|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ما هو قصد ألله من خلقِهِ كُلَّ ألخليقة؟ ولما كان التجسد والفداء ضرورة لإكمال خلقِ ألبشرية؟ نسأل أولاَ: ما هو قصد ألله من خلقِهِ كُلَّ ألخليقة؟ وهل هناك مَنْ ساعد ألله في خلقِهِ للخليقة؟ وكيف بدأ ألله بالخلقِ؟ ** والجواب: تواجدت كينونة ألله بمفرده, وهو الوجود ذاته, وإبتدأ بنطقِ كلمتهِ وحكمتِهِ (إقنوم ألإبن) كلمة ألله ألذي بِمُفرَدِهِ ومن دونِ اية مساعدة او مشاركة لأي من مخلوقاتهِ, خَلَقَ كُلَّ ألمخلوقات جميعا وبكلمةِ " كُنْ فيكون", بما في ذلك الملائكة ليكونوا خداما ومن ضِمنِهم لوسيفر النوراني وجعلهُ رئيسا لأجواقِ ألملائكة وهو عالم مسبقاَ بأَنَّهُ سيعلن العصيان على سلطتِهِ ويصبحُ بأمرِهِ رئيسا للشياطين, وقد خلقَ أللهُ الكون والسماوات والارض وكُلَّ شيء في ألوجود من أجلِ أن يتوجَ خليقتِهِ بخلقِ ألإنسان. فخلقَ اللهُ ألملائكة من نارِ ليكونوا خُداما أي للخدمة: العبرانيين(1-7): وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ:" الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ" وكخطوةِ أولى خلق الله الانسان وجبلَهُ من تراب الارض, اي خلقه من لحم ودم ونفخَ فيه الروح من ذاته, ولان اللحم والدم لا يمكنهما ان يرثا الملكوت السماوي وضعهم الله في الفردوس الارضي وليس امام عرشه في السماء, فإكتملت بذلك المرحلة الاولى من خلق البشر, وكانَ آدم وحواء يتمتعان بالحياة الابدية لانَّ ارواحهم هي نفخة من الخالق, وكان في كُلِّ منهما حياة ابدية واحدة فقط, ولم يكونا يميزان بين الخير والشر, ولقد كان الله سابق العلم والمعرفة بأنهم سيقعان تحت تأثير غواية ابليس ويعصيان امره ويأكلا من الثمرة المحرمة, وكان هذا جزء من إكتمال المرحلة الاولى لخلقهما, فكسبا بذلك صفة التمييز بين الخير والشر وصارا كألآلهة يميزان بين الخير والشر, إلا أَنَّهما خسرا الحياة الابدية الواحدة التي كانا يتمتعان بها, واصبحا تحت لعنة الموت, فماتا روحيا بذات لحظة معصيتهما لامر الخالق, وماتا جسديا بعد مرحلة من الزمن وعادا إلى تراب الارض التي تكونت أجسادهما منها. ** فمن اجلِ إنقاذ البشر من مصير الموت الابدي كان: أولا: لابُدَ من إِختيار نواة بشرية جديدة, تُسَلِم ذاتها إيمانيا لله, فإختارَ الله إبراهيم, وقال له: التكوين(26-4): وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، فبينما كان آدم هو ابو البشر المؤمنين والهالكين الارضيين, وقد خسِرَ حياته الابدية بمعصيته, إِختارَ ألله إبراهيم ليكون "أبا لكُلِّ ألمؤمنين, الذين يسلمون ذواتهم لله" ليكونوا نسلا سماويا ويُشبههم الله بنجومِ السماء, ولأَنَّ البشر خطاة بالطبيعة التي ورثوها من أباهم الاول آدم الارضي, كان لا بُدّ من إيجاد حلِّ لمعادلة خطاياهم وسترها, ودفعِ حساب ِ مستحقاتها, ومنحهم الحياة الابدية من جديد, فكانَ لابُدَّ من إيجاد آدمِ جديد يستطيع تبني المؤمنين وجعلهم أبناءِ له لكي يمنحهم الحياة الابدية من جديد, ولما كان هكذا آدم غير موجود لا في البشر, ولا في ملائكة الله لأنهم جميعا لايملكون سوى حياة أبدية واحدة, فكان لابُدَّ من تجسد الاقنوم الثاني فهو الوحيد الذي يتوفر فيهِ كَمَّاَ من الحياة الابدية اللانهائية فيستطيع دفع حياةِ أبدية عن كُلِّ خطيئة من خطايا المؤمنين بهِ ويمنحهم الحياة الابدية من جديد. ثانيا: لإنقاذِ ألمؤمنين من الموت الابدي إستوجبَ تنقيتهم من خطاياهم ليتم رفع حكم الموت الابدي عنهم, وأن يمنحهم آدم الثاني (السماوي) الحياة الابدية من جديد, ليسَ ذلك فقط بل أيضا يمنحهم إمكانية إستمرارية الحياة الابدية التي سيُعيدها إليهم, فإعادة الحياة الابدية إليهم شيء, وإمكانية إستمراريتها والحفاظ عليها شيء آخر, اي إعطائهم إِمكانية تجَدد ألحياة الابدية فيهم أبديا. 