقدسة لأنه حتى تلك القراءات تكون موجوداً . ومن بعد إنتهاء القراءات المقدسة ، وكعاداتهم القديمة تخرج خارجاً ، مهيئاً نفسك لما هو غير متوقع ، وإذ قد تخرج من البيعة تظل واقفاً في الطريق . لأن ذلك الموضع مشهور بمدينة الإسكندرية ، ومصمم على هيئة طرق رئيسية ، وفي وسطه تقاطع طرق ومزين بأعمدة ورخام ، ومزدحم بالجمع الغفير وملئ بالأسواق من كافة المحال التجارية ، وإذ قد تمشي فيه مترقباً إنصراف الجموع . وعندما تجد أن الجميع انصرفوا إلى منازلهم ، ودون أن تتوجه إلى أي أحد تذهب إلى البيعة وتتناول من الأسرار المقدسة ، وعندما تعود إلى بيعتنا تهدأ . وعندما يتم هذا الذي قيل لك ستتحرر مباشرة من عار الهرطقة الحالية ، ويبطل الخزي عنك ، وسيكون لك مكافأة الخلاص ، وهذا ما أوصاه به القديسين . أما يوليانوس إذ قد تلقى تلك المشورة من قبِل القديسين خضع لهذا وذهب ليطيع الوصايا . ولكن الأمور لم تكن كما كان يظن وليس كما كان يتمنى أو يحلم ، على الرغم من أنه كان يظن أنه ستتحقق الرؤية . ولكن ما قد رآه القديسين حسناً قد فعلوه ، مبشرين بقول المخلص ” لأنه هكذا يضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ” . لأنه ما كان يريدون الشهيدين أن ينادوا به على الملأ ، ذاك كان يفكر أن يفعله في الخفاء . وإذ قد أقبل عليه عيد الميلاد المجيد ، تذكر يوليانوس وصايا القديسين ، ذهب إلى البيعة التي يطلق عليها ثيؤنا ، وقد سمع مباشرة الإنجيل والقراءات المقدسة ، وبعد تلك القراءات خرج إلى الشارع وبقى هناك حتى وقت الإنتهاء وبعد خروج المؤمنين وإنصرافهم عاد إلى البيعة مرة أخرى واختبئ فيها وكما توقع تناول من الأسرار ، لأنه إذ اتضع وانحنى ، كما هو واجب ، وتناول من الجسد المقدس ، جاء إلى البيعة ، من بعد تبريره ، أتباع بدعة غيانيتوس ، والذي كان عددهم ما يقرب من مئة ، ليفوا ذلك كالعادة ، محافظين على احترام ومراعين العبادة المعتادة لوالدة الإله . الذين إذ رأوا يوليانوس يتناول ، اندهشوا من تغير هذا الرجل ، وكانوا يمئون لأولئك الذين لم يروه ويشاورون عليه . أما ذاك فإذ قد رفع رأسه بعد أن أخذ في أحشائه الغذاء المحيي ، ورأى أولئك إمتلئ من كل خجل على الرغم من أنه يعلم المعجزة التي حدثت له من قِبل القديسن .وكان يخبر كل الذين يسألونه عن كل شئ ، وأن ما ناله هو من عمل الشهيدين . وبهذه الطريقة حدث انضمامه للكنيسة الجامعة ، بمعجزة ، ومملؤة من المودة والنعمة ، لأن مرض الجسد كان مرتبط بتغيير الروح . أما نحن مكملين ما يخص هذا الحدث ، وممجدين القديسين ، ننتقل إلى معجزة أخرى ونتمم سردها . ترجمة: يوحنا فورتوناس وإيريني مفرودي من المجلد 78 من سلسلة البترولوجيا |
||||
22 - 07 - 2016, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(9)
عن يؤانس (يوحنا) ذو الذهب الذي قد تعفنت رجليه: ولنذكر أيضاً يؤانس والذي لُقب ” خريسون ” (ذو الذهب أو الذهبي) ولأنه من غير المعقول أن يُسمى ذو الذهب وهو محروم من الذهب . ولكنه قد نال مقتنى أغلى من الذهب من قِبل نعمة القديسين عليه ، والتي يهبونها بفيض لكل الملتجئين إليهم ، إذ لا يصرفون أحداً فارغاً ، إلا إذا كان شريراً وغير مستحق لعملهم هذا ، وعدم إستحقاقه يرجع لعدم إيمانه ، أو لأن ينوي بإرادته أشياء خبيثة ، وبهذا تظهر غيرة الإيمان التي للقديسين ومحبتهم للأعمال الصالحة . أما يوحنا فإذ كان يصارع من أجل إقتناء المال والألقاب ، أصيب بمرض شديد لم يكن قادراً بسببه على التفوه بأي كلام أو الذهاب للأطباء لنوال الشفاء ، لأن رجليه قد