عزيزي الرجل.. الأب.. الزوج.. هل تعلم أنك صاحب وكالة من الله وهي عائلتك؟ إنها المهمة الأصعب حيث أن الله ميزك بكونك رأس البيت وصاحب الدفة التي تقود هذه السفينة في بحر لجة الحياة. أنت من يرعى حالة العائلة الجسدية والنفسية والروحية، وهذا امتياز عظيم رغم صعوبة المهمة، وسأتكلم اليوم عن الناحية الروحية لأبنائك حيث أن هناك إهمالاً عاماً لهذا الأمر العظيم في حياة كل طفل وشاب وشابة.
إن كل أب في الدنيا يسعى جاهدا لكي يؤمن لأولاده المأكل والملبس والتعليم الممتاز حتى لو اقتضى الأمر أن يعمل ليلا ونهارا، وهذا شيء يحبه الله ويدعمه جدا، ولكن ماذا عن حياة أولادنا الروحية؟ إن هذا المثلث في حياة كل فرد يجب أن يكتمل لأن الصحة الروحية تؤثر جدا على الصحة النفسية والجسدية، وهذا ما يضمن لك نجاحاً في قيادة المنزل إلى شاطئ الأمان ومتيقنا أنك لم تنجب أبناء للهلاك بل للحياة الأبدية والنجاح في مسيرة الحياة.
ابدأ أنت بنفسك بأن تكون قدوة بعدم إهمالك قراءة الكتاب المقدس والالتزام بالعبادة الجماعية واحترام مواعيد الكنيسة، وتيقن أنهم لن يحتاجوا إلى مواعظ بعد أن يروا مثلا حيا أمامهم. إن الأولاد الذين يداومون على سماع كلمة الله وتنغرس فيهم منذ الصغر هم أكبر سند لوالديهم ويسهلون المهمة عليك في إدارة شؤون حياتهم دون الخوف عليهم من فساد العالم والتأثر بالخطية من حولهم.
جاء في (أمثال 22: 6) "رب الولد في طريقه فمتى شاخ أيضاً لا يحيد عنه" والمقصود هنا في طريق الله التي هي طريق الأمان له ولكل من حوله. وأيضا في (مزمور 127: 1) "إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون" يقول الله أنه سيكون لك عونا كبيرا في الحفاظ على بيتك وعائلتك وهو مستعد دائما للتواجد للمعونة إذا أنت فتحت له الباب والقلب.