ثأنيًا: الاستخدام المجازى لكلمة صخرة:
1- كثيرًا ما تستخدم كلمة "صخرة" مجازيًا في الكتاب المقدس. فتستخدم رمزًا لله: "الرب صخرتي وحصني" (2 صم 22: 2، مز 18: 2، 71: 3)، "الله صخرة خلاصي" (2 صم 22: 47، انظر مز 18: 2، مز 62: 2و7، 89: 26)، إلهي صخرة ملجأي" (مز 94: 22)، "صخرة حصنك" (إش 17: 10). "إلى صخرة أرفع مني تهديني" (مز 61: 2). كما يتكرر نفس المعنى في نشيد موسى (تث 32: 4و18و 30و31، انظر أيضًا 2 صم 22: 32).
ويقول الرسول بولس عن الصخرة التي ضربها موسى في البرية (خر 17: 6، عد 20: 11) أنها تشير إلى المسيح ينبوع الماء الحي للانتعاش الروحي (1 كو 10: 4).
حجر محطم، صخرة مكسورة، من صور رحلة موقع أنبا تكلا للحبشة 2008
2- الصخور ملاجئ، حرفيًا ومجازيًا (إرميا 48: 28، تش 2: 14).
فالصخور ملجأ للوبار (مز 104: 18، أم 30: 26). وكثيرون من المسافرين في فلسطين يجدون الراحة والانتعاش في "ظل صخرة عظيمة في أرض معيبة" (إش 32: 2).
3- الصخرة رمز الصلابة (إرميا 5: 3، انظر أيضًا إش 50: 7). لذلك كان تحطيم الصخور يمثل قدرة الله وكلمته (إرميا 23: 29، انظر أيضًا 1مل 19: 11). كما أن الصخرة ترمز إلى الثبات والدوام، فيقول أيوب "ليت كلماتي تكتب، يا ليتها رسمت في سفر، ونقرت إلى الأبد في الصخر" (أي 19: 23 و24).
كما كانت الصخور مكانًا ملائمًا لتقديم الذبائح عليها (قض 6: 20، 13: 19).
4- من الأهمية بمكان معرفة ما كان يقصده الرب يسوع بقوله لبطرس في قيصرية فيلبس: "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 16- 18). وقطعًا لم يكن الرب يسوع يقصد أن بطرس هو الصخرة، "فبطرس" (Petros) معناه "حجر"، في صيغة المذكر (أي جزء صغير من صخرة)، بينما "الصخرة (Petra) في صيغة المؤنث، وتعني صخرة كبيرة. والرسول بطرس نفسه يقول أن المسيح نفسه هو حجر الزاوية الذي عليه يبنى المؤمنون (ومنهم بطرس) كحجارة حية (1 بط 2: 4 –8، انظر أيضًا أف 2: 20). ويقول الرسول بولس بكل جلاء:"لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا أخر غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح" (1 كو 3: 11).
ويرى البعض أن المسيح يقصد بالصخرة التي سيبنى عليها الكنيسة، هي الاعتراف به أنه "هو المسيح ابن الله الحي" (مت 16: 16).
ويتنبأ دانيال عن ملكوت الرب يسوع المسيح في مجيئه الثاني، بأنه الحجر الذي قطع "بغير يدين (أي ليس من البشر) فضرب التمثال.. فانسحق....أما الحجر الذي ضرب التمثال، فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها" (دانيال 2: 34و 35).
ويقول إشعياء النبي في نبوته عن الرب يسوع: "ويكون مقدسًا وحجر صدمة وصخرة عثرة" (إش 8: 14). ففي مجيئه الأول كان صخرة عثرة لليهود (مز 118: 22، رو 9: 32، 1 كو: 23). وفي مجيئه ثانيةً، سيكون صخرة صدمة لدينونة غير المؤمنين (مت 21: 44).