بعد القيامة | توما تحدى ويسوع قبل التحدي

[Ramez5]

ان لم أعاين أثر المسامير في يديه واضع إصبعي في موضع المسامير واضع يدي في جنبه، لا اؤمن " يو 25:20"

تحتفل الكنيسة المقدسة بيوم الأحد الأول بعد عيد القيامة ويسمى بأحد مار توما الذي لن يؤمن بكلام الرسل العشرة الذين حضر اليهم يسوع القائم من بين الأموات . نقول ، من الصعب أن يؤمن الأنسان بقيامة الميت من بين الأموات ، فالتاريخ لم يسجل على صفحاته خبراً للقيامة . لكن هذا لا يعني بأن الله لا يستطيع أحياء الموتى . لكن الرب يسوع هو واهب الحياة ، لهذا نقرا في الانجيل ثلاث حوادث أقام فيها يسوع ثلاثة اشخاص من الموت.. الحادثة الاولى عندما اقام يسوع الفتاة ابنة يايرس رئيس المجمع، وكانت ابنة اثنتي عشرة سنة، وقد اقامها حال موتها (لوقا 8: 41). اما الحادثة الثانية فهي إقامة شاب، وهو ابن وحيد لأرملة مدينة نايين. وقد اقامه يسوع ليس في حال موته، بل بعد ساعات من موته. كانوا قد وضعوه في النعش، وحملوه ليدفنوه، فأوقف يسوع النعش واقامه وارجعه حيا الى امه (لو 7: 12).. والحادثة الثالثة هي اقامة رجل بالغ اسمه لعازر، بعد ان مات ودفن وبقي مدفونا اربعة ايام (يوحنا 11)... والثلاث حالات من اقامة الميت ذكرها الانجيل، ولا شك ان الله قصد ان يقول شيئا للبشر من خلال ذلك ، وهو أن المسيح هو القيامة والحياة . كذلك بعد موته على الصليب أقام أجساد القديسين الراقدين . أفلا يستطيع يسوع أن يعيد الحياة لجسده الميّت! ؟ .

سبق يسوع أحداث موته وقيامته فتحدث عنها لرسله . كما تحدى قادة اليهود بقوله ( أنقضوا هذا الهيكل وأنا في ثلاثة أيام أقيمه ) . هنا كان يعني هيكل جسده الذي سيصلبوه اليهود على الصليب حتى الموت وهو سيقوم في اليوم الثالث . حملوا كهنة اليهود أقوال يسوع على محمل الجد لهذا أجنمع رؤساء الكهنة والفريسيون بعد صلب المسيح ومن ثم ذهبوا الى بيلاطس طالبين منه ضبط القبر مدعين بأنه قال ( أني بعد ثلاثة أيام سأقوم ) فضبطوا القبر بختم الحجر رسمياً بختم الأمبراطورية الرومانية وأقاموا حراساً على القبر . وسبب أندفاعهم الى هذا العمل كان لأدراكهم بأن المسيح سيقوم بالجسد . أما التلاميذ فلم يدركوا أقوال الرب ونبؤاته ، ولم يفهموا كتابات الأنبياء عنه لكي يؤمنوا بأن الله لم يترك قدوسه ينال منه الموت كباقي البشر . فما ورد في المزامير من أن ( قدوس الله لن يرى فساداً ) إذاً لا بد أن يقوم . قال المسيح ( أنا القيامة والحياة ... ) " يو 25:11" .

الكتاب المقدس يذكر لنا بأن يسوع كان لديه سلطان على أعطاء حياته وكذلك على أسترجاعها " يو 10: 17-18" . لام يسوع تلاميذه ، لكن لم يفهمها التلاميذ لهذا لامهم بعد عن آلامه وموته بقوله ( يا قليلي الفهم وبطيئي القلب في الأيمان بكل ما نطقت به الأنبياء ، أما كان ينبغي للمسيح أن يتألم هذه الالام ثم يدخل الى مجده ؟ ) .

ظهر بعد القيامة للمجدلية ولبطرس ولتلميذي عمواس وكذلك لعشرة من الرسل مجتمعين خلف الأبواب المغلقة خوفاً من اليهود . أراهم يديه وجنبه ففرح الجميع . لكن توما لم يكن حاضراً . قال توما للرسل بعد أن أخبروه بلقائهم بالرب ( إن لم أعاين يديه وأضع أصبعي في موضع المسامير ، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن ) إذاً أيمانه مُقتَرِن بالتحدي . تحدي توما يحتوي على سلبيات وأيجابيات . فسلبياته هي ضعف أيمانه وجهل النبؤات التي تنبأ بها الأنبياء وتنبأ بها المسيح عن مصيره قبل الموت . كان لتوما مواقف متصلبة مبنية على الشكوك ، لهذا يسمى بالشَكاك . نقرأ في شكوكه وعدم أيمانه دروساً مفيدة منها لكي لا تتهم الأجيال تلاميذ الرب بأنهم كانوا بسطاء وكان الرب يسيّرهم كما يشاء ، بل كانوا دائماً يبحثون عن دلائل وبراهين ويسألون الرب عن معنى كلامه لليهود لكي يصلوا الى القناعة ويعلنون موافقتهم وأيمانهم .كذلك بسبب شكوك توما وعدم أيمانه أن لم يرى ويلمس جروح الرب حصل المؤمنون بعد توما الذين لم يروا الرب وآمنوا به على طوبى من لدن الرب بسبب توما الرسول .

