رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرعاية (20) طريقة اختيار الكاهن الجديد بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث يؤمن قداسة البابا شنودة الثالث بمبدأ نادي به وهو أسقف,ونفذه وهو بطريرك.هذا المبدأ هو: من حق الشعب أن يختار راعيه. ولعلنا نسأل هنا:ما مدلول كلمة الشعب؟ وللإجابة علي هذا السؤال,كانت أول رسالة رعوية كتبها البابا,موضوعهاالعضوية الكنسية... وقد شرح في رسالته أربعة أنواع للعضوية الكنسية. 1- العضوية العامة:وهي لكل إنسان معمد,حتي الأطفال. 2- العضوية الروحية:وتشمل أعضاء الكنيسة,الذين يدخلون في شركتها الروحية,ويحضرون اجتماعاتها,ويمارسون الأسرار الكنسية,ويحيون حياة فاضلة. 3- العضوية العاملة:وتشمل كل من له خدمة في الكنيسة بما في ذلك الخدمة الروحية,والتعليمية,والطقسية,والاجتماعية,و كافة أنشطة الكنيسة.. 4- العضوية القيادية:وتشمل قيادات الخدمة العاملة. وبالنسبة إلي اختيار الكاهن,يحسن جدا أن يكون من أشخاص لهم دراية ومعرفة ولهم الرأي الناضج,الذي لايدفعه التأثر السريع أو الانقياد... وبالخبرة رفض البابا اختيار كاهن عن طريق التزكيات. هذه التزكيات التي تشمل توقيعات لأناس كثيرين طلب سيامة شخص معين.ذلك لأن كثيرين يوقعون علي هذه التزكيات خجلا,أو خوفا,أوانقيادا وراء الغير,أو مجاملة,أو لامبالاة..أي أنهم مستعدون أن يوقعوا علي أية تزكية,دون تقدير للمسئولية.والبعض يوقعون علي التزكية جهلا بالشخص الذي يزكونه,وجهلا بالدوافع إلي تزكية هذا الشخص,أو لمجرد الثقة بمن يدعو للتزكية,أو احتراما له. ومن هنا كانت كثير من التزكيات غير معبرة عن صلاحية الشخص المزكي,وغير معبرة عن معرفة وعن إرادة من يزكيه!! كما أن التزكيات تقدم فقط جانب المؤيدين,وتغفل جانب المعارضين في السيامة والأسباب التي تدعوهم إلي هذه المعارضة.ويحسن جدا معرفة رأيهم,وربما يكون من الضرر تجاهل هذا الرأي,إن كان مبنيا علي حقائق ثابتة.. لهذا كان قداسة البابا يفضل الالتقاء ب مع الشعب أو مع ممثليه. ويوزع عليهم أوراقا..كل واحد منهم يكتب فيها مايريد,ويرشح من يريد,ويقدم ما يعتقده في ذلك من أسباب..بضمير صالح أمام الله,بغير تأثير خارجي أو ضغوط..إن كان المرشحون كثيرين يؤخذ الرأي برأي الغالبية.وكذلك إن كان المرشح واحدا,ووافقت الغالبية عليه. ولا ننكر أنه قد يحدث بعضاللوبيقبل هذا اللقاء.ونحن لانستطيع أن نمنع هذا,فمن حق الناس أن يتناقشوا كما يشاءون.ويندر أن توجد جماعة,ليس فيها بعض يؤثر علي بعض. ومع ذلك,قد لايؤخذ برأي الغالبية,إن كانت تجهل حقائق تمنع الرسامة... وفي هذه الحالة يدبر الأمر بحكمة.وقد يؤجل البت في الموضوع لمزيد من الدراسة دون إبداء أسباب تسيء إلي سمعة أحد.. وهنا نورد القاعدة الكنسية المعروفة التي تقول: إن رئيس الكهنة من حقه أن يرفض,وليس من حقه أن يفرض.. ليس من حقه أن يفرض,لأن من حق الشعب أن يختار راعيه.ولأن الكاهن الذي يتولي رعاية شعب لايريده,لايمكنه أن يقوم بمسئوليته في هذا الجو الرافض له.. وكما لايفرض رئيس الكهنة مرشحا علي الشعب,لايفرضون هم أيضا عليه مرشحا يقوم برسامته,وضميره غير موافق. فهو الذي يضع اليد..والكتاب يقوللا تضع يدك علي أحد بالعجلة,ولا تشترك في خطايا الآخرين1تي5:22.فإن كان يري في هذه السيامة ما لايريح ضميره,لا يستطيع أن يشترك مع الشعب في اختياره للكهنوت. إذن الأمر يحتاج إلي اتفاق من الطرفين. اتفاق بين الشعب ورئيس الكهنة علي من يصلح للسيامة كاهنا.. أحيانا كان البابا يدعو الشعب كله للاختيار,أو كل من يريد الحضور..