لك البركة ... قلم مثلث الرحمات البابا شنوده
لك البركة التي منحتها للعالم ، فتتبارك في كل أجناسه و أجياله ولو لم تكن لك هذه البركة لهلك العالم كله في خطاياه .
لك البركة التي نقول لك عنها في القداس (( وباركت طبيعتي فيك)) . لك البركة غير المحدودة التي باركت بها العالم كله …
لك البركة التي باركتنا بها نحن الأمم المدعوين غرلة ، الذين كنا بدون مسيح ، أجنييبن و غرباء عن عهود الموعد ، لا رجاء لنا … فصرنا ببركك قريبين ، ولم نعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله . (( أف 2: 11- 19)) .
لك البركة ، لأنك قدوس . لذلك نرتل لك اللحن يوم صلبك قائلين
(( قدوس الله ، قدوس الحي الذي لا يموت الذي صلب عنا ارحمنا )) … وأذ نرتل لحن قداستك أنما ننزهك عن كل ما اتهموك به . وأذ نقول لحن (( آجيوس )) هذا بالنغم الحزايني ، فلسنا نحزن عليك ، إنما نأسف في قلوبنا لأن البشرية قدمتك كخاطئ إلي الصليب ونسبت إليك ما لا يليق . أما أنت آيها القدوس ، المولود من الروح القدس، الذي أنت وحدك قدوس ، فلك البركة إلي الآبد آمين .
هذه البركة منحتها أولاً للص اليمين ، عندما أدخلته معك في الفردوس . وبهذه البركة باركت جهال العالم الذين أخزيت بهم الحكماء ، وباركت بها تلك الأوان الخزفية الضعيفة التي حملت اسمك القدوس …
من كان يظن أن هؤلاء الصيادين الضعفاء يصيرون في يديك كالخمس الخبزات ، فتشبع بها العالم كله )) في كل الأرض خرج منطقهم ، وإلي أقطار المسكونة كلماتهم )) (( مز 19: 4)) . من كان يظن أن هذه الجماعة الخائفة المختبئة في العلية ، يمكن أن تخرج لتقف أمام أباطرة و أمام فلسفات و أمام أديان ، وتملاْ الأرض كلها … أنها البركة التي قيلت لآمنا رفقة (( صيري ألف ربوات ، وليرث نسلك باب مبغضيه )) (( تك 25: 60)) . نعم يا رب لك البركة …
كانت الخطية قد حجبت البركة . فلما نزعت هذه الخطية عنا . أرجعت ألينا البركة أيضاً .
ورددت الإنسان إلي رتبته الأولي . و قلت له في حنو (( أباركك ، وتكون بركة )) (( تك 12: 2)) . نطلب إليك أن تديم بركتك علينا ، في كل ما تحمل من نعمة ومن كثرة … و لترجع إلينا تلك البركة التي سمعنها منذ اليوم السادس حينما قلت لنا (( اثمروا و اكثروا ، واملاْوا الأرض ، و أخضعوها )) . (( تك 1: 28)) .
و العزة
لك العزة ، لانك (( ملك الملوك ورب الأرباب )) (( رؤ 17: 14)) .
وأن كنت قد رفضت الملك العالمي . فأنت تملك علي القلوب وملكوتك في داخلنا . وحتى الذين لم يملكوك في قلوبهم ، كانوا يخافونك
لك العزة ، لأن لك الهيبة . ولك الوقار ، ولك المخافة..
يمكننا أن تخفض ذاتك متي تشاء ، أو ذاتك في أتضاع . ولكن ذلك لا ينقص شيئاً من عظمتك ووقار . كم من مرة كان إخلاؤك لذاتك ، يسمح لأعدائك أن يمسكوا حجارة ليرجموك ، أو يقدرون أن يفعلوا بك شئ . بل كنت تجتاز في وسطهم تمضي ، ولا يستطيع أحد أن يمد إليك يدا . (( لو 4: 40)
ولم يستطيعوا أن يقبضوا عليك آلا عندما أتت الساعة ،
الساعة التي حددتها أنت لتسليم ذاتك بإرادتك وحدك . كان الكل أمامك يخافون منك. حتي عندما كانوا يسألونك ما كانوا يصمدون في جدالهم معك . كنت عزيزا في كلامك معهم ، حتي وأنت فتي صغير كانوا يسمعونك و يبهتون و يعجبون …
حتي الشيطان كان يشعر في أعماقه أنك عزيز الجانب لا يقوي عليك .
سمع أتضاعك له أن يقترب منك . ولكن هيبتك ملكته عندما انتهرته ، فهرب من أمامك ، ولم يستطيع أن يكمل حديثه معك . انتهت تجربه لك عند هذا الحد .
كنت عزيزا طول حياتك . مهابا ومخافاً . وما قصة الصليب كلها الا رد فعل لخوف أعدائك منك .
كانوا يشعرون أنك أقوي منهم في كل شئ أقرب منهم إلي القلوب ، وأكثر منهم إقناعا للناس . فخافوا علي سلطانهم منك . ونحن نقف يارب إلي جوار صليبك ، نقول لك علي الرغم من هذه الإهانات و الآلام (( لك العزة إلي الآبد آمين يا عمانوئيل إلهنا وملكنا )) .