العبد البطَّال
والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان
( مت 25: 30 )
بسبب المعرفة الخاطئة عند ذلك العبد الشرير والكسلان، نتج موقف وتوّجه خاطئ منه نحو السيد. وهذا التوّجه يتضح من كلماته التالية للسيد: «خِفتُ، ومضيت، وأخفيت وزنتك في الأرض».
وعبارة «خِفتُ» عبارة خطيرة، لأن سفر الرؤيا يوضح لنا أن الخائفين وغير المؤمنين هم على رأس قائمة مَن يُطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ( رؤ 21: 8 ). ولم يكن خوف صاحبنا من نوع خوف نوح ( عب 11: 7 )، أو خوف راحاب ( يش 2: 9 - 11)، بل من نوع خوف فيلكس وارتعابه ( أع 24: 25 ). لقد كان حال ذلك العبد بالنسبة للمسيح هي حالة العِداء لا السلام، البُغض لا الحب، الرفض لا الإيمان.
ونتيجة لخوفه يقول: «مضيت وأخفيت وزنتك في الأرض». والإشارة إلى الأرض هنا لها مدلولها. فذلك العبد الشرير يُعتبر مثالاً لأولئك الذين تعطلهم مشغوليات الأرض عن اهتمامات السماء، وإذ يتجه نظرهم دائمًا إلى الأرض، فلا يوجد لديهم وقت للنظر إلى السماء ولا للتفكير في الله.
وأخيرًا قال ذلك العبد الشرير لسيده: «هوذا الذي لك». وكأنه يقول: مع إني لم أربح، لكني أيضًا لم أُنقص مما أعطيتني. لقد كنت حياديًا بالنسبة لك ولعملك. ولكن السيد رفض هذا المنطق، وقال له ما معناه: ”حيث إنك ظننت أنني كما ذكرت، فكان المفروض أن يعطيك ذلك دافعًا أكبر لتشتغل بوزنتك. فهذا ليس عذرًا لك، بل حيثية لاتهامك“. والرب هنا يدينه من أقوال فمه، فيقول له: «كان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا». وفي التطبيق الروحي الآن، يمكن اعتبار الصيارفة صورة للذين يمكنهم استخدام الإمكانيات التي لدينا بصورة أفضل. فنرسل أموالنا لدعم المُرسلين، أو إلى دور الكتاب المقدس، ودور النشر التي تنشر الحق المسيحي، والإذاعات والقنوات الفضائية التي تنشر الإنجيل الصحيح.
ويختم الرب كلامه عن ذلك العبد بالقول: «والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية». وبذلك نحصل على وصف ثلاثي له، فهو شرير وكسلان (ع26)، وأيضًا بطَّال (ع30). ووصف ذلك العبد بأنه بطَّال أي بلا فائدة وبلا نفع، معناه أنه ليس هناك نفع حقيقي في حياتنا في هذا العالم إلا فيما نصنعه لأجل المسيح.
ليتك عزيزي القارئ تراجع حياتك الآن، قبل فوات الأوان.