ليخرج قلبك من محبة العالم!
القدِّيس مار فيلوكسينوس
"إلى أن ننتهي جميعًا إلى وحدانية الإيمان، ومعرفة ابن الله، إلى إنسانٍ كاملٍ، وإلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13).
عندما يولد الجنين الجسدي من الرحم، فمع تركه له إلاَّ أن الغشاء الذي كان يحيط به يصاحبه ويخرج معه. يُقطع هذا الغشاء بعد ولادته، ويُلقى عنه هو وجميع الأشياء الزائدة المتعلقة به. عندئذ يظهر جسم الإنسان وحده متحررًا من كل ما ليس له. هكذا يقال عن الإنسان حينما يخرج من العالم...
يبدأ الإنسان ينمو في المعرفة التي تفوق العالم، حيث يسمح له المكان بالنمو حتى يبلغ إلى القامة التي يريدها. لأنه طالما أن الشهوات الشريرة ملتفة حول الإنسان مثل الغشاء ومقيدة لأعضاء الإنسان الجديد، فإنها تعوق نموه، ولا يقدر الإنسان أن يبلغ إلى قياس قامة ملء المسيح...
بالمعمودية تركنا الإنسان العتيق ولبسنا الإنسان الجديد. تركنا العبودية وجئنا إلى الحرية. تركنا الجسديات من أجل الروحيات، وانتقلنا من الخطية إلى البرّ، ولكن هذا كله بالإيمان وحده. هذا كله يتحقق فينا بالفعل بولادتنا من المعمودية... أما الآن فقد بلغنا السن الذي فيه نميز الخير والشر، ونتحول من السرقة والغش إلى الجود والكرم، ومن الوحشية إلى الرحمة، ومن القسوة إلى اللطف، ومن الجشع إلى العطاء، وغيرها من الأمور. كل هذا حدث معنا حينما قررنا بإرادتنا أن نخاف الرب ونصارع مع العالم. بهذا ينمو الإنسان تدريجيًا إلى أن يترك العالم كله تمامًا، ويرفض كل ما فيه، ويتحرر في داخله، ونرى العالم الآخر المختص بالرب يسوع، مثل الجنين الخارج من الأحشاء.
صلاة
من أجلك خلقت العالم، لكي يخدمك، وليس لكي يستعبدك!
لتقتنيني فأجعلك ملكًا وسيدًا، وليس عبدًا في مذلةٍ!