أعلم شيئًا واحدًا إني كنت أعمى والآن أبصر
لم يشغل هذا الفقير أن يسر القيادات الدينية ولا أن ينال منهم كرامة إنما في بساطة نطق بالحق فصار شاهدًا حقيقيًا لشخص السيد المسيح
كأنه يقول لهم أن شخصية من شفاني ليست موضوع حوار وجدال فأنا في غنى عن هذا الجدال عمله لا يحتاج إلى حوارٍ ، ما أعرفه أنني كنت أعمى والآن أبصر . هذه هي خبرتي معه أو كأنه يقول لهم إن كنتم تدَّعون أنه خاطئ فهذا ما لا علم لي به إنما ما أعرفه هو ثقتي فيه التي ترفض تمامًا ما تقولونه عنه والخبرة العملية هي أعظم وأقوى من الحوار النظري . هذه هي خبرة المؤمنين الحية وكما يقول الرسول بولس
"لأنكم كنتم قبلًا ظلمة وأما الآن فنور في الرب"
(أف ٥: ٨)
أرادوا تحويل عمل المسيح إلى حوارات تناقشها الجماهير فتنشغل بالحوار لا بالشركة الحية مع المسيح
أما المولود أعمى ففضل خبرة الحياة الجديدة المستنيرة عن الانشغال بمناقشات غبية .
هل بالحق لم يكن الأعمى مرتعبًا ؟
لم يكن هذا هكذا فكيف ذاك الذي قال "إنه نبي" يقول الآن "أخاطئ هذا لست أعلم" ؟
قال هذا ليس لأنه هكذا كان فكرة ولا ليقنع نفسه بهذا وإنما رغبة في تبرئة السيد من اتهاماتهم خلال شهادة الحقائق وليس بإعلانه هو عنه حتى يجعل دفاعه قويًا عندما يشهد العمل الصالح نفسه ضدهم .
لذلك بعد حديث طويل قال الأعمى "لو لم يكن بارًا لم يقدر أن يفعل مثل هذه المعجزة"
ثاروا وقالوا له "في الخطايا وُلدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا ؟"
فلو أنه قال هذا من البداية أي شيء كانوا لا يقولونه ؟ أو أي شيء كانوا لا يفعلونه ؟
"أخاطئ هو لست أعلم" كأنه يقول "لست أقول شيئًا في صالح هذا الشخص لا أقدم تصريحًا عنه حاليًا لكن هذا بالتأكيد أعرفه وأؤكده أنه لو كان خاطئًا لما فعل مثل هذه الأمور"
هكذا حفظ نفسه بعيدًا عن الشكوك فلا تفسد شهادته ولا يتكلم عن تحيز بل يقدم شهادات خلال الواقع .