أي مشكلة يتوجب سماع طرفيها , لكن من خلال تواجدكِ معنا بالمنتدى أنا متأكد من صدقكِ بالطرح ...
لكن يبدو لي بأن مشكلتكِ هي جدا بسيطة , وسببها هو سوء فهم الآخر لكِ ولحساسيته المفرطة تجاه الأمور, فهناك أناس بحياتنا جدا حسّاسين بطبعهم , ومشاعرهم المرهفة الرقيقة الجميلة (للأسف) تعرّض حياتهم لليأس وعلاقاتهم مع الآخرين إلى العطب السريع فيسببون الألم النفسي لهم أولا وللناس الذين يتعاملون معهم وفي دائرة اهتمامهم وعلاقاتهم ثانيا .
ما دمتِ أنتِ مقتنعة بفعلكِ وأحقية موقفكِ وصفاء نواياكِ (وهذا الذي قرأته من خلال مشكلتكِ) فأنتِ لستِ مخطئة , فقمتِ بالذي يتوجب عليكِ فعله , ولا لوم أو عتب أو خطيئة لا سامح الله عليكِ .
والإنسان السوي والمؤمن يقبل الاعتذار , وأنتِ قدّمتِ الاعتذار , وأكيد إن سمع يوما باعتذاركِ سيرتاح وينسى كل شيء , لأن أغلب هكذا شخصيات حساسة تملك قلب مسامح غافر .
ربما في البداية مشي وزعل بسبب سوء الفهم , لكن بعد أن يهدأ أكيد سينتهي زعله .
ذكرتِ بأن أصحابه قالوا : ربما سافر , يعني بذات الوقت ربما هو لم يسافر !
وبكل الأحوال , الذي قمتِ به صحيح , وأرجو أن لا يشغلكِ موضوعه كثيراً , لأنكِ تعانين الآن مِن حالة تأنيب الضمير , على أمرٍ لا يستحق أساساً الشعور بالذنب وتأنيب الضمير .
صلي مِن أجل أن يعود الشخص المعني وتتمكنين مِن إفهامه بموقفكِ , وصلي أن يطرد الربُ إبليسا مع وساوسه وأفكارهِ وأن لا يهوّل الأمور ... لأني لاحظتُ آخر عبارة قلتِ فيها : (جرحته بقسوة ومن غير قصد) وهذا لا يتطابق مع ما قلتيهِ ببداية كلامكِ (حول ضيق الوقت والمذاكرة الكثيرة) , فأظن أن عذاب الضمير جعلكِ تظنين بأنكِ جرحتيه بقسوة .
هذا رد على المشكلة أتمنى أن أكون قد فهمتُها (أعني المشكلة) ورديتُ عليها ... وأتمنى من الأخت هيلو أن لا تضع أي شيء يصنعه إبليس عائقا أمام فرحها بالرب ... وبأسوأ الأحوال , رب المجد أعطانا حلاً لكل خطايانا بأنه غفرها هناك على صليب المجد إن آمنّا بفعله الكفاري .