منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 06 - 2016, 01:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

من اروع ما كُتب عن حادث كنيسة السيده العذراء بعزبة النخل من مات صبياً ، مات نبياً
من اروع ما كُتب عن حادث كنيسة السيده العذراء بعزبة النخل من مات صبياً ، مات نبياً

ما أن وقع بصرى صباح اليوم على خبر حادث ( أتوبيس ) عزبة النخل ، حتى شعرت بالقلق على عائلة إبنة لى تسكن بالمنطقة ، إتصلت بهم لأطمئن ، قالت لى : ( لقد كان إبنى ينوى الإشتراك فى الرحلة وغير رأيه فى آخر وقت ، ربنا ستر .. !! ) ، نشكر الله إبنتى وحمد الله على سلامة " مينا " ، قلت لها ..
هذه الأسرة أعرفها منذ أن خدمتها بالإسكندرية سابقاً ، قلقت عليهم لمعرفتى بهم ، فماذا عن الذين لا أعرفهم وفقدوا لهم أطفالاً فى هذا الحادث المروع ؟ .. هل إطمأن قلبى بسلامة من أعرفهم ؟ أليست هذه محدودية وتمركز حول الذات ودليل فقر روحى ؟ .. ألسنا جسداً واحداً بالمفهوم الكنسي وحسب الإنجيل ؟ ، بل ومصريتنا وبشريتنا بالأكثر تلزمنا بمشاعر على نطاق أوسع وأشمل وأعم .. ؟
قالت لى إبنتى بعزبة النخل : ( الحزن فى كل بيت يا قدس أبونا ، نعم نحن بخير ولكن قلوبنا موجعة على أطفال ناموا ليلتهم يحلمون برحلة ممتعة وكم من وقت قضوه فى الإعداد وبذلوا من جهد لرحلة مرتقبة ، وكم كانوا يتعجلون هذا الوقت ويترقبون لحظة الرحيل .. حلموا بقداس وتأملات روحية ، أخذوا معهم أناجيلهم ولم ينسوا أجبياتهم ، الشمامسة منهم غسلوا كل تونيته وقام بكيها وهكذا البنات فعلوا " بإشرباتهن " ، وفى الصباح باكراً خرجوا من بيوتهم ولا يدرون أنه خروج بلا عودة .. )
الكنيسة فى منطقة شعبية مزدحمة كعزبة النخل هى المتنفس لهؤلاء الصغار بل والكبار أيضاً ، هى سعادتهم ومكان إنطلاقهم ، هى الفردوس يهربون إليه من معاناة حياتهم اليومية ..
لقد ناموا بحلم جميل إبنتى ، قلت لها : يكفى أن أحلامهم كانت مقدسة ترجو وتنتظر السعادة الروحية ، لقد كانوا يعدون لخلوة روحية .. ولم يخذلهم الله ، لم يحقق حلمهم بسعادة روحية وقتية ستنتهى بعودتهم إلى بيوتهم الأرضية ، ولكنه كلل الحلم بسعادة أبدية لا تنتهى أبداً ..
كنت بزيارة الصغير مع أحد الآباء والطفل يقضى آخر ايامه على الأرض يعانى آلام مرض الفردوس ، كان شفافاً بملائكية ونور الذى يعده لسكنى الديار الأبدية ولم يكن من العسير أن نرى هذا فى وجهه النورانى بوضوح .. وهمس أبى فى أذنى : ( طوباه يا أبونا ، لقد إختصر له الله الطريق فى هذا العمر القصير ، ماذا فعلنا بسنوات عمرنا الطويل وكيف إستثمرناه ؟ ، ألا نكسب به مزيدا من الخطايا كل يوم ؟ .. )
وكانت الصغيرة تقضى أيامها الأخيرة أيضاً بذات المرض حيث كان أبونا بيشوى كامل يمر عليها كل ليلة ينهى زياراته اليومية بوقت قصير يقضيه معها ، كانت تفرح بالقصص يحكيها لها فتدهشه هى بتأملات تتعدى قدرات عمرها الصغير وكأن السماء مفتوحة تمدها بما يفوق إدراكنا نحن الكبار حتى فاجأته : ( أبونا ، أنا مسافره غداً للسما ، غداً آخر يوم تزورنى فيه ، من فضلك لا تتأخر عنى .. !! ) ..