تآكلت وكأنها بسبب سخط إلهي عليه . وإذ قد تعفن الجلد المحيط بالرجل ، حتى أنه من شدة التعفن – والذي كان يحيط بكل جزء من جلده – تعرى لحمه من كل ما يكسوه ، وفقد الغطاء الذي كان موجود بالطبيعة ، وبسبب التعفن السريع الذي حدث بالجلد الذي يحيط بالرجل ، انفصل عن لحمه وسقط من رجله . وإذ قد مر وقت طويل بالمرض مخدوعاً من كلام الأطباء الكاذب ، غير مستفاد منهم بشيء وكأنه كلام متطاير في الهواء ، دون أن يمس الداء . ليس فقط ذلك بل والوقت الطويل للمرض وهو محصوراً تحت ألم شديد ( مستحقاً الشفقة ) وإذ لم ينال أي إستفادة من قِبل الأطباء بالنسبة لمرضه ، فتركهم نهائياً وتوجه إلى كير ويوحنا في المكان المعتبر كعيادة لهم . واما الشهيدان كأطباء حقيقيين أرادوا أن يُظهروا له الفرق بين قوتهم الإلهية وضعف الأطباء ، وفي حلم أظهروا له المساعدة واهبين له طريقة الشفاء ، وهي عبارة عن ملح وكمون يخلطان معاً ثم تدعق به كل الرجل حتى تُزرع مرة أخرى الرجلين . وهذا ما فعله بالضبط المريض بمجرد إستيقاظه إذ قد تممه مباشرة فخلص نفسه من الآم شديدة وعظيمة وليست قليلة . هذا الذي كان عن قريب من المصير العام وهو الموت والانهيار فبتأثير الكمون والملح كان يلتئم وبمشورة الشهيدين كان يتقوى وبأمرهم الإلهي يطرد الموت المنتظر . وهكذا نمجد الله وعمل الشهيدان في هذه المعجزة . عن بافلو ( بولس ) الذي كانت رأسه ممتلئة بالديدان : كان بافلو شخص فقير جداً ولايملك أي ذهب وقد أصابه ألم ومرض لا يُحتمل ، كان يشتاق أن ينال الصحة من قِبل الشهيدين ، وكان يأمل أن ينال الشفاء بواسطتهما . وإن كان هناك قد فاز بدواء لفقره ، فهنا قد نال الشفاء من مرضه . وهذا كان مرضه ، وهكذا نال الشفاء . كانت رأسه تؤلمه كثيراً وكان من الصعب وصف الآمه ، فقد بدأ بالألم والصراخ وعدم النوم وبعد ذلك ظهر الورم الذي كشف عن سر هذه الآلام . ولكن على الرغم من الآلام الموجودة لم يُكتشف وجود الورم . وهكذا بدأ بعض الأطباء أن يُرجعوا سبب الألم لوجود شيء بالدم ، وآخرون قالوا أنه قد يكون بسبب تجمع صديدي مكان ورم قد أستئُصل من قبل ، وآخرون قالوا أنها أعراض لمرض آخر سوف يظهر فيما بعد . وهكذا لم يصلوا بكلامهم إلى الحقيقة ولكنهم كانوا يستنتجون فقط ما يسمعونه ، ويحللون آراء الآخرين حسب إستنتاجاتهم . ولكن القديسان إذ كانوا يعلمون تماماً المرض ، ويعلمون سبب الألم الشديد ، بطريقة مرحة قد وهبوا له الشفاء ، لكي يظهروا لأولئك الذين يروا الشفاء مستحيل ، أنه مجرد شيء سهل وبسيط . ولنسرد إذا طريقة الشفاء المرحة واللذيذة ، مظهرين لكل السامعين قوة القديسين والفرح الروحي المقترن بخفة الروح التي صُنعت بها تلك المعجزة . لقد جعلوا بافلو ينام ( لانه غالباً في غفلة نوم قد سقط ، إذ كانت رأسه تؤلمه ، حتى أنه استسلم للآلام تماماً ) ، وجاءوا إليه ليلاً في نومه ، واهبين له وسيلة الشفاء وبشروه بنوال الصحة . فقالوا له “في الفجر باكراً ، عندما تقوم من فراشك ، توجه نحو البوابة التي تجاه البحر والتي تبعد عن البيعة مسافة البستان التي يحيط بها . والشخص الذي ستصادفه هناك أصفعه بشدة على وجهه ، وعندما ستفعل ذلك ستجد الشفاء للمرض العالق بك . وأما هو ، إذ كان يظن أن ما رآه مجرد حلم ( خيال ) لم يفعل أي شيء مما قالوه له القديسين ، وعلى الرغم من أنهم أمروه مرتين أن يفعل ذلك ، إلا أنه لم يفعله . وإذ قد قال له الشهيدان ذلك للمرة الثالثة ، شددوا عليه أنه إن لم يفعل ذلك لن ينال الشفاء الذي يرجوه . فقام باكراً عن الموعد المحدد وقام من فراشه