كورسات الإعداد للزواج بين الإستفادة والإجبار ...؟!!
اصدر المجمع المقدس مؤخرا عدة قرارات من ضمنها قرار بشان دورات اﻻعداد للزواج حيث تضمن القرار ان تصبح اجباريه قبل الزواج على مستوى كافة اﻻيبراشيات بحلول يوليو 2017 . ايبراشية المعادى كانت قد طبقت هذا اﻻمر منذ بدايه العام الجارى . ..ولكن هذا الامر لقى قبولا عند البعض وعدم استحسان عند البعض الاخر حتى انه مؤخرا بدا بعض المخطوبين ياخذون قرار الزواج فى ايبراشية اخرى للابتعاد عن اجتياز دورة الاعداد للزواج فقط لانها اجباريه دون النظر الى اهميتها او الفائدة التى قد تعود على الخطيبين من حضور دورة كهذه . الرغبة فى الاستفادة هى الأساس مارثا عادل – محاسبة – قالت : ” اعتقد ان دورات الاعداد للزواج مهمه جدا للخطيبين وعليهم ان يجتازوها باهتمام وللاستفادة بشكل اساسى وليس لمجرد انها اجراء اجبارى فى بعض الكنائس لاتمام اوراق الزواج بها ، خاصة وان هذه الدورات تشتمل العديد من الموضوعات المهمه التى تساعد الخطيبين فى بداية حياتهم الزوجيه فيما بعد لاجتياز بعض المشكلات والازمات بشكل افضل نسبيا على سبيل المثال التعامل مع المشكلات مع الاهل او الازمات المالية و الاقتصادية داخل الاسرة وبالاخص حينما يترك الزوج عمله .” وأضافت :” ولكن بالرغم من اقتناعى باهمية هذه الدورات الا اننى اجد انها تاتى بفائدتها فقط حينما يكون الطرفين لديهم الرغبة للاستماع ولمعرفه المزيد والاهتمام بحياتهم بعد الزواج وكيف تكون اسرتهم ناجحه وسويه ويتحدوا المشكلات والصعاب معا ولكن بدون هذه الرغبة قد تصبح الدورات واجتيازها مجرد حبر على ورق ليقوموا باستكمال اوراقهم للزواج بكنيسة او ايبراشية بعينها وفقط ..!! “ عدم المرونة مشكلة سارة فكرى – اجتازت دورة الاعداد للزواج مؤخرا – قالت : ” بداية فلقد اجتازت دورة الاعداد للزواج فى كنيستى لانها اجبارية قبل اتمام الزواج ،وهذا الامر كان يعد عقبه بالنسبة لى ولخطيبى ، وكثيرا ما قال لى بعض الاصدقاء ” ليه واجعه دماغك ما تروحى تتجوزى فى ايبراشية تانية ” …؟!! فلقد كان خطيبى غير مقتنع بفكرة الاجبار فى مثل هذه الدورات ،وهو الامر الذى جعل الاستفادة اقل فمجرد الشعور باننا مجبرين على شىء امر غير مفضل . بالاضافة الى انه لا توجد اى مرونة فى الحضور ومواعيد المحاضرات والغياب ..فعلى سبيل المثال فان من يتغيب اكثر من 3 مرات فى الثلاثة اشهر مدة الدورة لا يستطيع ان يحصل على شهادة اجتياز الدورة ..؟!!! وهذا الامر غير جيد من وجهه نظرى ، حيث ان الهدف هو الالتزام لكن الاجبار بهذه الطريقة يجعل هناك رد فعل عكسى لدى الكثيرين من قبل بدء الدورات . أضافت سارة قائلة : ان المحاضرات بعضها مهم جدا واخرى كانت نسبة الاستفادة بالنسبة لى اقل ،ولكن ملاحظتى الاساسية ان هناك كثير من الشباب والفتيات ياتوا الى هذه الدورات كاجراء روتينى واجبارى عليهم وفقط وهدفهم هو الامضاء فى الحضور .بالاضافة الى انه من وجهه نظرى ان الكنيسة تحتاج ان تعمم مثل هذه الدورات خاصة فى المناطق التى يتم فيها تزويج الفتيات فى سن مبكره نسبيا مثلما فى بعض القرى . وأوضحت سارة انها تتفهم جيدا حرص الكنيسة وخاصة ايبراشية المعادى فى تطبيق الدورات الاجبارية قبل الزواج للحد من المشكلات بعد الزواج خاصة بعد زيادة نسبتها خلال السنوات القليلة الماضية ،وهى بالفعل مبادرة ايجابية من قبلهم ولكنى اقترح اما ان تكون اجبارية لكافة الايبراشيات او اختياريه للجميع ، بالاضافة الى ضرورة ان يكون هناك مرونة اكثر فى التعامل مع مواعيد المحاضرات ونسب الغياب ومراعاه الظروف الضاغطة للكثير منا فى عملهم . عادل زكريا – صيدلى – قال :” بالرغم من اقتناعى بدورات الاعداد