قائد الطائرة يكشف ما دار برأسه لحظة رؤية «الحزام الناسف»
قال الطيار عمرو الجمال، قائد الرحلة «181 ms» التابعة لشركة مصر للطيران، التى تعرضت للاختطاف أمس الأول، إنه علم بوجود أحد الركاب يرتدى حزاماً يدّعى أنه ناسف بعد إقلاع الطائرة من مطار برج العرب بأقل من 15 دقيقة، مشيراً إلى أنه كان همه الأكبر هو الحفاظ على أرواح الركاب وطاقم الطائرة.
وأضاف «الجمال» خلال حواره لـ«الوطن»، أنه تذكر أولاده ورأى شريط حياته أمامه بعد أن رأى صورة «الحزام الناسف»، وأنه تمنى حُسن الخاتمة بعد تهديد الخاطف بتفجيرها، موضحاً أن «الطاقم» تعامل باحترافية معه، كما أن الركاب كان لديهم ثبات انفعالى تجاهه، لافتاً إلى أن هناك بعض المتربصين الذين كانوا يتمنون حدوث أى ضرر للركاب أو تفجير للطائرة للإساءة لمصر.. وإلى نص الحوار:
المتهم هدد بالتفجير بمطار «لارنكا».. وعلمت بارتدائه «الحزام» بعد الإقلاع
إعلان ساخر لشركة سياحية: «سافر معانا واحتمال تتخطف»
■ متى وصل إليك خبر إعلان أحد الركاب بارتدائه حزاماً يدّعى أنه ناسف داخل الطائرة؟
- بعد أقل من ربع ساعة من انطلاق الرحلة من مطار برج العرب، والتى تقطع المسافة لمطار القاهرة فى 40 دقيقة، حيث أبلغنى أحد أفراد الضيافة بالطائرة أن هناك راكباً يجلس بمؤخرة الطائرة يرتدى حزاماً يدّعى أنه ناسف، وأعطاه ورقتين مكتوب بهما أن الطائرة قد تم اختطافها وأنه بمجرد الضغط على زر صغير سيفجر الطائرة ومَن عليها، ومكتوب فى الورقة الأخرى الآية القرآنية «إنا لله وإنا إليه راجعون»، فضلاً عن ظرف آخر يقول إن به أسماء معتقلين يطالب بالإفراج عنهم، وأنه يطلب تحويل مسار الرحلة إلى قبرص أو اليونان أو تركيا، وأن أى محاولة للهبوط فى أى مطار مصرى آخر فسيتم تفجير الطائرة بمن عليها.
■ وماذا كان رد فعلك؟
- كان همى الأكبر فى هذه اللحظة حماية أرواح الركاب بأى طريقة، فضلاً عن منع دخول الخاطف إلى قمرة القيادة حتى لا يتسبب فى كارثة، وطلبت من طاقم الضيافة التعامل بهدوء تام مع الخاطف، وتنفيذ كل ما يطلبه مع تهدئة جميع الركاب، لأن أى انفعال كان سيؤدى لمشاكل أكبر، وبالفعل قمت بتحويل مسار الرحلة إلى قبرص، نظراً لأن الوقود الموجود بالطائرة لم يكن يسعفنا للوصول إلى أى دول أخرى التى طالب الخاطف بالهبوط فيها.
■ هل كان هناك اتصال بينك وبين السلطات المصرية بعد اختطاف الطائرة؟
- بالفعل كنت أتواصل مع السلطات المصرية عن طريق هاتفى المحمول، ومع السلطات القبرصية عن طريق أجهزة الاتصال بالطائرة، وطلبنا من المختطف أن يسمح لنا بتصويره وبالفعل وافق على ذلك، وأرسلت صورته إلى السلطات المصرية الذين أمدونا بمعلومات إضافية عن الخاطف، حتى إنه التقط بعض الصور الإضافية مع بعض الركاب، وأحضر طاقم الضيافة بعض المشروبات التى طلبها الخاطف وباتت بينهم صداقة استفدنا منها فى تحرير كافة ركاب الطائرة.
■ هل هدد بالفعل الخاطف بتفجير الطائرة بمطار لارنكا القبرصى؟
- بالفعل بعد أن أنزلنا جميع الركاب من على الطائرة، ولم يكن موجود سوى بعض أفراد الطاقم، أبلغنا الخاطف أنه سيفجر الطائرة بعد 15 دقيقة، وطالبنا بالنزول وبدأ فى حساب العد التنازلى للوقت فزدنا فى طمأنته بأن مساعد الطائرة سيبقى بقمرة القيادة للاطمئنان على سلامة الركاب الذين نزلوا من الطائرة، وكان الغرض الرئيسى من ذلك هو غلق القمرة حتى لا يعبث بأى من أجهزتها، وبالفعل نزلت أنا وباقى طاقم الطائرة وبقى المساعد بـ«القمرة» التى أغلقها من الداخل وقفز من الشباك ثم تدخلت القوات القبرصية، وألقت القبض على الخاطف.
■ هل أحدثت عملية الاختطاف أى رعب فى نفوس الطاقم أو الركاب؟
- بعد أن شاهدت صورة الخاطف وحول وسطه الحزام الناسف مر شريط حياتى أمام عينى، وطلبت من الله حُسن الخاتمة، وتذكرت أولادى وطلبت من الله أن يؤمّن حياة جميع ركاب الطائرة، وبالفعل وفّقنا الله فى ذلك ونجحنا فى الحفاظ على أرواح جميع الركاب وطاقم الطائرة، والطائرة التى هى ملك الدولة، أما الركاب فكان لديهم ثبات انفعالى كبير ولم نلحظ أى حالات انهيار أو ذعر بينهم بعد علمهم بعملية الاختطاف.
■ العالم أشاد بالعمل البطولى الذى قمت به.. هل تنتظر أى مكافأة أو تكريم من الشركة أو مسئولى الدولة؟
- مكافأتى الحقيقية هى فى نجاة جميع الركاب، والحفاظ على سمعة مصر، حيث إن حوادث اختطاف الطائرات تكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على الدولة، التى يتم اختطاف طائراتها، كما أن هناك بعض المتربصين الذين كانوا يتمنون حدوث أى ضرر للركاب أو تفجير للطائرة للإساءة لمصر، وأوجه الشكر للأبطال الحقيقيين وهم طاقم الطائرة المكون من الطيار ومساعده و5 أفراد ضيافة وضابط الأمن بالطائرة.
هذا الخبر منقول من : الوطن