سلام ونعمة
السبب الحقيقي لضعف الحياة الروحية ونزع مخافة الله من القلب
ما هو السبب الحقيقي وراء تراجع الكثيرين عن الطريق الروحي والشركة مع الله
بعد بداية وحماسة قوية جداً ومحبة متقدة وغيرة شديدة قد تصل للدفاع عن الحق
وما هو سبب ضعف الحياة الروحية ونزع مخافة الله من القلب
إذا أحب أحد الرب ويقبل قوة خلاصة ويدرك طريق الحياة ويقدم توبة ليبدأ المسيرة مع الله ، يأتي إلى الله أولاً بكامل إرادته وبكل قلبه المشتاق لناموس روح الحياة في المسيح يسوع ليُعتق من سلطان الخطية والموت ، معترفاً بموته وانفصاله عن الحياة التي في المسيح يسوع ، ويقدم توبة عن حياته السابقة المنعزلة عن مصدر الحياة فيقبل قوة الله داخله ، ويدخل لطريق الحرية متذوقاً حرية مجد أولاد الله ويأخذ في داخلة قوة نصرة على خطاياه في واقع حياته العملي ، ويحيا بإنسان جديد روحاني منفتح الذهن بنور الله ليستوعب غنى مجد أسرار الله مقترباً من الكلمة ، كلمة الحياة الخارجة من فم الله ، فتدخل إلى داخل قلبه فيتغير من داخله وتنطبع في قلبه صورة الرب يسوع ، ويعيش في موكب نصرته كل حين .... هذا هو بداية الطريق باختصار وإيجاز !!!
ولكن في الغالب دائماً حينما يتذوق الإنسان حلاوة بداية الطريق ويدخل الفرح قلبه – كما قلنا باختصار – يظن داخله أنه وصل للنهاية وقد اكتمل في كل شيء ، ويتسرع وينزل لحقل الخدمة ويبدأ بالتعليم ظناً منه أنه في وضع الشهادة لله !!!
ولأننا لم نُكتمل بعد ولم نتحرر بالتمام من خفايا الأهواء المستترة في القلب ، نُصدم بتحرك بعض الأهواء في داخلنا والتي تسبب لنا السقوط في بعض حماقات الخطايا السابقة التي تتحرك فينا بسبب الوصول للكمال الوهمي الذي في أذهاننا والذي يتثبت لنا بسبب جلوسنا المبكر على كراسي التعليم ، ظناً منا أننا مرشدين للخطاة والذين في ظلال الموت تائهين لنهديهم للطريق الصحيح ليتوبوا ويعودوا لله الحي !!!
وأن لم ننتبه لهذا الطريق المعوج الذي تُخدع به النفوس ، ونتعلم كيف نجلس فترات طويلة عند الكتاب المقدس لتربية النفس ونتعلم كيف نترك الله يشرح هو كلمته بالروح القدس دون تدخل عقلي منا لفحصها وفهمها ، لكي تدخل داخل القلب وتعمل كسيف إلهي يقطع أصول الأهواء الداخلية وتشفينا وتصور المسيح الرب فينا بالروح القدس ، حتماً سنتغافل عن كلام الكتب المقدسة والتعليم السليم بإرشاد الروح القدس الذي يشرح في داخل القلب كلمة الله ويكشف عورة حياتنا الخفية ويبكتنا على الخطية الخفية والمستترة فينا ، فالعدو – في هذا الحال – ينزع من قلوبنا مخافة الله ونُصاب بالكبرياء المُميت للنفس ونحيا حياة القائد والمرشد والخادم ونحن لم ننضبط بعد ن والنتيجة هي الغرور والانحراف عن الطريق الصحيح والسليم مع الله ونزع مخافة الله من القلب وبرودة المحبة ، والتصادم مع الآخرين في النهاية وعلى الأخص أولاد الله الروحانيين الذي يحيون بإخلاص وأمانة قلب متحررين من أهواء الخطايا الخفية والمستمرين في حياة التوبة الدائمة ، وعلى الأخص الذين لهم موهبة التعليم من الله بالروح القدس ...
يا أحبائي أن لم نتأنى ونصبر لله بالسهر على القلب والصلوات الدائمة ونسعى لتربية النفس عند قدمي الكتاب المقدس منتظرين انفتاح الذهن وصوت الله لنتحرر من الأهواء الخفية أصل تحرك الشهوات والخطايا ، لن نكون صالحين – أبداً – لا لخدمة ولا للحياة مع الله في الأساس !!!
فلا تنخدعوا بالتأثير العاطفي وحماسة الشباب ، بل تأنوا وتعلموا أولاً كيف تسيروا في الطريق بوعي واتزان وعزيمة توبة ومحبة لله وأمانه لا تتوقف إلى القبر ، فالمستعجل برحليه يُخطأ ، ولا تسيروا وراء أفكار قلوبكم بل أطلبوا من الله روح إفراز وتمييز لتميزوا نياتكم وأفكاركم لتعرفوا ما هو من الله وما هو من الذات ، ولنصغي لكلمات القديس بولس الرسول :
[ هوذا أنت تُسمى يهودياً وتتكل على الناموس وتفتخر بالله ، وتعرف مشيئته وتُميز الأمور المتخالفة متعلماً من الناموس ، وتثق أنك قائد للعميان ونور للذين في الظلمة ومُهذب للأغبياء ، ومُعلم للأطفال ولك صورة العلم والحق في الناموس . فأنت إذاً الذي تُعلم غيرك ألست تُعلم نفسك . الذي تكرز أن لا يُسرق أتسرق ، الذي تقول أن لا يُزنى أتزني . الذي تستكره الأوثان أتسرق الهياكل . الذي تفتخر بالناموس أبتعدي الناموس تُهين الله . لأن اسم الله يُجدف عليه بسببكم بين الأمم ... ] (رومية 2: 17 – 24)
وحقيقي أتعجب واندهش جداً من الذين يخدمون الله بغيرة واندفاع ويدافعون عن الإنجيل بإهانة الآخرين بأشكال مختلفة ومتنوعة وأيضاً أحياناً بشتمهم ، فهل هذه تعتبر خدمة وغيره حسنة بالروح القدس !!!!
عموماً لننتبه لما هو مكتوب ونفحص أنفسنا وننطرح في مخادعنا وننتظر قوة الله وعمله في داخلنا سراً حتى نتحرر من أهواء القلب ونغلب الإنسان العتيق بالإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه :
[ فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله ... فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة ، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة ، لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرين أبراراً . وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية (تُستعلن وتظهر لأنه يحكم عليها ويظهرها) ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً ، حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبرّ للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا . فماذا نقول . أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة . حاشا . نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها ، أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدُفنا معهُ بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة . لأنه أن كنا قد صرنا متحدين معهُ بشبه موته نصير أيضاً بقيامته . عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية . لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية . فأن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن إننا سنحيا أيضاً معه . عالمين أن المسيح بعد ما أُقيم من الأموات لا يموت أيضاً . لا يسود عليه الموت بعد . لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة ، والحياة التي يحياها فيحياها لله . كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا . إذن لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته ، ولا تقدموا أعضائكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضائكم آلات بر لله . فأن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة ... أنتم عبيد للذي تطيعونه إما الخطية للموت أو للطاعة للبر ] ( أنظر للأهمية رومية الإصحاح 5 و 6 )