1كورنتس(15-47): الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ (آدم ألثاني) مِنَ السَّمَاءِ (48) كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. (49) وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. (50) فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. وهنا يجبْ أن نعلم إِنَّ ألله قدوس كامل القداسة, فمن اجل إنقاذ البشر الساقطين تحت اللعنة وعبودية ابليس, ولكي يُنَقي ألبشرَ من خطاياهم ويرفع حكم الموتِ عنهم, قررَ أن يفدي ويُغطي خطايا البشر المؤمنين بفدائه, اي قَبِلَ ان يموت عنهم جسديا مرة واحدة موتا مماثلا لموتهم الجسدي عن كل خطيئة من خطاياهم وايضا تسديد حياة ابدية واحدة كاملة كالتي كانت في آدم قبل المعصية عن كُلِّ خطيئة فيهم ايضا, فكان لابُدَ من التجسد اولا لكي يستطيع قبول الموت الجسدي عنهم, فالله روح ابدي لا يموت ابدا وغير قابل للموت, فكان لابُدَ من التنازل وقبول واخذ الناسوت (اي جسد بشري) من اجل أن يصبح هو البديل الذي يقبل الموت الجسدي عنهم, وأيضا تسديد حياة ابدية واحدة من منبع الحياة الابدية الذي فيهِ عن كل خطيئة من خطايا المؤمنين القابلين بفدائهِ ونيابتِهِ عنهم لاخذ القصاص بدلا عنهم, وكانَ ذلك هو الحل الوحيد لإِكمال الخطوة الثانية مِنْ خلقهم, لأَنَّ ألله هو الكائن الوحيد في الوجود الذي يتمتع بالحياة الابدية اللانهائية وهو بالحقيقة منبع الحياة الابدية في ذاتهِ. والله وبالرغم من كونهِ كامل المحبة إلا أَنَّهُ في ذات الوقت كامل العدالة لا يُمكنهُ وايضا ليسَ في طبيعة قداستهِ أن ينتقص او يتهاون في حكم الموت الذي يلاحق الخطيئة والخاطيء سواء كان ذلك ملاكا او بشرا, فإجرة الخطيئة بحسبِ قانون القداسة الإلاهية هي الموت الابدي روحيا بالنسبة للملائكة, وروحيا وجسديا بالنسبة للبشر, اي الموت الجسدي ثُمَّ أن يُرمى الخاطيء روحا وجسدا اي بكاملِ كيان الخاطيء في جهنم النار الابدية بعيدا عن قداسة ألله, فالقداسة لا يمكن ان تجتمع مع الخطيئة او النجاسة. وايضا ليسَ هناك إستثناء لاي أحد من تنفيذ حكم الموت, فعندما يقبل الله ان يكون هو الفادي البديل, لا يستطيع أن يتهاون في تنفيذ الحكم على ذاتهِ, فلذا ترك الابن المتجسد يُعاني الالم وسكرات الموت بكل هولها بالرغم من إِنَّ الله بكيان ثالوثهِ واحد أحد لا ينفصل او يتجزء, ولم يكن هناك حلُّ آخر بديل, فإما ترك البشر لمصيرهم في جهنم النار الابدية, أو وبسبب محبتهِ الكاملة لهم قبولَ فدائهم وأخذ القصاص ومن دونِ أيةِ إستثناآتِ عنهم, فالله هو الديان العادل الذي ليس في عدالته إستثناآت او شفاعات او مُحابات. فقد وردَ في: رومية(8-32): (ألله) اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ وفي: بطرس(2-24): لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ، ** فلإكمال الخطوة الثانية لإنقاذ ألبشر ألمؤمنين, جاء الموعد والوعد بالتجسد: فقالت ألنبوءة في: أشعيا(7-14): وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ (ألله) آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ" وفي متى(1-23): "هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" الَّذِي تَفْسِيرُهُ: " اَللهُ مَعَنَا". فألكثير من ألبشر وقسم من ألمسيحيين أنفسهم لم يفهموا سببَ تجسد الله, ولم يفهموا كيفية وحقيقة تجسد "عمانوئيل - ألإقنوم الثاني ألمتجسد بهيئة عمانوئيل يسوع المسيح" ! فهو لم يتركَ ما نتصورهُ بالعرش السماوي؟ أو ينفصَلَ عن " الوحدة ألثلاثية ألأزلية, أو يتواجدَ فقط بهيئة عمانوئيل ألتي سمح الله للبشر أن يروه ويتواصل معهم بها أثناء تجسدهُ وعيشهُ مع ألبشر بعد ولادتِهِ مِن ألعذراءِ مريم, وقالَ أثناء تواجده بين البشر: يوحنا(6-39): وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.(40) لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ"...... (47) اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.