وأحيانا كان هذا الحضور الجماعي لايؤدي الغرض المطلوب,إذ أنه كان يحدث أن كثيرين ليس لهم رأي ولا معرفة,وإنما يرددون ما يقال لهم قبل الاجتماع من بعض القيادات.. والمعروف أن الآراء ينبغي أن لاتعد,وإنما توزن. ومن هنا كان يبدو أن الاعتماد علي العضوية القيادية,مع ضم ما يمكن من العضوية العاملة والعضوية الروحية,هو الوضع الأفضل والأسلم. ومن هنا كان البابا يشترط علي الأقل حضور: 1- الآباء الكهنة 2- أعضاء مجلس الكنيسة 3- الخدام والخادمات 4- شمامسة الكنيسة. 5- العاملين في كل أنشطة الكنيسة مثل:الخدمة الاجتماعية-لجنة السيدات-المكتبة-النادي-باقي لجان الكنيسة. 6- الأراخنة المعروفين,وكل من له تعب في الكنيسة وغيرة عليها,ممن لهم العضوية الروحية. علي أن تقدم كشوف بأسماء كل هؤلاء ووظائفهم وخدمتهم,قبل الدعوة إلي الاجتماع,وإرسال الدعوة للكل,والتأكد من أن أحدا لم يمنع من الحضور... هل يرجع إلي شعبه أم يرجع إلي زوجته؟! انتشرت في بعض الكنائس عادة طقسية غير لائقة,وغير روحية,وغير رعوية.وهي أن الكاهن الجديد-بعد أن يقضي الأربعين يوما في خلوة في أحد الأديرة-ويعود إلي كنيسته,يزفونه في الكنيسة إلي زوجته التي ابتعد عنها طوال هذه المدة!! والوضع الروحي أن الكاهن الجديد قد عاد إلي شعبه وإلي كنيسته,إلي أبنائه الروحيين,فيفرح الكل به,ولايقتصر الأمر علي زوجته.. ليست زوجته فقط هي التي كانت تنتظر عودته,بل الشعب كله.كذلك فإن أسرته أصبحت هي كل الشعب,وليست الأسرة بالنسبة إليه تدخل في النطاق الضيق,الذي هو الزوجة والأولاد!! وهنا نري أبناءه لايدخلون في هذهالزفة. فلماذا الزوجة وحدها إذن؟!ألا يبدو الأمر غير لائق؟! ثم أنه من ناحية أخري مخجل لزوجته... ويشعر الشعب أن الكاهن الجديد يهتم بزوجته أكثر من اهتمامه بالكنيسة كلها.وهذا وضع غير رعوي... الوضع السليم,هو أن الكاهن الجديد يدخل الكنيسة,ويصلي صلاة الشكر,ويرفع بخور عشية,ويلقي العظة,ويزفه الشمامسة في موكب كنسي-لا عائلي-ويهنئه الجميع,ويفرح به الشعب كله.. أما عادة زف الكاهن مع زوجته فيجب أن تلغي. إنه قد انتقل بالسيامة إلي مستوي أعلي. وأصبحت أسرته هي الكنيسة كلها.هي عروسه,كما تحدث الرسول عن العلاقة بين السيد المسيح والكنيسة وإن هذا السر عظيمأف5:32,31. الخلوة في حياة الكاهن لابد لكل من هو في درجة من درجات الكهنوت أن يأخذ لنفسه فترات من الخلوة ليس فقط فترة الأربعين يوما التي يبدأ بها خدمته بعد سيامته مباشرة,كما بدأ السيد المسيح خدمته بأن قضي علي الجبل أربعين يوما صائما في خلوة. بل يكون مبدأ الخلوة ثابتا في حياته,بين الحين والحين. يمكن يوم في الأسبوع-لو أمكن-يقضيه في خلوة. ولا أقصد خلوة عن عمل الرعاية,بينما زوجته في البيت تجلس لتحكي له أمورا كثيرة,وكذلك أولاده..إنما يخلو حتي عن أسرته.يجلس وحده في خلوة مع الله. يجلس في خلوة مع نفسه,ومع الله الساكن في نفسه. لكي يفحص ذاته,ويعرف ما ينبغي له أن يعمل. وإن لم يستطع أن تكون له خلوة أسبوعية,فعلي الأقل ينتهز فترات يقضيها في مكان خلوة كالدير مثلا... يأخذ شحنة روحية كناحية من التجديد الروحي والذهني... في فترة من الامتلاء..من مراجعة النفس..من الهدوء,والبعد عن الضوضاء,والبعد عن المشاكل والمشاغل والزحام..البعد عن دوامات الخدمة,وعن الاحترام المقدم له من الناس. وفي الخلوة أيضا يجد سببا للإتضاع. لأن الأب الكاهن قد يظن أحيانا أنه لايمكن الاستغناء عنه يوما واحدا!!