رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاهد ماذا وجد بعد سماعه صوت تأوهات وضحكات خليعة داخل غرفة نومه على بعد أمتار قليلة من قاعة الجلسات، جلس الزوج فى حالة مرتبكة، يتصفح وجوه الجالسين من خلف عدسات نظارته الشمسية، محدثا نفسه: "كل وجه من هؤلاء يخفى وراءه حكاية، لكن يا ترى من فيهم حكايته تضاهى قصتي في البؤس، من كافأته زوجته على غفران خطاياها بالخيانة مع أقرب الناس له ؟!"، ولم يخرج الزوج من دوامة التفكير والتساؤلات سوى صوت الحاجب الثلاثينى يبشره بقرب المثول أمام القاضى ليلقى على مسامعه الحكم فى دعوى الطلاق لعلة الزنا التى أقامها ضد زوجته بعد ضبطه لها متلبسة فى مسكن الزوجية مع خاله مرتين ومع صديقه مرة أخرى- بحسب ماجاء فى أوراق الدعوى. يقول الزوج فى بدايه حديثه: "حكايتى معها بدأت منذ 17 عاما حينما قررت أن أتزوجها رغم تحذير المقربين من اتمام هذه الزيجة ومعارضة أهلى، فكانوا يرون أنها لا تنتمى إلى عالمى، فأنا من أسرة ميسورة الحال عريقة الأصول والنسب، أما هى فمن أسرة فقيرة، ولكنى لم أكن أراها كذلك ربما لأننى كنت مسحورا بطباعها الهادئة، وربما لأنها كانت تجيد التلاعب بعقول الرجال، فلم أصدقهم حينما أقسموا لى أنها لن تصون عشرتى وستكسر قلبى، وأن ذلك الزواج مصيره الفشل مهما طالت السنوات، ولم أتصور وقتها أننى كنت بالنسبة لزوجتى مجرد وسيلة تتخلص بها من فقرها المدقع وتنتقل من بيتها المتهالك لآخر قابع فى أحد الأحياء الراقية بالقاهرة".يواصل الزوج حديثه بنبرة تتلون بالندم والانكسار: "لكن بعد الزواج وتعاقب الأيام، بدأت اتأكد من صدق كل كلمة تفوه بها المقربون منى وأهلى بحق زوجتى، وبدأت أشعر بالفارق الكبير بيننا فى الطباع وأسلوب المعيشة، وأتيقن أن براءتها لم تكن سوى قناع تخفى وراءه طمعها وانتهازيتها حتى يقع صيدها السمين فى الفخ، لكن لم يكن هناك سبيل أمامى سوى الصمت حفاظا على مستقبل الصغيرتين واستقرار البيت، وفضلت أن أتأقلم مع تلك الحياة البائسة واتحمل البرود الذى يملأ لمساتها وتصرفاتها، وكلماتها ونظراتها التى تخلو من أى رغبة أو مشاعر، وانشغالها الدائم بأحاديثها الهاتفية، حتى جاء اليوم الذى انفضح فيها أمرها وانكشف سبب جفائها". يسيطر الصمت على المشهد للحظات، يستجمع فيها أنفاسه ليكمل: "يومها عدت كعادتى إلى البيت فى ساعة متأخرة، منهكا من عناء العمل، وبمجرد أن أنهى المفتاح دورته الأولى حتى سمعت صوت تأوهات وضحكات خليعة تنبعث من غرفة نومى، تحركت بخطى ثابته نحو باب الغرفة المغلق، وفتحته بهدوء لتقع عينى على خالى وهو يعتصر جسد زوجتى، تسمرت فى مكانى من هول مارأيت، ووسوس لى شيطانى وقتها أن أقتلهما انتقاما لشرفي، لكن تراجعت سريعا، عندما تجسد أمام ناظرى مصير الصغيرتين إذا ما قتلت والدتهما أو سجنتها بتهمة الزنا". يشيح الزوج بنظره صوب نافذة زجاجية صغيرة خشية أن يلمح فى عين محدثه لوم: "حاولت زوجتى أن تبرر فعلتها، وأخذت تذرف الدموع كى أسامحها على ذنبها واستحلفتى بحياة الصغيريتن، وللأسف صدقت قسمها بأنها ستخلص لى ماتبقى من عمرها وسامحتها، لكنها لم تفعل بما عاهدت، وكررت خيانتها لى مع خالى، ثم ضبطتها بصحبة صديقى، وكأن الخيانة لديها باتت ادمانا، حينها قررت أن أنهى حياتى معها، وهرعت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضدها دعوى طلاق لعلة الزنا رقم 1532 لسنة 2015". ينهى الزوج حديثه بصوت وهن: "لم أكن أتخيل أن أقف فى ساحات المحاكم بعد 17 عاما من الزواج طالبا الانفصال عن زوجتى بعد أن دنست شرفى واستسلمت لشهواتها ورغباتها الجامحة، وسقطت فى وحل الخيانة، لا أعرف لماذا فعلت بى هذا؟!، فما قصرت معها؟!، فقد أسكنتها فى بيت لا تحلم به وأغدقت عليها بالأموال والذهب، لم أرد لها طلبا قط ، وتحملت جفاءها وطباعها الحادة، والشجار على أتفه الأسباب من أجل استقرار البيت، فهل جزائى بعد كل هذا هو الخيانة؟!". وبعد اطلاع المحكمة على المستندات المقدمة إليها من الزوج قضت برفض دعواه وإلزامه بالمصروفات وأتعاب المحاماة، وقالت فى أسباب رفضها إن أوراق الدعوى جاءت خالية من ثمة دليل يفيد ارتكاب المدعى عليها لهذا الفعل المشين الأمر الذى لا ترى معه المحكمة مجالا لإعمال نص المادة 50 من لائحة الأقباط الأرثوذكس لاسيما أن شريعتهم لا تبيح الطلاق لغير ذلك ومن ثم تكون الدعوى الماثلة جاءت على غير سند وتقضى المحكمة برفضها. هذا الخبر منقول من : صدى البلد |
|