بعد ثمانية أيام ظهر يسوع لأحد عشر تلميذاً ، أي كان توما معهم . قال الرب له ( هات أصبعك الى ههنا وعاين يديّ ، وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً ) أجاب توما في الحال ( ربي وألهي ) أي تنازل عن طلبه وآمن بالرب القائم دون أن يلمس ، والأنجيل لم يذكر بأن توما قد لمس جروح الرب . وهل يجوز للأنسان أن يلمس الجسد الممجد ؟ الجواب كلا . ولا حتى المجدلية ورفيقتها لمسن جسد الرب بعد القيامة وإن كتب الرسول متى ( أمسكنَ قدميه وسجدنَ له ) " مت 9:28" . لا وبل منع المجدلية من أن تلمسه بحسب أنجيل يوحنا ، فقال لها الرب ( لا تمسكي بي ! فإني لم أصعد بعد إلى الآب...) " يو 17:20 ".

إذا من جعل توما يؤمن بدون أن يلمس ؟ الرب يسوع هو الذي رفعه من دائرة الشك والتحدي والأصرار الى فضاء الأيام ، لهذا رغم قوله لتوما ضع يدك في مكان المسامير والحربة . لم يفعل توما ، بل آمن بقوله أكثر من كل الرسل وأعترف بآلوهية القائم بقوله ( ربي وألهي ) بهذا تحدى الرب توما الذي تنازل عن مطلبه وأعلن أيمانه .

المسيح قام بنفس الجسد الذي صلب به ، لهذا لم يخدع الرسل وتوما الذي قال له الرب ( ضع يدك في مكان المسامير والحربة ) قبل هذا لم يصدق توما بقيامة المسيح من بعد الأموات بجسده ، بل قد كان يتخيل بأن الرسل رأوا شبحاً ظهر لهم أو أنهم تخيَلوا ظهور صورة شبح المسيح لهم . لهذا طلب أن يرى ويلمس أيضاً . وطلب الرب منه لكي يضع يده على جروحه كان لكي يعترف بأن ما يره ليس شبحاً بل جسداً قائماً من بين الأموات ولم يكتفي الرب بذلك أمام الرسل بل طلب منهم الطعام ليتناوله ، وتناول فعلاً أمام أنظارهم . وهكذا ثببّتَ لهم أن ما يره ليس شبحاً بل جسداً ممجداً وبأمكانه أن يدخل اليهم والأبواب مقفلة . وكذلك لكي يعلموا بأنه قد قام من القبر ، والقبر مقفل . كذلك ظنوا المسيح قبل الموت بأنه شبحاً عندما تقدم اليهم على مياه بحيرة طبريا ( طالع مت 14: 25-27 ).

لايجوز رسم لوحة لهذا الحدث وأصابع توما مثبتة على جروح الرب ، لأن ذلك لا يتفق مع مضمون الأنجيل ، وأن توما لن يلمس الرب ، بل عاين جروحاته فقط كما هو واضح في الصورة أعلاه .

ختاماً نقول من السهل على الأنسان أن يصدق أن روحاً قد ظهر له . ومن الصعب جداً أن يصدق بأن جسد أنسان ميت عاد اليه الروح وقام . لكن الرب سبق أن أخبرهم بآلامه وموته وقيامته ، لهذا عاتبهم قائلاً ( أما ينبغي للمسيح أن يتألم هذه الآلام ثم يدخل مجده ؟ ) في سفر الرؤيا نقرأ عن الحمل المذبوح حياً في السماء . فكيف يظهر ( حملاً ) و ( ذبيحاً ) إن لم يقم بعد ذبحه ؟ الفداء تم بموت المسيح . لأن الفداء هو أن يموت الرب بدلاً عن الخاطئين . فالمسيح مات وقام بجسده غالباً الموت بموته وقيامته . أما نحن المؤمنين فسنقوم أيضاً بأجساد ممجدة ، وكما يقول الرسول بولس:

( الذي سيُغيّر جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد محبته ) " في 3: 20_21 " .

[walaa farouk]

ميرسي على الموضوع الرائع
ربنا يفرح قلبك رامز

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك

[Ramez5]

ميرسى لمروركم الغالى ..