بشّر بحبه
لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ،
بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.
يوحنا 17/3
كوننا نبشّر بالإنجيل، يرغب الرب منا أن نُعبّر عن حبه وتحننه إلى المجروح والمُحتضر في عالمنا. فنحن واحة حبه في عالم قاسي وعنيف. فالعالم بالفعل بلا رجاء، بكونه مُتغرباً عن حياة الرب الإله (أفسس 18/4) لذلك، علينا أن نصل بالإنجيل إلى الناس الذين في العالم بحب. وعلينا أن نُحضر لهم كلمات الحب والتحنن
فعندما تكرز بالمسيح، اكرز بحبه ولا تدن أحداً. فرسالة الدينونة لا تأتي بنتائج ، بل رسالة حبه هي التي تعمل. فكلما أخطأ بنو إسرائيل في العهد القديم، كانوا يتحملون حكم القضاء من الرب الإله. مما جعلهم مرعوبين، لدرجة أنه عندما أراد الرب الإله أن يتكلم معهم، كانوا في غاية الخوف حتى أنهم فضّلوا أن يتكلم موسى معهم بدلاً من الرب الإله: وَقَالُوا لِمُوسَى: «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ».خروج 19/20
كُتبت هذه الأمور لنا لنتعلم أن طريق الحب هو الطريق الوحيد. فالحب حرّك الآب ليقدّم هدية عنده لا تُقدر بثمن - إبنه - ليموت عن خطايا البشر. ولم يكن قضاؤه، أو دينونته أو هلاكه، بل حبه الغير مشروط والذي لا يفشل أبداً هو الذي اضطره ليصل إلى الإنسانية ويُحررها من عبودية الخطية ومن الدينونة الأبدية. لذلك، اكرز بحب الأب
ويقول في 1 كورنثوس 18/1فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ
ويقول أيضاً في رومية 5/8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا
صلاة
أبي الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت حبك نحونا، حتى أنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا. فأنا اليوم أذهب لأكرز عن حبك الغير مشروط والذي لا يفشل أبداً لأولئك الذين سيقبلون الإنجيل من خلالي اليوم، فأؤثر فيهم بغنى حبك الذي قد انسكب في قلبي بالروح القدس، في إسم يسوع. آمين