سبحوا وترنموا
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"باركوا الرب يا بني البشر، سبحوا وارفعوه إلى الدهور" (دا 3: 82).
هذا هو سبب كل الشرور أننا نجهل الكتاب المقدس، فنخرج للقتال بدون أسلحة، فكيف نعود سالمين؟...
تأملوا مراعاة بولس لمشاعر الآخرين، فإذ يرى أن القراءة مجهدة، تثير الضجر إلى حد بعيد، فإنه لم يوجه أنظارهم إلى الأسفار التاريخية بل إلى المزامير، حتى تبتهج نفوسكم بالترنم، وبرقة تعزون رفقاءكم، إذ يقول "بترانيم وأغاني روحية". لكن أولادكم الآن يتفوَّهون بأغاني ورقصات الشيطان. فالطهاة والخدم والموسيقيون، ليس منهم أحد يعرف أي مزمور، بل يحسبونه أمرًا يخجلون منه، بل ويسخرون منه، ويتهكمون عليه. وهنا مكمن كل الشرور...
علِّم (ابنك) أن يرنم هذه المزامير المملوءة بحب الحكمة، إذ تخص العفة. بالحري لا تجعله يصاحب الأشرار...
وحينما يتعلم بواسطة المزامير، سيعرف الترانيم أيضًا كشيءٍ مقدَّسٍ. لأن القوات العلوية تنشد الترانيم...
يقول الجامعة: "إن الترنيمة ليست حلوة في فم الخاطىء"...
حتى وإن كنتم في السوق، يمكنكم أن تتماسكوا وترنموا لله دون أن يسمعكم أحد. لأن موسى أيضًا قد صلى هكذا، وسمعه الله إذ يقول له الله: "لماذا تصرخ إليّ"؟ (خر 14: 15)، مع أنه لم يقُل شيئًا. بل صرخ بأفكاره، فلم يسمعه إلاَّ الله وحده، إذ كان يصرخ بقلبٍ منسحقٍ. فليس محرمًا أن يصلي الإنسان بقلبه حتى وهو سائر على قدميه، إذ يسكن (بفكره) في العلا.
صلاة
أقدم لك أغنية جديدة كل يوم. يلهج بها قلبي وفكري.
وتترنم بها أعماقي.
أذناك وحدك تسمع ترنيمات قلبي!