في وقت حزني
في الأوقات الصعبة، وفي الظروف القاسية، في خضم الإحباط والتحيّر من كل ما يجري من حولي، هناك أجدك يا إلهي تترفق عليّ فأشعر بدفىء محبتك وبعطفك الذي لا حدود له.
فألتمس أمانتك في كل زاوية من زوايا حياتي.
"يا الله إلهي أنت. إليك عطشت نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مزمور 1: 63).
أنت وعدت أن تفيض بروحك في داخل ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا فتملأنا بقوّة تشجيعك لكي تدفعنا من جديد فنقوم من حياة الإنهزامية إلى قوّة القيامة وفرحها الذي يدوم إلى الأبد. فما أعظم هذا الروح عندما يفيض ويعمل فتبدأ الأمور المدهشة تظهر كثمار تليق بالتوبة لأن الإيمان المسيحي هو إبداع وفرح وسلام "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يوحنا 37:7).
عندما أتصفح في الكتاب المقدس أجدك في كل مكان تكلمني وترشدني وتعلمني وتهديني إلى سبل البر وإلى طريق الحق وأحيانا أجدك تأدبني فترجعني من توهاني "يا إبني لا تحتقر تأديب الربّ ولا تكره توبيخه. لأن الذي يحبه الربّ يؤدبه وكأب بابن يسرّ به" (أمثال 11:3).
وعندما أتأمل في السماء أشعر وكأنك تناديني من بعيد فينزل الصوت كسهم يخرق القلب ويبدّل الأسى والحزن إلى إبتهاج مجيد وكما رنم حبقوق في سفره حيث عبر عن إبتهاجه بجلالك وسط اليباس وفي خضم الأحزان، فأنت ملتزم بشعبك وحاضر دائما للتدخل في الأوقات الحرجة. "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك. فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه" (أشعياء 3:44).
إذا أردت أن أعبّر عن مدى إمتناني لك فلن أستطيع وإذا أردت أن أكتب عن إختباراتي الرائعة معك سأكتب الكثير وسأنسى الكثير لأنها أكثر من الرمل التي على الشاطىء، ولكن بكل بساطة أنت إله كل تعزية.
"مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية" (2 كورنثوس 3: 1).