رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيكون في الأيام الأخيرة، يقول الله أني أفيضُ من روحي على كل بشر" (يوئيل 3: 1) يعتبر هذا العيد بداية زمن الرسل، أي بداية زمن الكنيسة التي أسسها المسيح وتواصل إنفتاحها على العالم بواسطة الرسل. فيوم حلول الروح القدس على التلاميذ هو يوم إنفجار ينابيع المواهب الروحية من الأعالي نحو شعب الله، لكي يتحدث بقدرة المسيح القائم من الموت وبخلاصه المجاني للبشرية. المعنى الكتابي: يُسمى هذا العيد بـــ"البنطيقسطي" وهو أسم يوناني معناه "الخمسون" – "ومن غد السبت يوم تجيئون بحزمة من باكورة حصيدكم تقدمةً يحركها الكاهن أمام الرب، تحسبون لكم سبعة أسابيع كاملة. وفي غد السبت السابع بعد خمسين يوماً تقربون تقدمة جديدة للرب" (لاويين 23: 15-16). كان هذا العيد أحد الأعياد اليهودية الكبيرة البارزة، إي إلى جانب عيدي الفصح والمظال. وعيد البنطيقسطي عند العبرانيين كان مرتبطاً بموسم حصاد الغلاّت، وذلك من خلال تقدمة باكورة المحاصيل الأولى التي تجنى إلى الرب في الهيكل "عيّدوا عيد حصاد بواكير غلاتكم التي تزرعونها في الحقل عند نهاية السنة ... أحملوا أوائل بواكير أرضكم إلى بيت الرب إلهكم" (خروج 23: 16، 19). فإذن، كان في البداية عيد تقديم بواكير الحصاد لله الحاضر في الهيكل، وحمده على كل عطاياه الغزيرة. ومن بعد ذلك، تطور مفهوم العيد وأصبح مرتبطاً بذكرى نزول الشريعة في جبل سيناء، بعد خروج الشعب من مصر، وكان ذلك ابتداءاً منذ القرن الثاني قبل الميلاد، لأن الشريعة أُعطيت خمسين يوماً من بعد الفصح. ثم بعد ذلك، إن عيد العنصرة المادي المرتبط بالحصاد وبالشريعة، أصبح بواسطة تدبير الله الخلاصي رمزاً للحصاد الروحي والشريعة المكتوبة في قلوب الرسل. يوعد يسوع رسله بأن يرسل لهم الروح القدس "سأطلب من الآب أن يعطيكم معزياً آخر يبقى معكم إلى الابد" (يوحنا 14: 16). وهنا المعزي أو "البارقليط" في الأدب اليوناني تأتي بمعنى "شخص يدعى للمساعدة" ويُعطى معنى المساعدة في المحكمة أي محامي أو مستشار قانوني. فوعد يسوع يتحقق بالفعل، لأن وعده هو وعد حق. فالرسل كانوا مجتمعين لذكرى يوم الخمسين بالذات "بعد قليل ستُعمدون بالروح القدس" (أع 1: 5). وهكذا حل الروح القدس على محفل التلاميذ. فعندما يقول سفر أعمال الرسل "لما جاء اليوم الخمسون" (أع 2: 1) فهي الخمسون يوما بعد الفصح، يحل عليهم الروح القدس ويقول الكتاب بأنه كان على شكل ألسنة من النار. وصفة النار هنا صفة إلهية لأن الرب بنفسه كما يقول الكتاب نار آكلة. وأمتلأ الرسل من روح الله ليخبروا بعجائب الله وأبنه الوحيد يسوع المسيح. المعنى اللاهوتي: لقد شرح يسوع كل تعاليمه وبشكل واضح لرسله، إلا أنهم لم يكن بمقدرتهم فهمها، فقط حين نالوا الروح من الأعالي، والذي قادهم إلى كل الحقيقة. فلقد علّمهم ما قاله المسيح وذكّرهم بما علّمه وأعطاهم النور ليُعينهم في إكتشاف عمق وغنى كل ما رأوه وسمعوه. فالروح القدس هو مؤيد الإيمان الذي نحمله منذ معموديتنا وهو الذي يحث المؤمن بعدما يؤيده على أن يعلن إيمانه. وهو المرشد الذي يُعلّم كيفية إعلان هذا الإيمان. وهو حقيقة ما قال فيه احد القديسين: ما يجعل المستحيل بالطبيعة البشرية ممكناً من خلال النعمة التي يعطيها. لمَ كان الرسل بحاجة إلى القوة من الأعالي؟ فكما أن يسوع مُسح بالروح القدس في بداية رسالته في نهر الأردن، هكذا الرسل أحتاجوا المَسح من الروح القدس، ليحملوا البشرى التي وضعها يسوع على عاتقهم. فمع عطية الروح القدس، بدأت خليقة جديدة – كنيسة المسيح – فالله يُعيد خلقنا بمجده. وقد كتب في القرن الرابع الميلادي القديس باسيليوس ما يلي: "إن الروح القدس يُعيد الفردوس لنا ويفتح لنا طريقاً إلى السماء ويُجدد تبنينا كأبناء لله، ومن خلال هذا الروح ندعوا الله أباً، وإن كانت هذه الثمار الأولى للروح، فما الذي يجب ان يكون الحصاد فيما بعد؟". ********************* |
20 - 06 - 2016, 12:45 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عيد البنطيقسطى ( حلول الروح القدس )
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العنصرة (حلول الروح القدس) حلول الروح القدس يوم العنصرة سنة 30ميلادية |
حلول الروح القدس يجعل الإنسان إناء طاهر مقدس بحلول الروح القدس فيه |
حلول الروح القدس |
حلول الروح القدس |
عيد حلول الروح القدس |