رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح كمّل الناموس تماماً
إنّ بحثنا في العلاقة بين الناموس والإنجيل لا يمكن أن يكتمل من دون أن نأخذ بالإعتبار الكلمات التي يلخّص بها المسيح نفسه وموقفه من الناموس وعلاقته به لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمّل، فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل . متى 17/5-18 من أي منطلق نستطيع أن نعتبر أن المسيح قد كمّل الناموس؟ أولاً كمّله من خلال برّه وحياته الطاهرة وبحفظه المستمر لكل فرائض الناموس من دون زلل أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذي تحت الناموس، لننال التبني . غلا 4/4-5 لاحظ الكلمات "مولوداً من إمرأة مولوداً تحت الناموس" فقد كان المسيح، بمولده كإنسان، يهودياً. خاضعاً لكل فرائض والتزامات الناموس، وقد كمّلها تماماً خلال حياته على الأرض من دون أن ينحرف عن مطاليب الناموس، فكان يسوع المسيح هو الوحيد الذي كمّل الناموس بكل تفاصيله من بين كل الذين هم تحت الناموس ثم أن المسيح قد كمّل الناموس من منطلق آخر وذلك بموته الكفاري على الصليب فهو الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر... الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر . 1 بطرس 22/2-24 المسيح نفسه وهو بلا خطية، حمل خطايا كل الذين هو تحت الناموس ودفع الأجرة الكاملة التي يطلبها الناموس بدلاً عنهم، وهكذا يستطيع الله أن يمنح غفراناً كلياً مجانياً لكل من يؤمن بموت المسيح الكفاري، من دون أن يساوم على عدالته الإلهية إذا فقد كمّل المسيح الناموس في حياته التي عاشها في برّ كامل ، ثم في موته الذي حقق بواسطته مطلب الناموس العادل من كل إنسان لم يحفظه تماماً لكن المسيح كمّل الناموس من منظور ثالث أيضاً . وذلك بأن جمع في نفسه كل جوانب الناموس النبوية بخصوص المخلّص والمسيّا الذي وعد الله بإرساله. وحتى في بداية خدمة المسيح على الأرض نقرأ نقرأ ما قاله فيلبس لنثنائيل وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. يوحنا 45/1 ومرة أخرى بعد موته وقيامته قال المسيح لتلاميذه هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. لو 44/24 نرى إذا أن المسيح قد كمّل الناموس من خلال ثلاث طرق حياته الكاملة موته الفدائي وقيامته تحقيقه لكل ما أنبأ به الناموس بخصوص المخلّص والمسيا المزمع أن يأتي وهكذا نجد أنفسنا على اتفاق تام مع كلمات بولس أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا بل نثبّت الناموس . رو 31/3 والمؤمن الذي يقبل موت يسوع المسيح الكفاري بدلاً منه كتكميل للناموس يستطيع أن يقبل أيضاً دون مساومة أو شروط، كل حرف وكل نقطة في الناموس، وأن يعتبره صحيحاً وثابتاً بأكمله. فالإيمان في المسيح من أجل الخلاص لا يُهمّش إعلان الناموس أو يُبطله ، بل يكمّله لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن. رو 4/10 الكلمة اليونانية المترجمة هنا " غاية " لها معنيان متّصلان، فهي تعني "هدف" وتعني أيضاً " نهاية" وفي الحالتين فقد وصل الناموس إلى " غايته" بالمسيح . فحسب المعنى الأول ، وصل بنا إلى المسيح بنجاح فلم نعد محتاجين إليه من جهة هذه الوظيفة. وحسب المعنى الثاني فإن المسيح وضع حداً بموته للناموس من جهة اعتباره وسيلة لتحقيق البر أمام الله ، فالإيمان في المسيح الآن هو المتطلّب الوحيد والكافي لنيل البرّ |
|