أصابنى الملل فى القداس الإلهى , فحوربت ان اخرج من الكنيسة اثناء القداس ونفذت ذلك فعلاً .... وحالما خرجت شعرت ان كابوساً قد استرحت منه.
وبعد ايام اصابنى الملل فى الصوم , فقلت ما هذه التفاهة ؟ تغيير الطعام هو الصوم , فافطرت يوم الجمعة ثم الاربعاء التالى .
ثم بعد اسابيع اصابت آفة الملل الحب فى علاقاتى , فقلت لنفسى : الناس وحشة وانا اضعت كثيراً فى معاناه بسبب الحب ... الحدودية تكفى ... وبعد شهور وجدت هذه الآفة قد جعلت منى انسان آخر تماماً.
وظللت على هذا الحال سنة ونصف ........ الى انا تقابلت مع انسان شاءت الظروف ان تحرمه من حضور القداس , فرأيته يأخذ من يدى القربانة و يقبلها بشدة ويضعها فوق رأسة ويفرح بها كأنه لقى لقية !
وفى ذات الاسبوع تلاقيت مع امرأة بالمستشفى تعالج من شهور وتبكى , فلما دنوت منها اخفف عنها و سألتها هل فى جسدك وجع ؟ فقالت لا بل فى نفسى وقلبى , فقلت لها لماذا ؟ فقالت لأنى محرومة من الصوم منذ ان رقدت على السرير .
ولما خرجت من المستشفى تقابلت مع صديق اخذنى لزيارته فوجدت فى منزله احد اقاربه يحكى عن ابنه الذى قاطعه بسبب سوء فهم ... كيف انه وهو الاب ذهب اليه فى منزله وقال له سامحنى يا ابنى.
لا اعرف لماذا فى اسبوع واحد تقابلت مع هذه الامور ,
لكننى عرفت عندما دخلت الى اعماق قلبى وتذكرت ان النعم التى معى محروم منها كثيرين وهذا وحده كاف ليطرد عنى كل ملل وزهق يتسرب الى جهادى الروحى
فكثيرين الان يعيشون فى غرف الانعاش يحتاجون لنسمة اكسجين تقدم لهم صناعيا وربما لا يجدونها فيفقدون الحياة وغيرهم محرومون من نور النهار ونور البصر والبصيرة وغيرهم ....
ذكرت ذلك فقط فدب فى جهادى مثابرة جديدة ونفضت عنى الملل الذى يفقدنى حيويتى فى اى عمل روحى
القمص يوسف اسعد ( كتاب يوميات تائب )