رحله العائله المقدسه إلى مصر
عندما سمعت العذراء مريم ما قاله الملاك ليوسف ، أسرعت وأخذت الطفل الإلهى على ذراعيها فى مخبأ قريب وطلبت من ( يوسف النجار وسالومى ) أن يجمعوا بعض الملابس وكذلك هدايا المجوس وبعض الخبز الجاف ووضعوهم فى كيس على أحد جانبى الركوبة ، وعلى الجانب الأخر من الركوبة وضعا وعاء مملوء ماء للشرب ، ثم وضعا على ظهــر الحمار بعض الأقمشه القديمة ، وبعدها ارتحلوا ليأخذوا العذراء والطفل يسوع مــــن مكـــــان اختباءهم مشيراً إلى أن المكان حاليا يقع فى الجانب الجنوبى الشرقى من كنيــــسة الميـــلاد ( المهد ) ، وقامت السيدة العذراء بإرضاع الطفل يسوع ، ونظرا للخوف والاضطراب الذى كان يلحق بهما ، سقطت بعض نقط اللبن على أرضيه المخبأ الصخرية وفى الحال تحول مكانهــــأ إلى اللون الأبيض .
بدأت العائلة المقدسة فى التحرك فى الاتجاه الغربى نحــــو مصر متحاشين الطريق المعروف للقوافل التجارية ، وبعد مسافة 19 كم وفى فجر اليوم التالى وصلوا إلى قرية تسمى ( فاراس ) وكانت العائلة المقدسة تشعر بخوف من تتبع جنود هيرودس لهم ، فأختبأوا فـــى حانه ( دكان ) ليتحركوا مرة أخرى تحت ظلال الليل ، فقضوا النهار فى رعـــب شـــديد ، وأن طول الوقت والقديسة مريم محتضنة الطفل يسوع فى حضنها .
وعند الغروب ، كان يوسف وسالومى ، نائمين بينما كانت العذراء يقظة فى حراسة الطفل الرضيع ، وقد سمعت من النازحين بالحانه أنهم يتكلمون عن مذبحة الأطفال فى بيت لحـــم ، وأن جنود هيرودس قتلوا أعداداً كبيرة من الأطفال من عمر سنتين فما أقل !!
بسرعة شديدة أيقظت العذراء يوسف وسالومى وأخبرتهم بما سمعته وما يحـــدث الان من جنود هيرودس الملك ، فبسرعة جمعوا حاجاتهم وتركوا الحانه ســــائرين فى طــــريقهم باتجاه مصر كقول الملاك .
ولكن ما حدث وللأسف أنه عندما وصلوا لسور القرية ، حيث وجوا أن البوابـــات قــد أغلقت ، وكان من المستحيل فتح الأبواب إلا فى الصباح الباكر ، واقترحت سالومـــى أن تــــضع يد الطفل يسوع على الأقفال ، وقد تم بالفعل أنه بمجرد أن لمس الطفل يسوع الأقفال حتـــى فتحت كل البوابات المقفلة ، وبعد خروج العائلة المقدسة قد أغلقت الأبواب مرة أخرى ، وبعد مسافة قدرها 17 كم كانت العائلة المقدسة قد وصلت إلى قرية الخليل حيث توقفـــوا لمــــلء وعاء الشرب ، وبعدها اتجهوا شرقا ، ثم بعد ذلك وبعد سفر 48 كم وصلوا إلى ساحة كبيــرة تسمى بئر سبع ، ونظراً للمطر الشديد ، بحثوا عن أى مظله تحميهم من الأمطار حتى وجدوا كهفاً ، ولما اقتربوا من الكهف ، أرتعبوا جميعاً نظراً لوجود أسدين متوحشين يزمجـــران … ، ونظر الطفل يسوع إلى الأسدين وأمرهما أن لا يقتربا من أى إنسان أو حيـــوان … ، وفـــى الحال تغيرت طبيعتهما وأصبحا مثل الحملان ، وسجدوا أمامه ، وبعدها دخلت العائلة المقدسة إلى الكهف !!!
بعد ما استقرت العائلة المقدسة إلى الكهف ، احتاج الطفل يسوع أن يشرب ، ولم يوجـــد وقتها أى ماء !! فخرج يوسف لكى يبحث عن ماء لكنه رجع بدون أى نقطة ماء … فأبتسم يسوع وأشار ليوسف أن يأخذ قطعة حديد كانت موجودة بالصدفة فى الكهف ويضرب بهــا الأرض فحدث أن اندفع ماء نقى ، فشربوا وملئوا أوعيتهم ، وعند الغروب بدئوا مـــسيرتهم فودعهم الأسدان .
ثم اتجهت العائلة المقدسة شمالا بعد مساحة 43 كم إلى غزة حيـــث اســـتراحوا واشتروا بعض احتياجاتهم من الطعام وملئوا أوعية المياه ، واستأنفت العائلة المقدسة الرحلة إلى مصر ، فساروا فى الطريق المعتاد للقوافل ، وهو الطريق الموازى للبحر الأبيض المتوسط وبعد مسيره 41 كم وصلوا إلى رفح حيث قضوا الليله فى حانه المدينة .
على الحدود المصرية استقبلت بكل ترحاب وكرم ، وقد بارك الطفل الإلهى المكان ، لذلك فى العصر الرومانى بنيت كنيسة فى نفس المكان وأصبحت مقراً لأسقفية المنطقة ، ثــم تحركت العائلة المقدسة حتى وصلت إلى العريش ( حاليا ) .
كانت العريش وقتها منطقة موبوءه بالمجرمين ، وكـــذلك مكــــان يعاقــــب فيــــه جميـــع المجرمين ، وقد قضت العائلة المقدسة ليلتها خارج بوابات المدينة ، ثم أستأنفت السير حتــــى وصلت إلى الفرما ، وقضت العائلة ليلتها وبقيت بعدها عدة أيام حيث احتفالات ميناء المقاطعة ، وتعامل أعل القرية ( الفرما ) مع العائلة المقدسة بكل ترحـــاب ، وقبيل مغـــادرة العائلة منطقة ( الفرما ) بارك الطفل يسوع المدينة ، وقال للعذراء أن كنائس كثيرة ســـتبنى فى هذه المنطقة ، وسيكون أناس كثيرين مؤمنه يذكرون اسمك فى هذه المقاطعة ، وبالفعـــل فى غضون القرن الرابع والخامس بنيت كنائس كثيرة وأديرة ، ولكن فـــى عــــصور لاحقـــة هدًّمت جميعها بواسطة مهاجمة الغزاة لمصر .
بعد ذلك اتجهت العائلة المقدسة تجاه دلتا نهر النيل ، وواضح أن العائلة المقدســـة قـــد دخلت إلى مصر أثناء الحكم الرومانى ، وبالتحديد كان الحاكم الرومـــانى يـــسمى ” جانيس كورانيوس ” .