للزواج واهميتها الا اننى لا افضل ابدا ان تكون اجبارية خاصة وانه فى بعض الاحيان تطبيق الاجبار بنوع لا يتسم بالمرونه مع الشباب يجعلهم اكثر رفضا ليس فقط لحضور مثل هذه الدورات بل احيانا يعطى رد فعل عكسى يجعل بعضهم لا يريد سماع اى من المحاضرات المتعلقة بالمشورة الاسرية ويكون لديه دائما موقف رافض للفكر المشورى و دوره الايجابى الذى يمكن ان يغير حياته الأسرية للافضل بعد الزواج ، فالشباب بطبيعته يرفض الاجبار والضغط عليه بشكل عام فما بالنا حينما يكون الامر متعلق بعلاقات انسانية و موضوعات حياتيه .” فسخ الخطبة أفضل من زواج فاشل الدكتورة مها سليمان – احدى المسئولين عن كورسات المخطوبين بكنيسة الشهيد مارمينا والقديس أوغسطينوس بدار السلام – قالت :لقد بدأت ايبراشية المعادى فى وضع دورات الاعداد للزواج كجزء اجبارى لاتمام الزواج فى كافة كنائس الايبراشية ، وهذا الامر يعد ايجابيا حيث انه يضمن التزام الشباب والفتيات بحضور الدورات ،ولكن فى ذات الوقت قد يعد امرا سيئا بالنسبة للبعض ، حيث ان نقطة الاجبار فى هذا الامر لا تكون مريحه بالنسبة لهم … بالرغم من انه فى احيان كثيرة بعد اجتيازهم الدورة يشيدوا باستفادتهم الفعلية من الدورة واهميتها بالنسبة لهم كخطيبين مقبلين على الزواج وحياة جديدة معا . وأضافت الدكتورة مها سليمان قائلة : الشباب غير مقبلين على الدورات لانهم بطبيعه الحال مشغولين بعمل واثنين لبناء بيت واسرة ولحتى يوفوا بالتزاماتهم المادية الدورات والفحوصات قبل الزواج هدفها الاول والاساسى هو المكاشفه والمصارحه وليس وضع عقبات امام الخطيبين فبدلا من ان تكون الامور غير واضحه للخطيبين يتم المصارحه بحقيقة الامور ومن ثم يكون الطرفين على علم بكافة التفاصيل قبل الزواج . و أكدت الدكتورة مها سليمان على ان ما يقرب من 3 حالات فسخ خطبة يتم بعد انتهاء كل دورة اعداد للزواج واعتبر هذا جزء من نجاح الدورات وليس فشلا ، فمعنى فسخ خطبة افضل بمراحل من وقوع مشكلات بعد الزواج وحينها يقولون لا نستطيع ان نعيش معا و فيما يتعلق بالمواد التى تدرس فى دورات الاعداد للزواج قالت الدكتورة مها سليمان ان المنهج غير ثابت ونطور فيه حسب الاحتياج ،فعلى سبيل المثال قد نحتاج لاضافة محاضرة عن القسمة والنصيب او الطلاق فى الكنيسة ، او الحد من التداخل الزائد مع جروبات مواقع التواصل الاجتماعى لما قد يسببه من مشكلات على المستوى العلاقات داخل الاسرة ..الخ .وكذلك محاضرة بعنوان ” الزواج كائن حى ” يحتاج للرعاية حتى ينمو الا ذبل ، فالزواج ليس نهاية المطاف بل هو بداية لحياة جديدة استطردت الدكتورة مها سليمان قائلة :نهتم بالأسرة وتقديم الدعم لها والمشورة من قبل الزواج ،ونحاول التأكيد على العمل بمبدأ الوقاية ، حيث نقوم بتوعية المقبلين على الزواج بمفاهيم الزواج المسيحى وما هى القواعد التى تحكم الزواج الكنسى بكل تفاصيله ،حتى لاتحدث مشكلات بعد الزواج تؤدى الى الانفصال ،فنحن نساعد الشباب والفتيات فى اجتياز فترة خطوبة ناجحة تؤهل لزواج ناجح فى المستقبل ،ومن وجهه نظرى ان مثل هذا النوع من التوعية يحد من المشكلات بعد الزواج بنسبة تتخطى 60 % وهى نسبة جيدة . كما أكدت الدكتورة مها سليمان على انه فى كثير من الأحيان يكون سبب الخلافات والمشكلات بين الزوجين هما الأهل سواء أهل الزوج أو الزوجه أو الأثنين معا ،ولذلك فهناك اهتمام من جانب خدمات المشورة بالكنائس فى ذلك المجال حيث يتم اقامه محاضرات لأباء وأمهات الأزواج فى محاولة للتأكيد على كيفية تعامل الأهل مع ابنائهم بعد الزواج حينما يغضبون وتحدث مشاكل من الزوجين ،ونؤكد على سلبيات تدخل الأهل الزائد فى هذا الشأن.
هذا الخبر منقول من : وطنى