وتوجه نحو البوابة المشار إليها ، فقابل عند تلك البوابة جنديا ممسكاً في يده عصا ، وظاهراً عليه علامات قلب ممتلئ غضباً ، فذهب بافلو وصفعه بقوة على وجهه متسبباً له في جرح . أما هذا الجندي ، فإذ لم يكن له دراية بأي شيء ، فبمجرد أن صفعه بافلو بدأ حالة دفاع عن نفسه ، ورفع عصاه مباشرة وضرب ذاك على رأسه متسبباً له في جرح أعمق كرد على ضربته له . وإذ قد أصيب بافلو في رأسه بجرح ، سقط أرضاً بسبب إصابته ، وأخذ ينزف دم وديدان ، حتى أخرج من كل مكان من داخله ديدان كثيرة جداً . وتلك هي التي كانت تأكله باستمرار ، وهكذا تخلص من دائه ، خلاص غير متوقع قد ناله بسبب جرح وإصابة ، فهو جرح الدواء ، ومعاون للمرض ، وضمادة للداء وشفاء للرذيلة . وإذ قد جنى الشفاء الكامل ، انشد مديح للشهيدان ومجَّد الله كما يليق به ، الذي وهب له الشفاء بواسطة أولئك ، وانصرف تاركاً لنا الدافع والحجة لنرنم للمسيح والشهيدين . عن ماريا المصابة باستسقاء: أن عمل المعجزات لعجيب فأنه يهب شفاء الجسد والروح معاً . بل وتهب بالأكثر الإيمان للروح بالإضافة إلى التحرر من الأمراض الجسدية ، ولكليهما أي الجسد والروح تهب الابتهاج المملوء بفرح روحي عميق ، والتي لا نستطيع القلم أن يعبر عنها أو يصفها . والآن في مشاركتنا للذين شفيوا ، وافتخارنا بالشهيدين نذكر ماريا التي كانب مصابة بمرض عديم الشفاء ، هذا المرض الذي يسمونه في الطب “مرض الإستسقاء” . ولكن لا يستطيع الطب أن يقدم أي وسيلة للشفاء أو لتخفيف الالآم منه . وهذا ما أصاب ماريا ، حتى وصلت لمرحلة خطيرة إذ تورم جسدها وأصبح منظرها مفزع ورهيب ، ومن بعد كشف الأطباء عليها وتشخيصهم وتأكيدهم أن الموت وشيك وأن الخطر شديد ، توجهت إلى بيعة القديسين وجلست هناك على الأرض تصرخ من الألم ، وتشكي مرضها التي لم تعد تتحمله . وإذ كان المرض يضغط عليها ويضايقها بسبب الانتفاخ الشديد ، ترآى لها الشهيدين الكثيري الرحمة في حلم ، ووهبوا لها الشفاء التي لم تكن تأمل به ، ووصفوا لها الدواء لمرضها وأمروها أن تتبعه سريعاً . كان الدواء عبارة عن خبز يابس ، كان هذا الخبز يخبز في قرية مجاورة تُسمى “إيراكلية” ، والتي مجرد أن قامت من نومها وطلبته أسرع الحاضرين وأتوا به إليها وبللوه في مياه النبع ، وفردوه عليها من أعلى رأسها إلى قدميها ، كما أوصاها القديسان أن تفعل . وإذ كانت تجف هذه الخلطة من الخبز اليابس المبلل الموضوع على جسدها كانت المياه الفاسدة التي بداخلها تجف كلها وتخترق السطح بدون ألم ، وكأن الخلطة السابقة التي وضعت عليها قد استُخدمت كإسفنجة أو ماصة . وهذا الدواء لم يمتص فقط تلك المياه الكثيرة التي بداخلها ولكنه أزال عنها أيضاً منها الموت المحقق عنه . وماريا التي كانت في حالة خطرة ، بسهولة قد تخلصت من الخطر بإلتجائها لقوة الشهيدين الذين كانوا أقوى حتى من المرض . ونحن أيضاً نرفع الشهيدان ونمجدهم على عملهم مع ماريا وكمبادرين للمعونة لكل من يلجأ إليهم بإيمان . ترجمة: يوحنا فورتوناس وإيريني مفرودي من المجلد 78 من سلسلة البترولوجيا |
||||
18 - 09 - 2016, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: عجائب القديسين كيروس ويوحنا
شكرا لتعبك ربنا يبارك خدمتك
|
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(4) |
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(6) |
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(7) |
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(8) |
عجائب القديسين كيروس ويوحنا(9) |