![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعب الناس وحيرتهم: لماذا الألم
![]() في حيرة واندهاش يتوقف كل واحد فينا ولو مرة في حياته ليسأل: لماذا الألم والموت وانتشار أوبئة وأمراض وفراق أحباب وفقر ومجاعات وحروب وخراب وتمرد الطبيعة وانقلابها، لماذا المُعاناة والمحن والمشقات، وما هو ذنب الأطفال والأولاد والشيوخ والعجائز يتذوقوا المرار، وأين الله من هذا كله ألا يستطيع أن يتدخل ليوقف هذه المشاكل كلها ويُريحنا من كل معاناتنا الشديدة في هذا العالم الحاضر الذي صار أضيق من أصغر غرفة نعيش فيها!!! والكل يتعجب إذ كان ينتظر بعد أن سمع عن ظهور الله في الجسد وأنه حمل كل ضيقنا وآلامنا ومعاناتنا وخلصنا وانه أعطانا الوعد أنه يكون معنا وأن يتمم المكتوب: "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم بمحبته ورأفته، هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة" (أشعياء 63: 9)، ويقولون أن إيماننا أنه أتى ليكون لنا أفضل مما كنا عليه في الخلق الأول، وأن يصنع لنا راحة في العالم وتهدأ كل الأمور، وسمعنا في الوعظ ان من يتكل على الرب لا يكون عنده عوز، ومن يعطيه العشور يباركه في ماله وأولاده، ومن يحيا في التقوى الله يحفظه من كل شر وينجيه من كل ضيق، بل وينقذ الأطفال الأبرياء وكل من يحيا معه... ولكن عملياً في واقع حياتنا اليومية لا يحدث كل ما سمعناه في الوعظ إلا لوقت قليل وقصير، وعند البعض لا يحدث قط، بل والغريب كل الغرابة، أن أول وأكبر صدمة يُصدم بها الإنسان – عند مواجهة الإنجيل في العهد الجديد – هي قتل أطفال بيت لحم بسبب المسيح الرب نفسه، وتتوالى الصدمات عند النظر بتدقيق في حياة الرب نفسه، إذ لا يوجد فيها غنى ولا راحة ولا حتى عنده مكان يسند فيه رأسه: "فقال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (متى 8: 20) بل كل كلامه عن الألم والضيق والمُعاناة في حياته وفي حياة كل من يتبعه، لأن العالم لن يقبله بل سيرفضه ويلفظه، ويخطط ويدبر لكي يتخلص منه، حتى أن كل من يقتله سيظن أنه يقدم خدمة حسنة لله، هذا ما قاله الرب وأكد عليه وأعلنه للجميع، بل وأكد أن الطريق ضيق وقليلين الذين يسيرون فيه، لأن الإنسان بطبعة الساقط، لا يقبل إلا أن يصير عظيماً مالكاً على كل شيء متحكماً به، فكيف يتعامل مع الألم ويقبل الضيق بل وعار الصليب ومسامحة أعداءه والصلاة من أجل المضادين الحاقدين وقتلة أولاده!!!
الإنسان يظل يشتكي، بل وأحياناً يُخاصم الله على أساس أنه صامت وقد يظن أنه سبب ولو من بعيد في كل معاناة البشرية ومعاناته الشخصية، لأنه يصلي دائماً بانكسار ليطلب معونة ورحمة ولا يجدها تتحقق في هذا العالم، مع أن السبب الأساسي والرئيسي في تعقيد الحياة وظهور الأعراض التي تؤدي للموت هو الإنسان نفسه، الذي نسى وتناسى أن من سبب كل هذا هو خطاياه الكثيرة التي عقدت كل شيء وقلبت الطبيعة كلها التي تمردت عليه، إذ سقط من مرتبته الأولى وسلَّم العالم للشيطان، وفقد سلطانة بل وخرج من الجنة ولم يعد سلام ولا راحة لهُ، ثم يتعجب ويتساءل عن لماذا الألم والضيقات ومشاكل الطبيعة التي تقف أمامة بقوة تفوق كل إمكانياته وتفوقه التكنلوجي، ويتعجب ايضاً بشدة لماذا لا يقبل العالم الأتقياء وينكل ويُشهر بهم ويعذبهم وفي النهاية يقتلهم!!!
فمن أين الحروب ومن أين المجاعات والخصومات، ومن أين السرقة والقتل وانتشار الظُلم، أليس من حسد الأخ لأخيه، أليس من كبرياء الإنسان وتعاليه: "الغضب قساوة، والسخط جرَّاف، ومن يقف قدام الحسد" (أمثال 27: 4)، "من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه" (1يوحنا 2: 11) فأن أول جريمة نسمع عنها في التاريخ والله بذاته حذر منها بصوت مسموع، هي جريمة قتل الأخ لأخيه في سفر التكوين، قايين وهابيل: "وكلم قايين هابيل أخاه، وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" (تكوين 4: 8)، وبعدها استمرت إلى هذا اليوم ولم تتغير الجريمة عينها حتى وأن اختلف شكلها، وبعد ذلك لم يكتفي الإنسان ويقف عند هذه الحدود، بل زادت خطيئته على خطية إذ بكل تبجح ألقى التهمه وأسقطها على الله مبرئاً نفسه. فيا إخوتي أعلموا يقيناً، أنه حينما نُسلم بالمثل كل ملكات نفوسنا للعدو الحية القديمة أي إبليس ونخضع لمشورته، نُملكه على أنفسنا فيسود علينا ويتسلط بالخطايا والشرور والآثام، ونفقد سلطاننا المُعطى لنا من الله، فلا نقدر أن ننتصر على أصغر الخطايا وأقل الشرور، لأن ملك علينا عدو النفس ومُهلكها، لأن الإنسان منذ البداية حينما سمع مشورة العدو سَلَّم المُلك للشيطان فصار رئيس هذا العالم:
ولأن الرب ليست مملكته من هذا العالم فسيظل العالم تحت سلطان عدو الخير الذي يعمل في أبناء المعصية، وسيتواصل الخراب والدمار في كل مكان ولا سلام للأشرار الخاضعين بإرادتهم لقتال الناس منذ البدء، أما الأبرار الذين برهم الله وكسائهم الخاص فأن كل معاناتهم في العالم التي لن تُرفع عنهم، بل سيتألمون ويجرى عليهم نفس الآلام التي تطال الجميع، لكنهم سيمتلئون سلاماً وكل ضيق وشدة ومحنه يمروا بها ستكون في المسيح يسوع ثقل مجد يروه بروح الرجاء الذي فيهم، فكل من يدخل في شركة الحياة الجديدة في المسيح يسوع عملياً بالإيمان، فأنه يرى ما لا يُرى ويحيا في شركة لا يراها من يتكلم عنها نظرياً.
هذه هي الحياة المسيحية الحقيقية في المسيح يسوع التي تتحقق فينا عملياً أن صبرنا لله ووثقنا فيه لأنه هو من يغيرنا على صورة ذاته ويقوينا بروح قيامته ويثبت فينا مجده الفائق ويشع فينا نوره ويلبسنا ذاته، وفي النهاية سيبطل الموت تماماً عند مجيئه الأخير: "آخر عدو يبطل هو الموت"، لأنه هوَّ: "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء"، "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت" (1كورنثوس 15: 26؛ فيلبي 3: 21؛ رؤيا 21: 4) |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح الملك وعداوة الأمم "لماذا ارتجت الأمم ..." |
لماذا الألم ؟ ( أي 23: 2 ) |
لماذا الألم؟ |
لماذا الألم؟ |
مُعضلة الألم (4) لماذا يجب أن نجتاز الألم؟ |