رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يُشفي هوي الحسد؟ لا توجد فائدة من مجرد وصف خطورة هوي الحسد ما لم نسترسل ونناقش كيفية الشفاء منه. إلا أنه ينبغي علينا أن نعترف أن العلاج صعب لأن الشخص الحسود "لا يطلب الطبيب من أجل مرضه، ولا يستطيع أن يجد أي دواء يستطيع أن يشفي الهوي". حتي عندما يُسأل، فإنه لا يريد الاعتراف "أنا حسود وممتعض. ويضايقني حُسن حظ قريبي، وفرح أخي يجعلني أنتحب. لا أستطيع تحمل رؤية بركات الآخرين وأعتبر أن صحة قريبي وسعادته هي تعاستي" (القديس باسيليوس الكبير). مع ذلك نستطيع تحديد بعض العلاجات. إننا نحتاج لإظهار محبة خاصة تجاه أولئك الذين نشعر أننا ميالون داخلياً لأن نحسدهم. ينبغي علينا أن نحبهم أكثر وأن نمدحهم بكل قلوبنا. ينبغي علينا علي الأخص أن نصلي من أجل الهوي، ولكن أن نصلي أيضاً لأجل الذين نشعر من جهتهم بالحسد. ينبغي أن ننظر لكل شيء يقتنيه أخونا علي أنه عطية من نعمة الله. إن الله هو واهب كل العطايا. من يستطيع أن يجعل النبع يكف عن تدفق المياه؟ كل مواهب الروح والجسد يمنحها الله. لو تكلمنا ضد أخينا، فإننا نظهر أنفسنا كأعداء لله ومقاومين له. بالإضافة إلي ذلك، لا ينبغي علينا أن نعتبر أن الأموال والمقتنيات والخيرات المادية بوجه عام هي الأشياء الحسنة الوحيدة. إنها أدوات لتقودنا للفضيلة. يقول [(65, 105, 225)"]القديس باسيليوس: "لا يستطيع أحد أن يسد نبعاً جارياً، وعندما تسطع الشمس لا يغطي أحد عينيه". يكون الإرشاد الروحي من قِبّل كاهن خبير في المنهج الأرثوذكسي للعلاج مطلوباً. إننا نستطيع، من خلال الوسائل المتاحة له ومن خلال توجيهاته، أن نتحرر من هوي الحسد المدمر، وأن نحيا حياة مسيحية صالحة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا ينبغي أن نفعل عندما يكون شخص ما غيراناً منا، وعندما نكون ضحايا لحسد الآخرين؟ قبل كل شيء نحتاج أن نظهر الصبر والاحتمال. ينبغي علينا أن نفرح لأن هذه التجربة وقعت علينا، وأن نطلب من الله الصبر والاحتمال. من يحتمل هذه التجربة بفرح يتلقى تعزية من الله، ويكتب التواضع المقدس. من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصبر عادة ما يوجد في أولاد الله الأكثر شجاعة الذين اقتنوا ثباتاً وشجاعة روحية. كل من يحتمل حسد أخيه بصبر سوف ينال إكليل شهادة. التوصية الثانية من التعليم الآبائى هي أنه ينبغي علينا أن نتجنب العيش مع، أو في نفس المكان الذي يعيش فيه، الذين يحسدوننا لأن ضرراً كبيراً قد يحدث. مكتوب في سفر الأمثال: "لا تأكل مع رجل حسود ولا تشتهِ أطيابه. إنه يأكل ويشرب كمن سيبتلع شعراً. ولا تدعُه ليأكل خبزك معك لأنه سيتقيأه ويخرب كلماتك الحلوة" (أم6:23-8 عن الترجمة السبعينية). يقول القديس باسيليوس مشيراً لهذه المسألة أنه تماماً مثلما نحاول أن نبقي المواد القابلة للاشتعال بعيدة عن النار، هكذا ينبغي علينا ن نبتعد عن الصداقات مع الأشخاص الحسودين لأنه "تماماً مثلما تكون الآفة الحمراء مرضاً خاصاً بالقمح، هكذا يكون الحسد مرضاً يصيب الصداقة". نصح الأنبا بيمن شخصاً قائلاً: "لا تحيا في مكان موجود فيه من يغار منك لأنك لن تتقدم". بوجه عام، عندما نقتني نعمة الله داخلنا وعندما نكون في حالة روحية جيدة، فعندئذ لا تستطيع سهام الحسود أن تصيبنا ولا أن تضرنا. إلا أنه عندما نكون نفوسنا قوية وعندما نضطرب بسهولة ينبغي علينا، بمحبة ومن أجل المحبة، أن نقطع صداقتنا مع الشخص الحسود وأن نكف عن مصاحبته. بالطبع، لا يعني ذلك أنه ينبغي علينا أن نكف عن الصلاة من أجله أو عن الاهتمام بحياته. إننا نساعده ببساطة لكي نمنعه من إتيان أمر سيء. هوي الحسد خطير. وكما شرحنا من قبل، يكون الحسد ضاراً جداً للناس. إنه في الواقع يظهر وجود العديد من الأهواء داخلنا وتولد منه أهواء أخري. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي أن الحسد هو أكثر الخطايا ظلماً، لكنه أيضاً أكثرها عدلاً. إنه ظالم لأنه يهاجم البريء، لكنه عادل لأنه يهاجم أصحاب المقتنيات والمذنبين. إننا نحتاج لبذل مجهود لكي نحرر أنفسنا من هذه الرذيلة الخبيثة. يحثنا القديس باسيليوس قائلاً: "يا إخوتي دعونا نفلت من هذا المرض الذي يُعلم العداوة لله، والذي هو أم القتل، والذي يفسد الطبيعة، ويتغاضى عن الصداقة، والذي هو أكثر البالايا حماقة". "دعونا نهرب من هذه الرذيلة غير المحتملة. إنه درس نتعلمه من الحية، واختراع للشياطين، وعقبه ضد التكريس، والطريق للجحيم، وخسارة الملكوت". المرجع: (علم الطب الروحي- تفعيل الطب النفسي الأرثوذكسي- إيروثيئوس مطران نافباكتوس- ترجمة د/ نيفين سعد - من ص 105: 112) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبْرَص يَشفي القدّيس فرنسيس |
قلب الإنسان لا يُشفى حين يفقد أحد أحبائه |
هل يُشفي الدواءُ قتيلا |
لقائي بك كان يُشفي نفسي |
الجيش يُصفي عنصرًا من بيت المقدس |