استراح الجيش الفرنسى فى خيامه بعد معركة عظيمة، فى إنتظار معركه أخرى فى اليوم التالى. وكانت جيوش الأعداء مرابطه على مسافه قريبه. فلم يهدأ الامبراطور ""نابليون بونابرت"" ولم يستطع النوم طول الليل، فخرج ليتفقد أحوال العسكر، وليرى هل الحراس يقظون فى حراستهم أم لا
وإذ به يجد حارسا غارقا فى النوم، وهذه جريمة أجرتها الموت. ولكن الامبراطور رثى لحال هذا الحارس وأشفق عليه، وانحنى إلى الأرض وحمل سلاح هذا الجندى ووقف مكانه حتى طلوع الفجر
ولما استيقظ الحارس ووجد الامبراطور واقفا بجانبه، إرتعب من الخوف وتحقق من موته، ولكن نابليون ربت على كتفه بمحبه وحنان، وقال له: لا تخف يا ابنى فقد وقفت مكانك وما كنت أطلبه منك قد عملته بالنيابه عنك
عزيزى...هذا هو نفس ما عمله الله معنا...نحن أخطانا وفعلنا الشر، وما نستحقه هو الموت والعذاب الأبدى فى بحيرة النار والكبريت لننال فيها بعدل إستحقاق ما فعلنا
لأننا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا وبذلك تحمل عقاب آثامنا وشرورنا وأخيرا سكب للموت نفسه
وبذلك دفع أجرة الخطيه وهى الموت
نعم.. لقد تحمل سيدى آلام الجلد واللكمات واللطمات والبصق على وجهه والشوك والمسامير. هذه كشفت ما فى قلب الإنسان من قسوة ووحشيه. أما أشد أنواع الآلام التى قاساها المسيح على الصليب فهى الآلام الكفاريه، من يد العدل الإلهى . تقابل الله مع الفادى الذى طوعا واختيارا، بذل نفسه عن الخطاه. فصب الله عليه الغضب صبا، فذاق من يد الله كأسا أشد مرارة من العلقم، لا توصف ولا يعبر عنها
أيها الأحباء..لقد كان الصليب بحق هو مكانى ومكانك ولكن قد أخذ المسيح هذا المكان بدلا منا ودفع أجرة الخطيه وأنقذنا..ولكن أنت عليك الإختيار إما أن تقبل وتسلمه حياتك وتعيش بكل حب له أو أن ترفض ويضيع مكانك معه على الأرض وفى السماء
