يسـوع يحبـك
بيـن اللصـوص.
يحكى في التاريخ الكنسي أن القديس يوحنا الرسول عهد إلى أسقف كنيسة أفسس برعاية أحد الشباب الذي تاب حديثا. وبعد زمان عاد وسأل الأسقف عن هذا الشاب فعلم أنه ترك حياة التوبة واصبح رئيسا لعصابة لصوص ... فذهب إليه القديس وعندما رآه الشاب انطلق هاربا، فركض خلفه القديس صارخا "ارحم شيخوختي ... لا زال يسوع يحبك" فتوقف الشاب وسقط أمام القديس باكيا وكانت توبة بلا رجوع.
أخي العزيز أن يسوع البار يحبك، فقد جاء ليدعو الخطاة إلى التوبة (مت13:9) ألم يطلب من أجل صالبيه بكل حب قائلاً: "يا أبتاه أعفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو24:22).
ألم يخاطب اللص المجرم الذي تاب في اللحظات الأخيرة قائلاً: له "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو43:23).
فيسوع يحبك كما أحب المرأة الخاطئة وغفر خطاياها (لو7) وكما أحب المرأة التي أمسكت في زنا ولم يدينها (يو8).
يسوع المحب جاء إلى العالم ليخلص الخطاة (تى15:1).
وهو لم يأت ليهلك بل ليخلص ما قد هلك (مت11:18).
* قال أحد الأباء:
آه لو علم الخاطئ أن كل ذنوبه مع تعدياته وضعفاته هي موضع إشفاق الله. ومحل عفوه وسماحه ...
وأنها مهما تعاظمت وتفاقمت فلا يمكن أن تصد قلبه ... أو تطفيء رحمته ... أو تعطل حبه ولا إلى لحظة واحدة ...
آه لو علم الخاطئ ذلك ... لما تمسك بخطيته ورضى بالظلام والتمس البعد عن الله كحاجز يغطى خجله عن رؤية وجه الله الذي يتودد إليه ويناديه ... فليتك إذن يا أخي تثق في محبة الرب لك شخصيا برغم آثامك فيكون ذلك حافزا لك على حياة التوبة ...