رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيذان بمجيء المسيح
الهدف الثالث من إعطاء الناموس هو الإيذان المسبق بمجيء المسيح المخلّص، والذي بواسطته فقط يستطيع الإنسان أن يحصل على الخلاص والبرّ الحقيقيين. وقد حقق الناموس هذا الهدف بطريقتين: الأولى عن طريق النبوّة المباشرة. والثانية بإعلان شخص المسيح من خلال المراسيم والطقوس المتعلّقة بفرائض الناموس من الأمثلة على النبوّة المباشرة في الناموس، ما نجده في تثنية 18/18 حيث يكلّم الله موسى بخصوص شعبه قائلاً أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلّمهم بكل ما أوصيه به ويقتبس بطرس هذه الكلمات فيما بعد مشيراً بها إلى يسوع المسيح (أنظر أعمال 22/3-26)، فهذه النبوّة التي سبق موسى فأعلنها في الناموس تمّت في شخص المسيح في العهد الجديد أما في ذبائح ومراسيم الناموس فهناك الكثير مما يشير إلى يسوع المسيح المخلّص المزمع أن يأتي إلى العالم. مثال ذلك ما نجده في خروج 12 في شريعة حمل الفصح، فهو يشير إلى الخلاص بالإيمان بدم يسوع المسيح الكفاري الذي سُفك وقت عيد الفصح على صليب الجلجثة كذلك فإن الذبائح المختلفة المرتبطة بالتكفير عن الخطية والتقرب من الله، والموصوفة في الإصحاحات السبعة الأولى من سفر اللاويين، تشير كلها إلى أمور مختلفة تتعلّق بذبيحة يسوع وموته الكفاري على الصليب. وهذا ما جعل يوحنا المعمدان يقدّم المسيح للناس بهذه الكلمات هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. يوحنا 29/1 وبمقارنة المسيح بالحمل استطاع شعب إسرائيل أن يرى أن المسيح هو الحقيقة التي كانت كل طقوس الذبائح الناموسية ظلاً لها. ويلخّص بولس هذا الهدف من الناموس في كلماته لأهل غلاطية لكن الكتاب أغلق على الكل تحت الخطية ليُعطى الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون. ولكن قبلما جاء الإيمان كنّا محروسين تحت الناموس مغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن. إذا قد كان الناموس مؤدّبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان. غلاطية 22/3-24 والكلمة اليونانية المترجمة هنا "مؤدبنا" تشير في الأصل إلى عبد متقدم في حاشية رجل غنيّ، مهمته الرئيسية هي تعليم أولاد الرجل الغني في المراحل الإبتدائية الأولى ثم مرافقتهم وحراستهم في طريقهم إلى المدرسة كل يوم، حيث يتلقون تعليماً أكثر تقدماً . وهكذا فقط قدّم الناموس الإرشادات الإبتدائية الأولى لإسرائيل فيما يتعلّق بمتطلبات البرّ ثم صار بمثابة وسيلة لإرشادهم كي يؤمنوا بيسوع المسيح ويتعلّموا درس البرّ الحقيقي منه. ذلك البرّ الذي يُقبل بالإيمان من دون أعمال الناموس وكما تنتهي مهمة ذلك العبد (المؤدب) حالما يسلّم أولاد سيده لعناية معلم أكثر خبرة وتدريب في المدرسة، هكذا أيضاً انتهت مهمة الناموس عندما سلّم إسرائيل للمسيّا (يسوع المسيح) وجعلهم يدركون حاجتهم إلى الخلاص بالإيمان بالمسيح، لذلك يختم بولس حديثه السابق في غلاطية قائلاً ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا تحت مؤدّب. غلاطية 25/3 أي أننا لم نعد تحت الناموس |
|