كان في واحد بيحب مراته أوي
ومن كتر حبه فيها وغيرته عليها مكانش عاوز حد يكلمها ولا يلمسها قال انه هيخليها تاج على راسه
وفعلا حطها تاج فوق راسه
ومضى في حياته والدنيا شغلته ونسي ان فوق راسه تاج
رايح جاي بيه في كل مكان والناس تشوفه بالتاج تنبهر وتحسدهم سوا
فضلت زوجته اللي هي التاج فوق راسه
بتتفرج على الدنيا من فوق
بس مش لاقيه حد تكلمه ولا حد يكلمها
كل ما الملل يتمكن منها كانت تنقر له فوق راسه تفكره انها موجودة ومحتاجة اهتمامه وكلامه وحنانه
كان احيانا يكلمها ويعبرها وأحيانا يعتذر لها بأنه مش فاضي ولا ثانيه
مرة على مرة على مرة كرامتها وجعتها من كتر طلب الاهتمام أترجته ينزلها من على راسه ويخليها جنبه وفي حضنه
بس مفيش فايدة
قامت صاحبتنا استسلمت لليأس ونقح الكرامة وحطت إيدها على خدها وانزوت ساكتة
بطلت تنقر على راسه
بس أخينا من كتر انشغاله مأخدش باله
مكانش يعرف ان المحب لما يبطل يعاتب ويلوم يبقى رصيدك عنده بيقل ولما كمان متنتبهش لكدا يبقى رصيدك ينفذ بسرعة أوي
فضلت وردتنا وتاجنا تدبل يوم ورا يوم
ييجي عليها مطر وتراب ومحدش يشيل عنها ولا يمسح عنها الغبار
لغاية ما صاحبتنا بدأت تصدأ من بره وتهتريء من جوه
وفي يوم من الايام
وصاحبنا ماشي وشايل تاجه فوق راسه صاحبتنا لمحت شجرة عصافير كلها حياة وأمل ورفرفة ونشاط
حست بروح حلوة مفتقداها اتمنت لو تعيش وسطهم
فضلت تراقبهم في الرايحة وفي الجاية تبتسم لهم ويبتسموا لها تشاور لهم ويشاوروا لها
وكل ما تعدي عليهم يترجوها تفضل وسطيهم ولو شوية لان الألفة بينهم مكانتش شوية
وصاحبنا تحت مش واخد باله من اللي بيحصل فوق راسه من كتر انشغاله
وفي يوم من الأيام وصاحبنا معدي تحت الشجرة مسكت التاج بغصن الشجرة
كانت بتشوف هياخد باله ولا كالعادة
مشي صاحبنا سرحان في حاله ومآله ومأخدتش باله ان التاج ساب راسه
صاحبتنا زعلت واتقهرت ان وجودها وعدمها بالنسبه له واحد
طلعت الشجرة وعششت مع العصافير وقالت لنفسها خليني هنا شويه من باب التغيير
طالما هنا عِش وهناك نفس العش بس هنا هتلاقي حد يسمعها ويقدرها وتحس انها بجد فرقت مع حد
ويوم ورا يوم حبوها العصافير وكانوا يسمعوا حكاويها بإنصات واهتمام ويصقفوا لها بانبهار وكانت حلوة اللسان خفيفة الظل أسرت الكل
وصاحبنا في غفلته الناس نبهته
فين مراتك يا أخينا؟
من فترة مش باينة علينا؟
ليه شلتها من فوق راسك؟
دي كانت زينتك ووقارك؟
صاحبنا حط ايده فوق راسه ملقاش تاج راسه
قلبه انخلع وراح يدور ويدور
لقاها وسط مملكة العصافير
والكل بيها من الفرحة طاير
أخدها من وسطهم
عاتبها على بعدها
حاولت تبرر ملقتش كلام تقوله
قصاد دموعه وندمه فضلت ساكته لا بتبرر ولا بتلومه
أخدها وبيبص عليها لقاها واحدة تانية أكل عليها الزمن وشرب وغير كل حاجة فيها
حاول يلمسها لقاها هشة من الصدأ خاف تتفرفت في ايده
مسح عليها بقطنة بالرااااحة من بره
وهو اكتر حد عارف ايه اللي جوا؟
وحطها فوق راسه بعد ما أخد منها العهود انها مش ترجع تسيبه وبين لها ندمه على تفريطه
وفي اول ايامه بعد عودة التاج
حاول يكون دايما مهتم
بس لا هو حس بالأمان
ولا هي رجعت زي زمان
وكل واحد جواه حكايات وساكت
بس قدام الناس التاج وصاحبه
سوا في كل مكان زي زمان
ورجعت ريمه لعادتها القديمة
وصاحبنا انشغل بالحال والمآل وهم العيال
بس كل شويه يبص فوق يشوفها بتكلم العصافير ولا عالعهد باقية
ونرجع نقول
تاني ونعيد
الإهمال يقتل كل جميل
كل واحد يخلي باله من تاجه
منقوله