(48) أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.(49) آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا.(50) هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. (51) أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ"..... (53) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:" الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتكمْ.(54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. (56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (57) كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. فكما ترون فمن شروط الخلاص التي لا يفهمها معظم البشر, خاصة في الاونة الاخيرة, هو تناول جسد الرب ودمه, ليُقيمهُ الرب في اليوم الأخير ويكونَا نواتا في جسدِ المتناول للقيامة من الموت وإكتساب الحياة الابدية بمشاركة الرب يسوع المسيح, اي الاقنوم الثاني في حياتِهِ الابدية, ليكون هو في الرب والربُ فيهِ. وقال الرب لتلاميذهِ بعد قيامتهِ: متى(28-19): فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وهذا هو الشرط الثاني للولادة الجديدة, اي عماذ من يؤمن ليتم مغفرة خطاياه, وتأهيلِهِ لدخول ملكوت السماء بجعلِهِ إِناءَ لحلولِ روح ألله القدوس فيهِ. وهنا نفخَ الربُ في تلاميذهِ وقال: إقبلوا الروح القدس, اي وهبهم الحياة الابدية وأحياهم من جديد تماما كنفخة الله الاولى في آدم عند خلقِهِ, فبعد أن ماتوا روحيا وجسديا كبقية الجنس البشري بمعصية آدم , تأهلوا للقيامة من الموت والتمتع بالحياة الابدية في المسيح,هم ومن يؤمنون بكلمة الله عن كلامهم. يوحنا(20-21): فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:"سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا ." (22) وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:" اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.(23) مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ". وايضا يجب أن نفهم بأَنَّ ألرب لم يأتي ليحرر البشر من عبودية وتسلط بعضهم على بعض, بل أتى ليحررهم من عبودية ابليس, ولذا قال "مملكتي ليست من هذا العالم" ولكونَهُ هو ألله الخالق ذاته, فقد أتى ليُتِمَّ ويُأهل ألبشر للمرحلة الثانية للخلق وتحويل إجساد المؤمنينَ منهم إلى أجساد روحانية سماوية ممجدة تستطيع ان ترث ملكوت السماء. يوحنا(18-36): أَجَابَ يَسُوعُ: " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا". *** والخطوة الثانية لخلقِ ألبشر تتضمنِ خطةِ الله أنْ يُقيمَ آدم وحواء والبشر بعدَ موتهم وسباتهم, فيقيمَهُم بأجسادهم الارضية اولا, ثُمَّ تبدأ المرحلة الثانية لخلقهم لكي يستطيعوا العيش في ملكوت السماء. فالله خلق البشر كخطوة أولى لا ليعيشوا على الارض, بل لكي يُكمِلَ خلقهم في المرحلة الثانية, فبدأَ بفدائهم ونفخَ فيهِم نفختهِ الثانية ليُحييهم من جديد ويبعث الحياة الابدية فيهم بعماذهم ومغفرة خطاياهم وإعطائهم الحياة الابدية بواسطة روح الله القدوس اولا, ثُمَّ بعد موتهم الجسدي وقيامتهم من الموت وكإمتياز لدخولِ الربُ في ضمنِ كيانهم الجديد الذي إكتسبوه بتناول جسد الربِ ودمهِ الكريم, يُكَونْ هذا نواتا لقيامتهم من الموت بالضبط كما قام سيدهم وإلاههم وفاديهم من الموت, فتتحول أجسادهم الارضية الفانية إلى أجساد روحانية سماوية كما حصل مع الرب يسوع المسيح عند قيامتهِ, فيكون المسيح فيهم وهم فيهِ روحيا وجسديا ويصبحوا شعبا مختارا سماويا في ملكوت السماء, ويكتمل خلقهم ويقفوا أمام عرشِ الله الابدي في ملكوت السماء, اي في أورشليم السماوية, ويكونون هم "شعبُ الله المختار الحقيقي". ولهذا كان التجسد والفداء ضروريا. إلى هنا نرى بأنَّ ألله يُكمل ألمرحلة الثانية لخلق ألبشر بإقامتهم من الموت وتحويل أجسادهم إلى أجساد روحانية سماوية تستطيع أن ترث ملكوت السماء وتبقى مع ألله أمام عرشهِ ويكونوا "شعبا مختارا سماويا" فتكتمل مملكة الله الابدية السماوية, بملكها السماوي اولا وبشعبهِ ألمختار السماوي, فيكون هو فيهم وهم فيهِ إلى ألأبد. وهنا نسأل: *** أولا: لما لم يخلق ألله ألبشر متألهين من الاصل وبأجساد روحانية سماوية, فلما لم يخلقهم هكذا من الاصل ويضعهم أمام عرشهِ ألسماوي من دون الحاجة للمرحلة ألجسدية الارضية؟ ** والجواب: لو خلق اللهُ آدم وحواء متألهين بذاتهم من الاصل وبأجساد روحانية سماوية لكان آدم وحواء إلاهين مستقلين ومنفصلين عن الله ذاته, وهذا لا يُمكن لأَنَّ الوجود والتواجد الإلاهي (الكينونة) لا تقبل التعددية فهو وحيد منفرد ومستقل بذاتهِ وجوهرهِ, فأللآهوت لا يقبل التعددية, فالكينونة واحدة اي إِنَّ ألله هو واحد احد فقط من دونِ شريك او منافس لا من خارج الكينونة ولا حتى في الكينونة ذاتها. ثانيا: لماذا لم يترك الله الانسان يأكل من شجرة الحياة بعد سقوطهِ في المعصية فيتأله بذاتهِ ؟ ولماذا فدى أللهُ الانسان بذاتِهِ لكي يتأله ويكون من ضمن الابن ويتوحد بالثالوث ذاته كما طلب الربُ في: يوحنا(17-21): لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. ** وهنا وكبداية يجب أن نفهم بأنَّ شجرة الحياة التي كانت في الفردوس الارضي لم تكُن سوى رمزا حيا لشجرة الحياة الابدية في اورشليم السماء والتي يمر نهر ماء الحياة الذي ينبع من تحت العرش الإلاهي السماوي في وسطها, اي إنَّ شجرة الحياة ليست إلا ذات الحياة الابدية التي تنبع من تحت العرش السماوي, اي هي تستمد الحياة من ألله ذاته. ** والله من لحظةِ أن أعطى لآدم وحواء روحا وهي نفخة من لدنه منحهما أمكانية التأله, ولكنهُ أعطاهم حياة ابدية واحدة فقط, فالحياة الابدية الواحدة لا تمنحهم فرصة التأله, بل تمنحهم إمكانية العيش حياة ابدية, بشرط ان لا يرتكبان اية معصية او خطيئة, فخطيئة واحدة تُزيل الحياة الابدية التي فيهم, فيموتا جسديا وايضا روحيا, جسديا بإضمحلالِ أجسادهم وفسادها فتعود إلى التراب التي جُبِلَت منهُ, وموتهم الروحي يكون بإبعادهم ابديا عن الخالق أي منبع القداسة والحياة الابدية اللانهائية. *** وهنا يكون ألجواب: لقد طردَ أللهُ آدم وحواء من الفردوس الارضي ومنعهما من الاكل من شجرةِ الحياة بعد معصيتهما, ففي آدم وحواء روحا هي بالاصل نفخة من الخالق, وهذهِ تؤهلهم للتأله إن أكلا من شجرةِ الحياة التي كانت في متناولهما, فلو سمح اللهُ لآدم وحواء بالاكل من شجرة الحياة وتألها بذاتهما منفصلان, لفسد الوجود بأجمعهِ ولأصبح آدم وحواء, إلاهين متذبذبين بين الخير والشر, وفي حالة الشر يصبحان ألعن من إبليس فيتنافسان مع الله ويتحديان سلطته, وهكذا تنافس ابدي سيكون كارثيا للوجود وابدي لا ينتهي أبدا, فتألههما منفصلين سيؤدي إلى تمتعهما بالحياة الابدية التي يستمدونها من شجرة الحياة, أي من الله ذاته, وفي نفس الوقت يتحديان سلطانهُ. ** فعصيان إبليس لله لا يُشكل تهديدا حقيقيا على كينونة ألله, فإبليس فيهِ حياة ابدية واحدة فقط ومخلوق بكلمة الله " كُنْ فيكون " ولا يستطيع أن يتاله أبدا, فلذا هو لا يُشَكِلُ نُدا حقيقيا لله الازلي الذي فيه نبعا أبديا للحياة الابدية في ذاتهِ, وبكلمة واحدة من الله يمكن فنائه ابديا, ولذا وحتى وهو في حالة تحديه لله نراه يخشى الله ويهابُ قوته وسلطانه, وهذا واضح من قول إبليس للرب يسوع, في " مرقس(1-24): " مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!" نوري كريم داؤد 18 / 05 / 2016 |
23 - 05 - 2016, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو قصد ألله من خلقِهِ كُلَّ ألخليقة؟ -- ولما كان التجسد والفداء ضرورة لإكمال خلقِ ألبشرية؟
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هدف التجسد والفداء هو إقامة الإنسان من التراب |
الحل الوحيد للمصالحة التجسد والفداء |
التجسد والفداء |
التجسد والفداء |
هل عدل الله المطلق يقتضي التجسد والفداء ؟ |