تنهد الخادم المغرور قائلا : ...
آه ... إن سبب حروبي ومتاعبي ومعاناتي هو القامة الروحية العالية التي وصلت إليها ...
فرد عليه صوت في داخله قائلا : ...
إن سبب معاناتك هو كبرياءك
أجاب المغرور قائلا : ...
حسنا ... حتى لو كنت متكبرا فأنا معذور
فمن يستطيع أن يحتمل ما نلته من نعم ومواهب وعطايا وخبرات روحية ورؤى وأحلام
صوت : ...
لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟
(كورنثوس الأولى 4 : 7 )
المغرور : ...
حسنا ... الله أعطاني أنا ... ولم يعطِ ملايين غيري
أعطاني بسبب جهادي الكثير ...
بسبب أصوامي وصلواتي وسهري وتعبي وعرقي ودموعي
صوت : ...
لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.
(فيلبي 2 : 13 )
الذي جعلك تريد أن تجاهد هو الله
والذي أعانك لكي تكمل عمل الجهاد هو الله أيضا
المغرور : ...
ولكن الذي يميزني هو إيماني
لولا إيماني القوي ... لما أدركت مشيئة الله ... وما أطعت ندائه
صوت : ...
كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ.
(رومية 12 : 3 )
فحتى مقدار إيمانك هو عطية من الله
المغرور : ...
حسنا ... فقد أعطاني أنا إيمان قوي لم يعطه لغيري
صوت : ...
هذا ليس لشيء جيد فيك ...
بل هي رحمة الله الذي يشاء خلاص جنس البشر
هو في كل جيل وفي كل مكان يختار له شهود
يعدهم ويؤهلهم لكي يشهدوا له
لكي يخلص الخادم ويخلص به المخدومين
ثم من تظن نفسك ؟
أين أنت من تلاميذ المسيح ورسله
أين أنت من مار بولس ومار مرقس
أين أنت من مار جرجس وفيلوباتير مرقريوس ومار مينا
أين أنت من أنبا أنطونيوس وأنبا مقار وأنبا باخوميوس
أين أنت من البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث والبابا تاوضروس الثاني
أين أنت من الأنبا يؤأنس أسقف الغربية السابق
من تظن نفسك ... وأين أنت من كل هؤلاء ؟
لقد إختارك الله كما إختار كل هؤلاء لكي تخدمه
فإن أطعته ... فما أنت إلا عبد بطال
كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا».
(لوقا 17 : 10 )
وإن لم تطع فالويل لك
لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ.
(كورنثوس الأولى 9 : 16 )
المغرور : ...
يا رب إرحم
حقا ... أنا مجرد قزم ضئيل جدا بالمقارنة بكل هؤلاء
ولكن ما هو الإتضاع إذن ؟؟؟
صوت : ...
الإتضاع هو أن ترى ذاتك تحت الخليقة كلها
المغرور : ...
وكيف يكون ذلك ؟
صوت : ...
تذكر خطاياك
وإعلم أن أي شيء جيد فيك مصدره هو نعمة الله
وأن نعمة الله التي أعطيت لك لو وهبت لأي إنسان آخر غيرك لجاهد أكثر منك أضعافا مضاعفة
ولصار الآن أفضل منك بمئات بل آلاف المرات
المغرور (بدموع) : ...
اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.
(لوقا 18 : 13 )