المسيح ليس نبياً
أيها المسيحيون، المسيح ليس نبياً، إنه من كان في البدء، من ” قبل إنشاء العالم ومن به العالم كوّن،” إنه الكلمة، إنه الله. “وكان الكلمة الله.” (يوحنا ١:١ )
المسيح ليس نبياً، المسيح هو صورة الله الذي “باسمه تجثو كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب،”( فيليبي ٧:٢ ) المسيح هو الله الظاهر في الجسد.( ١ تيموثاوس ١٦:٣ )
” لَمَّا سَأَلَ المسيح تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ فَقَالُوا:«قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ المسيح ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يعلن لك ذلك، لكن أبي الذي في السموات.” ( متى ١٦: ١٣-١٦ )التعريف الحقيقي بالمسيح هو تعريف بطرس المعلن له من الله الآب وأي تعريف آخر به ليس من الله.
ان كل الأنبياء كانوا بشراً وَعَبَيداً لله ومرسلين من قبله، حتى يوحنا المعمدان أعظمهم -كما وصفه الرب – قال عن المسيح “الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ.”( يوحنا ٢٧:١ ). أما المسيح فهو الله المرِسل ، أرسل ألنبياء في العهد القديم وأرسل الرسل والكنيسة وكل منا بعد التجسد.
إن جميع الأنبياء – وفي أفضل أحوالهم – لم يستطيعوا أن يقدموا في رسالتهم أكثر من الشريعة أو حثوا على العمل بها. كل الوصايا والشرائع كانت ناقصة لأجل هذا تجسّد الكلمة – لبس جسداً- ليكمِّل( من الكمال ) الناموس الناقص بوصية جديدة لم توجد في كل الوصايا السابقة قبل التجسد ألا وهي المحبة. بهذا عرفنا أن أي شريعة تخلو من المحبة تخلو من الله. بتجسده، رفع أعطى معنىً جديدة للوصايا. من يحب لا يحتاج الى أية وصية أخرى، من يحب لا يقتل ولا يسرق ولا يشهد بالزور ولا يشتهي شيئاً إلا أمراً واحداً : جمال وجه الله والحياة الأبدية معه لأنه أحبنا وبذل نفسه من أجلنا ” لتكون لنا الحياة وتكون لنا أفضل.”
إن قُلْنَا إن المسيح نبيٌ نجدّف لأننا ننكر ألوهيته. لم يستطع لا نبي “ولا انسان ولا ملاك أن يخلصنا”، ولو استطاعوا لما كان ضروريا تجسده وموته على الصليب. يجب أن نفهم الكتب. لا معرفة حقة لله دون عقيدة حقة.نحن في المعمودية لبسناه فصار حياً فينا يفيض من خلال ضعفنا نوره جاذباً الجميع. من عرف المسيح حقاً يشهد له لا يساوم على قول الحقيقة إرضاء لمشاعر آخرين لان الحقيقة ليست ملكه.
إن تعايش المسيحيين مع جيرانهم وإخوانهم من أديان أخرى لا يجب أن يبنى على الغش والممالقة والكذب، من يكذب في إيمانه يكذب في كل شيء. ألإعتراف بالمسيح رباً ومخلصاً هو فعل محبة كاملة لله ولجاري ولأصدقائي وللعالم. هذه هي غاية وجودي وهذا هو جوهر بشارتي “وألويل لي إن لم أبشر” يقول الرسول.
ليس المسيح ولا المسيحية ملكاً للسياسيين أو الإعلاميين المسيحيين . يفسرونها على مقاسات انتماءاتهم واصطفافاتهم وصفقاتهم. السياسيون المسيحيون هم خدام مدنيون للشعب المؤمن في حاجاته المدنية. لا السياسيون ولا الإعلاميون هم ناطقون باسم الكنيسة إن لم يكونوا فعلاً أعضاء حية في جسد الكنيسة مفعّٰلين كهنوتهم الملوكي وشاهدين للحق.يا سادة، إن لم يحترمكم شركاؤكم في الوطن لفضيلتكم ولنور الإنجيل الفائض من وجوهكم لن يحترمونكم يوم تجدفون على اسم المسيح محاباة للوجوه أو لملك أو لأمير.
إن بنيان تعايش مع اخوة لنا اختاروا إيمانا آخر لا يصير على حساب نكران الإيمان الحقيقي وممارسة التقية. التعايش لا يصير من خلال تغيير الحقائق لبنيان واقع غير مبني على الحق. هذا تعايش زائف ولا يستمر، التعايش هو قبول أخي في الوطن كما هو وإلى أي إيمان انتمى، فلا دخل للدين في المواطنة. التعايش يُبنى على الحرية وعلى عيش القيم الانسانية والأخلاقية والحقوق والواجبات. تحريف معتقدي كسباً لمودةٍ أو شهرة أو منصب أو لمال هو كذب على الله وعلى الناس.
في كل عيد ميلاد نجدد محبتنا وجرأتنا وقسم معمودتنا لأن نكون “شهوداً للحق “ونوراً لكل الأمم في كلامنا وسلوكنا. إعترافنا بالحقيقة وإعلانها هو واجب محبة لِلَّه وللعالم أجمع، وبعد ذلك ” فلنتحاجج، يقول الرب. “
نقل هذا المقال من صفحة الأب ثيوذرس
الأب ثيوذورس داود