كما لو كانت الدنيا سترتبك لو أنه غاب!وأن القيم ستضيع,وتهتز الكنيسة!!ثم يجد أنه غاب في خلوته بضعة أيام,ولاتزال الكنيسة كما هي من غيره,فيتضع... والخدمة أيضا نافعة له للاهتمام بأبديته. لأنه قد ينشغل بالناس فقط وينسي نفسه.ينسي العمل لأجل أبديته.أما في الخلوة فيراجع أفكاره,ويراجع معاملاته للناس.يراجع علاقته بالله.يحاسب نفسه.يضع لذاته خطة روحية لايحيد عنها.يبحث تقصيراته وأخطاءه.. أما إن فكر في الخدمة,فيكون ذلك لمجرد التنظيم أو التخطيط,يعمله في هدوء. وعليه أن يفكر فيمن يحل محله أثناء غيابه. وهذا الأمر يمكن أن يتعاون فيه الآباء الكهنة معا,بحيث تكون خلواتهم بالتناوب,يحل فيها الواحد محل الآخر.أو أن يكون في بعض الكنائس كاهنان يتعاونان معا.أو أن الأب الأسقف هو الذي ينظم موضوع الخلوة من أجل روحيات كهنته. أقول هذا لأن كثيرا من الآباء الكهنة يرهقون من العمل المتواصل. فيتعبون جسديا أو عصبيا أو روحيا.ويكون لهذا كله تأثير علي خدمتهم أو علي تعاملهم مع الناس,أو يجلب لهم شيئا من الضيق.بينما يكون في الخلوة هدوء يريحهم,ويريح الشعب الذي يتعامل معهم كلون من الـ Relax. السيد المسيح نفسه كانت له فترات خلوة. ليس فقط في الأربعين يوما بعد العماد.بل في مناسبات عديدة..كان يختلي علي الجبل,أو في بستان جثسيماني,أو في البرية,أو علي جبل الزيتون.ومن أجمل الآيات في ذلك قول الكتابفمضي كل واحد إلي بيته.وأما يسوع فمضي إلي جبل الزيتونيو8:1..وكان يمضي الوقت في الصلاة,في مناجاة مع الآب,في أمور أعلي من أن أتحدث عنها. يمكن أيضا أن بعض الكهنة يذهبون في خلوة معا. علي شرط أنهم لايختلطون ببعضهم البعض,إلا في الوقت الذي يصلون فيه معا.أو يتخذون موضوعا للتأمل فيه معا..وباقي الوقت يكون فيه كل واحد منهم في خلوة... لكن لايذهب الأب الكاهن للخلوة.ويقول له أحدهمخذني يا أبي معك!ويضيع له خلوته في أحاديث أو في اعترافات أو في بحث مشاكل خاصة أو عامة. ليت موضوع الخلوة هذا يبحث في بعض سيمنارات الآباء الكهنة. أو بعض اجتماعاتهم الشهرية التي تعقد في الإيبارشيات.ويبحثون كيف ينفذونه عمليا,أو أين تكون الخلوة ومتي ... وحبذا لو نظمت أماكن الخلوة هذه,وأمكن تدبير كل وسائل الراحة لها من حيث هدوء المكان,ووسائل الخدمة فيه,وتدبير ما يلزم من الطعام والشراب وخلاف ذلك.وأيضا من حيث التنظيم وتفادي الأسباب التي تعطل الخلوة. ويمكن أن يضع الأب الكاهن نظاما لنفسه. ويشمل هذا النظام برنامجا للصلاة والتأمل,وللقراءة,وللتفكير الهاديء.بل أيضا للتدريبات الروحية التي يضعها لنفسه من واقع خدمته ومعاملاته.ويمكن أن يخصص وقتا للحفظ:حفظ آيات وصلوات ومزامير,وبعض قطع من القداس تغنيه عن فتح الخولاجي. وما أجمل أن يرجع إلي شعبه بعد فترة الخلوة,وقد ظهر آثارها في حياته وروحياته. ويشعر الكل أن أباهم قد عاد بنور روحي يظهر في أسلوبه معهم,ويظهر حتي في عظاته,وفي إرشاده لأبنائه في الاعتراف,كما يظهر في تعامله... وفي الخلوة يستطيع الكاهن أن يضع لنفسه خطة في تنظيم مواعيده:من حيث الخدمة,وحاجة أسرته,وحياته الخاصة. |
16 - 05 - 2012, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
ميرسى كتير ربنا يباركك
|
||||
24 - 08 - 2016, 11:34 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الرعاية (20) طريقة اختيار الكاهن الجديد
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|