عادة تعود للظهور من جديد. عشر أسباب لارتداء السّيدات وشاحًا على رؤوسهّن في الكنسية
لطالما غطّت المؤمنات في الماضي القريب رؤوسهن أثناء تواجدهن في الكنيسة. وها هي هذه العادة الجميلة تظهر مجدّدًا مع الجيل المعاصر حيث تضع بعض السّيدات وشاح الكنسية المعروف فيما تفضّل أخريات إرتداء القبعات أو المناديل أو حتّى العصابات الأنيقة.
ولكن لماذا تغطّي السّيدات رؤوسهن؟ إليكم هذه الأسباب العشرة.
1) إنه مذكور بالعهد الجديد
تخلّلت رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس النّص التّالي:
كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء، وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم. ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرّجل، ورأس المسيح هو الله.
كل رجل يصلّي أو يتنبأ وله على رأسه شيء، يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها، لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة، إن كانت لا تتغطى، فليقص شعرها. وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق، فلتتغطى.
فإن الرّجل لا ينبغي أن يغطّي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرّجل. لأن الرّجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرّجل. ولأن الرّجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرّجل. لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل الملائكة. غير أن الرّجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرّجل في الرّب. لا شك أن كلام القدّيس بولس هذا قد يثير بعض الجدل لذلك إليكم التّوضيح.
2) تغطّي الكنيسة الأشياء المقدّسة
نلاحظ أنه في الكنيسة يغطّى المذبح وبيت القربان والكؤوس. كما وقد غطّى موسى وجهه بعد رؤية الله. المرأة التي تغطي رأسها تُظهر احترامًا لنفسها ولله فهي تمثّل عروسة الكنيسة.
3) هناك فرق بين الرّجل والمرأة
فيما يمثّل الرّجل المسيح أي العريس تمثّل المرأة الكنيسة أي العروس.
إرتداء المرأة غطاءً على رأسها خطوة تسير بعكس تيّار من يقول إنه لا فرق بين المرأة والرّجل لذا يجوز زواج مثليي الجنس.
أن تخضع المرأة لزوجها أمر بات للأسف غريبًا عن مجتمعنا وهنا لا بد من التّذكير بإنجيل بولس الذي يقول: أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
4) المرأة والرّجل متساويين أمام الله
إن الرّجل والمرأة متساويين أمام الله وهذا ما قاله القدّيس بولس في النّصّ الذي يتحدّث عن وجوب تغطية رأس المرأة :” غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب.” أن يساوي القدّيس بولس بين الرّجل والمرأة أمر غير إعتيادي في تلك الفترة من التّاريخ.
أن تغطّي المرأة رأسها لا يعني الانتقاص من قيمتها لا بل مساواتها بالرّجل الذي عليه بالمقابل أن يكشف عن رأسه.
إذًا هذا الإختلاف بين واجبات الرّجل والمرأة في الكنيسة يكرّس من جهة الاختلاف الطّبيعي بينهما ويثبّت من جهة أخرى رمزيّة تكوينهما على صورة الله ومثاله.
5) يثبّت الوشاح جمال المرأة الطبيعي
يعلّق القدّيس توما الأكويني على رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس قائلًا:”إن الملابس تضاعف جمال الإنسان الطّبيعي.”
تتحلّى النّساء عادة بشعرٍ جميل. الوشاح يزّين الشعر ويثبّت جماله.
6) إرتداء غطاء الرأس تقليد اتّبعه الرّسل
كتب القدّيس بولس في رسالته: “كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء”.
إذًا القديس بولس لا يقترح على النّساء والرّجال القيام بما يتناسب وثقافة مجتمعهما آنذاك بل هو يحرص على تثبيت التّقليد الذي يدعو المرأة الى تغطية رأسها والرّجل الى الكشف عن رأسه.
ظلّ هذا التّقليد قائمًا حتى عام 1960 حيث تم إهمال عدد كبير من التّقاليد اللّيتورجية.
في عام 1917 فرض القانون الكنسي على النّساء تغطية رؤوسهّن وعلى الرّجال الكشف عنها إلّا أنه في عام 1983 تّم إلغاء هذه الفريضة بالنّسبة للنّساء فقط فيما ظلّ الرّجال مجبرين على الكشف عن رؤوسهم في الكنيسة.
وحتى السّاعة من غير الواضح سبب إلغاء هذا القانون.
7) بعض النّساء يصلين أفضل بهذه الطّريقة.
بعض النّساء يفضلن وضع غطاء على رؤوسهن أثناء الصّلاة في الكنيسة أو في أي مكان آخر. فالغطاء يساعدهن على التّركيز بشكل أفضل على الصّلاة.
إليك هذه الصّلاة التي تتلى عند دخولك الكنيسة مغطاة الرّأس: “طوبى لمن دعي إلى وليمة الحمل.”
8) غطاء الرّأس يرمز مباشرة إلى لباس الكنيسة.
عندما ترتدي المرأة غطاءً على رأسها فهذا يشير إلى أنها تهمّ بالذّهاب إلى الكنيسة. قد تميّز المرأة بين لباس الكنيسة ولباس العمل أو المنزل من خلال غطاء الرّأس.
9) تغطية الرّأس بحضور الله يشعرنا بأننا نقوم بما هو صائب
تشعر المرأة بأنها جميلة عندما تغطّي رأسها كما ويعتبر بعض الأزواج غطاء الرّأس مثيرا.
جمال الوشاح يكمن باعتباره تكريمًا لله من جهة ولباس يزيد المرأة جمالًا من جهة أخرى.
10) “لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل الملائكة”
يوضح القدّيس توما الأكويني العبارة التّالية قائلًا: يتّم سر الإفخارستية بحضور الملائكة لذا على المرأة والرّجل إحترام هذا الحضور عن طريق تغطية رأس المرأة وكشف رأس الرّجل.