وعندما إنشغل أبونا فى هذا الغد بالزيارات ونسى الملاك الذى ينتظره ، عاد إلى منزله منتصف الليل منهكاً ، وما أن خلد إلى فراشه حتى تذكر فهب مسرعاً يرتدى ملابس الخروج ويهرع إليها ، كانت تنتظره وعيناها دامعة تعاتب تأخره : ( ألم أقل لك يا أبونا أن هذا آخر يوم لى قبل السفر .. ؟ ) ، قالتها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ..
لقد إشتهى أيوب أن يقاد من المهد إلى اللحد ، كانت صرخته هروباً من آلام نفسية وجسدية أصابته وهى فى الواقع تعبيرُ عن رغبة فى حياة أفضل ، وكل القديسين إشتهوا لو قصرت أيامهم ليهربوا بها من دنس العالم ويفلتوا من قبضة شهواته الردية ..
لقد كانت جدتى تردد القول البليغ : ( من مات صبياً ، مات نبياً ) .. وربنا يسوع يؤكد أن لمثل هؤلاء ملكوت السموات ، وما نعرفه أن الوعد بطول العمر هو مكافأة الأبرار الذين يكرمون الآباء ويطيعون وصية الله ، نعم ، هذه بركات العهد القديم الذى ربط المكافأة والبركة بالمادة ووفرة الحصاد وإمتلاء المخازن وكثرة البنين ، أما فى عهدنا الجديد فوهب لنا لا أن نؤمن به فقط بل نتألم من أجله أيضاً ( فى ١ : ٢٩ ) .. والمكافأة لنا روحية وإن متنا بالسيف أو بين أنياب الوحوش .. !!
نشعر بالألم لإنتقال أطفال وشباب عزبة النخل الصغير ، ونشعر بالألم لكل مصاب جراء حوادث الطريق والإهمال وقد سجلت بلادنا أعلى نسبة حوادث بين بلدان العالم ، ونصلى من أجل نياحهم ونطلب عزاء الروح القدس لعائلاتهم المكلومة وذويهم .. ومصدر عزائنا هو ثقتنا أن حلم هؤلاء الصغار قد تحقق بأفضل ما يكون ، لقد حلموا برحلة كانت ستنتهى فكانت لهم رحلة إلى سعادة أبدية ..
وطوبى لمن يجاهد أن تكون أفكاره أحلاماً مقدسة ، فالله أمين أن يحققها له ويعطيه سؤل قلبه ، بأعظم وأسمى وأعلى ، علو سماء تنتظرنا ونحلم بها ..
رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2016, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,437

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من اروع ما كُتب عن حادث كنيسة السيده العذراء بعزبة النخل من مات صبياً ، مات نبياً

ربنا ينيح نفوسهم فى أحضان القديسين
ويعطى عزاء لاسرهم امييين
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2016, 07:58 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من اروع ما كُتب عن حادث كنيسة السيده العذراء بعزبة النخل من مات صبياً ، مات نبياً

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رقد علي رجاء القيامة ابونا ابوللو كاهن كنيسة الملاك ميخائيل الأندلس بعزبة النخل
البابا يدشن كنيسة العذارء والقديس يوسف بعزبة النخل
مصدر أمني يكشف حقيقة انفجار أتوبيس كنيسة بعزبة النخل
احتشاد أهالي ضحايا حادث أتوبيس كنيسة العذراء بعزبة النخل
الأقباط يشكلون لجانًا شعبية أمام كنيسة القديسين بعزبة النخل


الساعة الآن 03:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024