![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة ترجو كل شيء ![]() (أ) لأن رجاء المحبة مبنيٌ على قوة خارجها هي قوة الله. ويقدم لنا أب المؤمنين إبراهيم نموذجاً لذلك، فقد وعد الله أن يجعله أباً لجمهور من الأمم، مع أنه لم يكن قد أنجب بعد (تكوين 17: 4). وكان إبراهيم متأكداً أن الله هو الذي يحيي الموتى، ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. فعلى خلاف الرجاء البشري آمن إبراهيم على رجاء الوعد الإلهي أن يصير أباً لأمم كثيرة، كما قيل له: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ» وتقوَّى إبراهيم بإيمانه بصدق مواعيد الله، وأعطى المجد لله، وتيقن أن الله قادر أن يفعل ما وعد به، لأنه اختبر محبة الله وأمانته (رومية 4: 17-21). ولم يسجل الوحي هذه الحادثة عن إبراهيم وحده، بل عن كل من يؤمن إيمان إبراهيم، ويرجو تحقيق كل مواعيد الله، فيحسب الله له هذا الإيمان «براً». والمحبة التي ترجو كل شيء تعرف قوة الله ورحمته ونعمته. لقد هجر الابن الضال بيت أبيه، ثائراً على أسلوب أبيه في الحياة. لكن الأب المحب كان يعلم أن ولده لن يجد مكاناً أفضل من بيت أبيه، فكان كل يوم يترقب الطريق، لعل الضال يرجع. ولما قرر الضال أن يعود، وإذْ كان لم يزل بعيداً، رآه أبوه فتحنن عليه، وركض إليه ووقع على عنقه وقبَّله (لوقا 15: 11-24). وقد نالت المحبة الراجية ما كانت تأمل فيه، وحقق الله للأب عودة ولده. صلَّت القديسة مونيكا من أجل ولدها أغسطينوس أربعاً وثلاثين سنة. وكانت كلما صلَّت لأجله زاد ضلالاً. والتقت الأم الباكية المصلية بالقديس أمبروز في ميلانو واشتكت له عدم استجابة الصلاة، فسألها: «هل تصلين من أجله بدموع؟» فأجابت الأم: «نعم بدموع». فقال لها عبارة خالدة: «ابن الدموع لا يمكن أن يضيع». ولم يضِع أغسطينوس، بل عاد إلى الرب قديساً مباركاً. وقال القديس أغسطينوس في اعترافاته: «يا إلهي، كنت تناديني فأقول لك: ليس الآن، فتعود تنادي، وأعود أقول: ليس الآن، فتنادي حتى قُلت لك: هئنذا»! محبة الله، ومحبة الأم، وكل محبة مصدرها المسيح ترجو كل شيء. هل شريك حياتك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء. هل أخوك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء. لا يأس مع المسيح! (ب) والمحبة متفائلة ترجو كل شيء، لأنها تعلم أن الذي جرى معها سيجري مع غيرها، فليس عند الله تغيير ولا ظل دوران (يعقوب 1: 17)، والمسيح « هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ » (عبرانيين 13: 8). وعندما يدرك الرب نفساً بعيدة عنه ويجذبها إلى حظيرة الإيمان تدرك هذه النفس أن الضال سيعود مهما طال زمن الضلال، لأن محبة الله لا تتغير، وعمل الروح القدس لا يتغير، وحاجة النفس للتغيير لا تتغير. وفي أمل كامل تقول تلك النفس مع الرسول بولس: « أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ» (فيلبي 3: 12). لقد أدرك المسيح شاول الطرسوسي الهارب منه وأمسك به وتوَّبه. فإن كان القاسي المقاوم العنيد قد صار تابعاً للمسيح، فلا بد أن غيره من المقاومين القُساة العنيدين يمكن أن يصبحوا من أتباع المسيح، لأن المحبة ترجو كل شيء! |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور
|
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة ترجو كل شئ |
لست بريئ ولا سيئ |
المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، |
انا عثل بردو |
فيه فرق بردو |